إيلاف من الصويرة:قالت إدارة مهرجان "كناوة وموسيقى العالم" بالصويرة، الاثنين، إن الدورة ال25، التي تواصلت على مدى ثلاثة أيام، واختتمت السبت، استقطبت ما يزيد عن 400 ألف من الجمهور.

وجاء الرقم المعلن ليؤكد التوقعات التي سبقت تنظيم دورة هذه السنة من هذا الموعد الفني، التي تميزت فعالياتها ببرنامج موسيقي جمع أكثر من 400 فنان من 14 دولة، تضمن 53 حفلا موسيقيا، وفقرة تحت عنوان: "شجرة الكلام"، و"منتدى حقوق الإنسان" في دورته الحادية عشرة، فضلا عن برنامج تكويني مع المؤسسة الموسيقية المرموقة "كلية بيركلي" للموسيقى، وموائد مستديرة تناولت "ثقافة "كناوة" بين الشفهية والطقوس" و"تحولات ثقافة "كناوة""، علاوة على معرض فني مشترك لتقديم أعمال فنانين مغاربة، تحت عنوان "نور وحركة في التنوع".

جمهور عريض يتابع الحفلة الختامية

واختتمت الدورة على إيقاع التنوع في النماذج والفقرات الموسيقية التي احتضنتها فضاء "بيت الذاكرة" و"دار الصويري" وزاوية "سيدنا بلال" و"الزاوية العيساوية"، فضلا عن منصات "الشاطئ" و"مولاي الحسن" و"برج باب مراكش".

فبمنصة "برج باب مراكش" كان الموعد مع سايمون شاهين، العازف ذو الأصول الفلسطينية، المتمكن على آلتي العود والكمان، الذي يُدَرِّسُ حاليا بكلية بيركلي للموسيقى ببوسطن، الذي أمتع جمهور مهرجان الصويرة بانتقاله السلس بين الإيقاعات العربية التقليدية والجاز والأنواع الموسيقية الكلاسيكية الغربية. كما كان الموعد مع "المعلم" مصطفى باقبو، أحد أشهر فناني "كناوة".

وفي "بيت الذاكرة"، كان الموعد من "المعلم" سعيد البوركي، الذي يتقن العزف على آلة "الكنبري"؛ و"المعلم" حميد الحضري؛ و"المعلّم" سعيد التهلاوي.

وفي "زاوية سيدنا بلال"، كان الموعد مع "المعلّم" عبد الله الروداني. وبمنصة "الشاطئ" كان الموعد مع "المعلم" يونس الحاضير، و"المعلم" مهدي ناسولي، الفنان الشغوف وأحد أكثر الموسيقيين الشباب موهبة وحماسا؛ وفرقة "لاباس" المعروفة بموسيقى منفتحة وحرة وحية مستقاة ومستوحاة من الجذور الثقافية الجزائرية كما من تجارب وأسفار مؤسسها نجيم بويزولالمتعددة. كما كان الموعد مع "العيطة مونامور"، المكونة من الثنائي وداد مجمع (المغرب) وخليل إيبي (تونس)، الذي هو بمثابة مشروع فني معاصر يعتمد على الموسيقى الإلكترونية لإعادة وتقديم فن "العيطة"، الذي يستمد منها ابداعاته، بشكل وقالب جديدين. و"العيطة" هي تراث فني أصيل وغني تعود جذورها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، نشأت في البوادي المغربية وتؤديه عادة "الشيخات"، وهن مغنيات نسوة حرصن منذ قرون على الحفاظ عليها وصونها ونقلها للأجيال القادمة.

وفي "الزاوية العيساوية"، كان الموعد مع كل من "المعلّم" إبراهيم البلقاني أحد الكناويين الأوائل الذين اشتغلوا على فن المزج، وعرف بجمعه بين النغم المحلي التقليدي المفعم بالروحانيات وأساطير موسيقى الجاز والروك أو موسيقى العالم؛ و"المعلم" أحمد باقبو الذي ينتمي إلى عائلة مراكشية عريقة، اشتهرت بممارستها للفن الكناوي ومساهمتها، عبر أجيال متعددة، في الحفاظ عليه وانتشاره وتحبيبه للعامة، بل وشكلت مدرسة خاصة بها وعرفت بطابعها المميز في الأداء.

جمهور مهرجان الصويرة

وبمنصة "مولاي الحسن"، كان الموعد مع "المعلّم" إسماعيل رحيل؛ وماريا كونسيبسيون بالبوا بويكا، المولودة سنة 1972 ببالما دي مايوركا الإسبانية والملقبة ب"بويكا"، وهي مغنية إسبانية من أصول غينية استوائية نشأت وترعرعت بين الغجر وجمعت بين صوت الفلامينكو الأجش والكابولا والجاز والسول والفانك، وتعتبر حاليا واحدة من أكثر المطربات تميزا على الساحة الموسيقية الإسبانية؛ و"المعلم" حميد القصري، وهو من الفنانين الأكثر شهرة داخل وخارج المغرب، وأحد أعمدة مهرجان "كناوة" الذين اعْتَادَ الحُضُور مشاهدتهم على خشباته منذ تأسيسه سنة 1998. كما كان الموعد مع "بوكانتي"، وتعني "تبادل" باللغة الكريولية، اللغة الأم لمليكة تيروليان التي ولدت ونشأت بجزر الكارايبي بغوادالوبي.

وشكل لقاء المزج بين القصري وبوكانتي واحدة من نقط القوة التي ميزت دورة هذه السنة من المهرجان، حيث كان الموعد مع فنانين يتمتعان بإمكانيات صوتية استثنائية، بشكل مكن من استكشاف غير تقليدي لثراء الأصوات "الكريولية" والعمق الروحي لموسيقى "كناوة".

وفي "دار الصويري"، كان الموعد مع "المعلّم" عبد الله أخراز؛ و"المعلّم" حسام غينيا، ابن الراحل "المعلم" محمود غينيا، أحد رموز التراث الكناوي وأيقوناتها، وسليل أسرة عريقة توارثت هذا الفن المتواتر من الأصل الذي يشكله "المعلم" بَّامسعود إلى الفروع الممتدة والذين لا زالوا متشبثين به. ويُعْرَفُ حسام بانفتاحه على الإيقاعات الموسيقية العالمية مع إتقانه في نفس الآن، للطقس والنمط الكناوي التقليدي الأصيل، كما يعرف أيضا بأسلوبه الخاص والمتفرد في الأداء، أسلوب لم يكتسبه فقط بفضل موهبته الفطرية، ولكن أيضا بفضل عمله الجاد وتصميمه وصرامته.