إيلاف من دبي: فيلم "وداعًا جوليا"، من إخراج وتأليف محمد كردفاني، يواصل حصد الجوائز الدولية، محققًا أكثر من 50 جائزة خلال عام واحد. الفيلم، الذي يتناول قضايا الهوية والتضحية الشخصية في السودان، لاقى استحسانًا في مختلف المهرجانات العالمية.
من بين الجوائز التي حصل عليها الفيلم، جائزة الحرية في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن قسم "نظرة ما"، بالإضافة إلى جوائز أخرى مثل جائزة روجر إيبرت في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، وجائزة "سينما من أجل الإنسانية" في مهرجان الجونة السينمائي، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان بغداد السينمائي. كما تم اختيار الفيلم لتمثيل السودان في المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي في دورتها الـ96.
قضايا الهوية والتضحية
يعالج الفيلم قضايا الهوية والتوترات الاجتماعية والسياسية في السودان. تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب امرأة شمالية تُدعى منى في مقتل رجل جنوبي عن طريق الخطأ، ثم تقرر توظيف زوجته جوليا كخادمة في منزلها، سعيًا للتكفير عن ذنبها. القصة تعكس أبعادًا إنسانية عميقة من خلال تناول العلاقة بين الشخصيتين، وتسلط الضوء على التعقيدات التي تواجهها الشخصيات في مجتمع يعاني من اضطرابات اجتماعية وسياسية.
استقبال جماهيري ونقدي واسع
نال الفيلم استحسانًا كبيرًا من الجمهور والنقاد على حد سواء. فاز الفيلم بأكثر من 10 جوائز جمهور، مما يعكس التأثير العميق الذي تركه لدى الجماهير حول العالم. وكتبت الناقدة جيسيكا كيانج في مجلة "فارايتي" أن الفيلم يمثل "مدخلًا إلى الاضطرابات الطبقية والعرقية والدينية في السودان". كما أشادت ليسا نيسلسون من "سكرين دايلي" بالفيلم واصفة إياه بأنه "قصة مؤثرة عن الاضطهاد الديني". وأشار الناقد المصري طارق الشناوي إلى أن كردفاني استطاع الحفاظ على توازن درامي وشاعري دون الانغماس في الجدل السياسي المباشر.
فريق العمل والإنتاج
الفيلم من بطولة الممثلة المسرحية إيمان يوسف وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك، إلى جانب نزار جمعة وقير دويني. يتميز الفيلم بتصوير بيير دي فيليرز، ومونتاج هبة عثمان، وتصميم الصوت بواسطة رنا عيد. الفيلم من إنتاج أمجد أبو العلاء بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية والدولية، وتولت شركة MAD Distribution توزيع الفيلم في العالم العربي.
محمد كردفاني.. مسيرة حافلة بالنجاحات
محمد كردفاني، المخرج السوداني، قدم سابقًا أفلامًا نالت جوائز عديدة مثل فيلمه القصير "نيركوك"، وفيلم "سجن الكجر" الذي عرض خلال الثورة السودانية. أثبت كردفاني من خلال "وداعًا جوليا" أنه يمتلك رؤية فنية متميزة وقدرة على تقديم قضايا معقدة بلمسة إنسانية.
في طريق نحو الأوسكار
مع ترشيحه لتمثيل السودان في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم دولي، يضع "وداعًا جوليا" السينما السودانية في دائرة الضوء، مما يمنحه فرصة تاريخية للوصول إلى جمهور أوسع وتحقيق إنجازات جديدة في المحافل السينمائية الدولية.
التعليقات