إيلاف من القاهرة: أعربت الفنانة المصرية القديرة نبيلة عبيد عن قلقها العميق من مصير شقتها الكائنة في شارع جامعة الدول العربية بالقاهرة، بعد موافقة مجلس النواب المصري على تعديلات قانون الإيجار القديم، معتبرة أن هذا المسكن ليس مجرد مكان للسكن، بل "أرشيف فني وتاريخي" يوثق رحلتها الفنية الممتدة لعقود.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة "الشروق" المصرية، قالت عبيد إن الشقة التي تسكن فيها بنظام الإيجار القديم تحتضن كل مقتنياتها الشخصية والمهنية، من الجوائز والملابس، إلى الصحف والمجلات التي وثقت مسيرتها، مضيفة: "الشقة دي فيها حياتي كلها.. من أول رابعة العدوية للراقصة والسياسي.. كل حاجة تخصني فيها. لو اتطبّق القانون، أودي التاريخ ده فين؟"

ونقلت "العربية.نت" أن النجمة الشهيرة ناشدت وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، ونقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، ونقيب السينمائيين مسعد فودة، من أجل التدخل لحماية هذا الإرث الفني، معربة عن أملها في تحويل الشقة إلى متحف ثقافي بعد وفاتها، بدلاً من ضياع محتوياتها.

وفي رد نقابي رسمي، أوضح الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، أن النقابة لا تملك سلطة التدخل في هذه الحالة، قائلاً: "النقابة ملهاش علاقة، ده قانون، والقانون فوق الجميع"، مضيفًا أنه شخصياً يقطن في شقة بنظام الإيجار القديم وسيخضع للتعديلات كما غيره.

وكان مجلس النواب المصري قد أقر مؤخرًا مشروع قانون ينظم العلاقة بين المالك والمستأجر في العقارات السكنية الخاضعة لقانون الإيجار القديم، في محاولة لتحقيق ما وصفته الحكومة بـ"التوازن بين الطرفين"، دون الإضرار بالمستأجرين.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الإسكان المصرية عن خطة لتخفيف الآثار المترتبة على التعديلات الجديدة، تشمل توفير مساكن بديلة بأسعار مدعومة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي، مع إطلاق منصة إلكترونية لتسجيل المستأجرين المستحقين.

يُذكر أن نبيلة عبيد، التي بدأت مسيرتها في ستينيات القرن الماضي، تُعد واحدة من أيقونات السينما المصرية، حيث قدمت أكثر من 70 عملًا سينمائيًا بارزًا، وتركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن العربي.