صلاح سليمان من ميونيخ: يعكف خبراء الطاقة الأن على بحوث تستمر لبعض الوقت الهدف منها التوصل النهائي الى استخراج نوع جديد من الوقود البديل الذي يمكن استخدامه بكفاءة عالية في الطائرات والذي سيكون بديل لوقود الطائرات من البنزين، إضافة الي انه وقود صديق للبيئة لا يسبب اي اضرار بيئية.
جدير بالذكر ان ابحاثاً مستمرة تجري في شركة ايرباص العملاقة للطيران علي ذلك الوقود الجديد المستخرج من الطحالب والذي سيكون انتاجه بمثابة نقلة نوعية لإنتاج ذلك الوقود البديل الذي يتمتع بكفاءة عالية.

لكن ما هي طبيعة هذا الوقود تحديداً؟ وكيف سيتم استخراجه من الطحالب ؟ وهل سيستمر أثره الفعال علي المدي البعيد؟

وقود الطحالب هذا سيتم استخلاصه من انواع معينة من الطحالب لا تزيد أبعاد ها عن بضع ميكرومترات أي بضعة أجزاء من الألف من المليمتر. ويمكن تربيتها داخل أنابيب اختبار مملوءة بالماء ومعرضة لضوء الشمس مما يساعد علي سرعة تكاثرها، فخلية الطحلب الواحد بإمكانها الإنقسام يومياً ، ولايوجد نبات على سطح الأرض له نفس هذه القدرة على النمو أو التكاثر.ان المتر المربع الواحد يمكن ان ينمو عليه 25جم من الطحالب التي يمكن ان تنتج وقوداً بواقع 8 جرام ..وهذا يعني ان الفدان الواحد بإمكانه انتاج 3 اطنان من زيت الوقود سنوياً وهي كمية تصل الي 15ضعف ما يتم الحصول عليه من الحبوب والزراعات الأخري لاستخراج الميثانول. ويتمثل التحدي في إنتاج مثل هذا الوقود في تخفيض تكلفة استخلاصه إلى العشر، أي من 30 دولارا لكل 8 لترات إلى أقل من 3 دولارات.

ميكانيكية هذا المشروع يمكن ان تمتد وتتوسع اعتماداً علي استغلال قدرة الطحالب على تحويل المركبات الكربونية المكونة من فضلات الإنسان وطحين نوى التمر وذلك بإضافة ثاني أكسيد الكربون له ثم تتم المعالجة الكيميائية ليتحول بعدها الي وقود حيوي.
المراقبون يرون ان هذا الوقود الجديد سيكون مرحب به علي شكل كبير خاصة وانه سيحل مشكلة الاعتراض الكبير علي استخراج الوقود من الميثانول الذي يتم استخراجه من النباتات والمحاصيل ـ ورغم انه من الوقود الحيوي الا انه قد تعرض الي انتقاد كبير بالنظر الي استخدام المحاصيل الغذائية في إنتاجه وهو الأمر الذي يؤدي الي رفع اسعار الغذاء بشكل كبيرمما يجعل سؤالاً مطروحاً عن اخلاقيات العالم تجاه الاستمرار في انتاج هذا الوقود.

في المانيا ظلت مسألة استخراج الطاقة والطاقة البديلة هي محل اهتمام العلماء والخبراء لهذا كان هناك اهتماما غير عادي بفكرة استخراج الوقود من الطحالب خاصة بعد انتهاج المانيا خطاً سياسياً جديداً يتمثل في اعطاء الأولوية لإنتاج الوقود البديل بعد حادث مفاعل فوكوشيما الياباني وقرار السلطات آنذاك باغلاق كافة المفاعلات النووية المنتجة للطاقة في البلاد .

في سياق متصل دخلت شركة لوفتهانزا الألمانية العملاقة مجال ابحاث الوقود المستخرج من الطحالب ، وفي النصف الثاني من هذا العام قررت تجربة الوقود الجديد علي خط الطيران الواصل بين مدينة هامبورج ومدينة فرانكفورت وذلك لمدة نصف عام وخلال تلك التجربة سيقوم الخبراء بدراسة تأثير الوقود الجديد علي محركات الطيران ، وفي احدث الأبحاث سيكون هناك اجراء تجربة علي محرك يعمل بالوقود العادي المستخدم وآخر يعمل بالوقود الجديد المستخرج من الطحالب علي ان يتم المقارنة بينهما للوقوف علي افضلية اي منهما من حيث الإستعمال في المستقبل .
ان هناك اهتمام اوروبي وامريكي غير مسبوق بإنتاج هذا النوع من الوقود حتي ان العلماء يعكفون الان علي بناء خزنات عملاقة لحفظ الوقود تحت الارض .
ان اكثر من 20 شركة ومؤسسة بحثية تعمل الان عي تفعيل مبادرة هيئة الطيران الألماني علي تحسين هذا الوقد منذ طرحها لأول مرة في معرض 2010 للطائرات في برلين .
من المعروف أن شركة شل العالمية تعمل من ناحيتها هي الأخري على إنشاء مزرعة طحالب مفتوحة تصل مساحتها الي 25 فداناُ في هاوي سيستمر العمل في توسعتها حتي تصل الي 000 100 فدان لانتاج وقود المستقبل ،وفي ذات الإطار تعمل شركة جنرال أتوميكس حاليا على إنشاء مشروع تجريبي تبلغ مساحته 1.6 هكتار.