نهى أحمد من سان خوسيه: منذ فترة طويلة يحذر الكثير من خبراء الاقتصاد من الانعكاسات السلبية للجفاف الذي يسيطر على بعض البلدان في اميريكا الوسطى، واكد اخيرا على هذه المخاطر تقرير وضعته مفوضية الاتحاد الاوربي بعد دراسة ميدانية للوضع الحالي هناك.

فالتقرير يشير الى مواصلة الجفاف وقلة المياه في جزء من غواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا والسلفادور وصل الى مرحلة تثير المخاوف لانه سوف يؤثر بشكل كبير على اقتصاديات هذه البلدان التي تعتبر الافقر في القارة الاميريكية. فبناء عليه قد تواجه اجزاء كبيرة من غواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا في الاسابيع القليلة المقبلة وضعا مخيفا بسبب قلة توفر المواد الغذائية الاساسية بعد كساد المحاصيل.

وفي هذا الصدد يقول خوسيه لويس فيفيرو منسق شؤون منطقة اميريكا الوسطى ومقره في ماناغوا ان الوضع الحالي لا يؤدي بشكل مباشر الى مجاعة لكن كل المؤشرات حتى الان تنذر بان الكارثة سوف تقع قريبا. فالامطار مازالت قليلة ما يعني ان المحاصيل الزراعية للعام المقبل سوف تواجه نفس مصير المحاصيل هذه السنة.

ودعا فيفيرو الى مواجهة الوضع بكل الوسائل منها تقديم العون اللازم لسكان المناطق المهددة بالكارثة، لكنه في نفس الوقت طالب بوضع دراسة جدية لتحديد مدى تأثير التغييرات المناخية في المنطقة على حدوث كوارث الجفاف، كما حذر من عواقب توجه بعض الحكومات في المنطقة لزراعة حبوب مثل الذرة من اجل تصديرها الى بلدان غربية بهدف استخراج وقود حيوي منها. فهذا التوجه من وجهة نظره يساهم في اتلاف التربة لانها تزرع بنوع واحد من المزروعات ولاكثر من ثلاث دورات في العام ما يسبب استهلاك المعادن الضرورية في الارض.

ويعيد تقرير المفوضية الاوروبي اسباب الجفاف بشكل خاص الى كثرة الاعاصير والعواصف وبالاخص في نيكاراغوا التي اهلكت اراضي شاسعة فيها وعقبها الجفاف اضافة الى ارتفاع درجة الحرارة في البحار، ما يهدد حياة اكثر من نصف مليون شخص اضافة والثروة السمكية والحيوانية. وهذا دفع المفوضية الى افتتاح مراكز اغاثة في المناطق المهددة بالكوارث كي تعمل بشكل سريع عند حدوثها.