مساحات ميونخ الخضراء جنوب ألمانيا زادت من كثرة تواجد الحمام فيها حد عجز الحكومة عن التعامل معه.

اعتدال سلامه من برلين: من المعروف ان الأمان من الشعوب المحبة جدا للحيوانات والدليل على ذلك كثرة جمعيات الرفقة بها، والسبب في ذلك ان تواجد الحيوانات الاليفة بالاخص يساهم في حماية البيئة ويبقي على جمال الطبيعة، لكن في بعض الحالات تحمل الحيوانات او الطيور مشاكل كبيرة مثلما يحدث في مدينة ميونيخ العريقة والمعروفة بكثرة مساحاتها الخضراء التي توفر اماكن كثيرة لكل انواع الطيور والحيوانات.

فمشكلة هذه المدينة بدأت مع تكاثر اعداد الحمام الذي يعتبر جزءا مهما من الساحة المشهورة المسماة مرين بلتس، حيث ياتي اليها الالاف من الحمام يوميا، لكنها تترك اطنان من الروث كل سنة، وهذا اوقع ادارة المدينة في حيرة.

فمن يمر في هذه الساحة مرين يسمع هديل الحمام الذي يقفز من مكان الى الاخر ويترك وراءه على الارصفة الاقذار. ويعتقد سكان ميونيخ ان ما بين 30 الى 40 الف حمامة تحل ضيفا على مدينتهم، وتترك اكثر من 480 طن من الروث سنويا في الاماكن المعروفة مثل المحطة الرئيسية وساحة مونشين فرايهايت وفكتوالين ماركت ومارين بلتس، وتعتبر هذا الاماكن قبلة السياح وقلب المدينة، لكن لا يمكن طردها لان ذلك سيشكل خرقا لقانون حماية الحيوانات والطبيعة.

وكانت ادارة المدينة قد اعلنت قبل سنوات قليلة انها سوف تواجه قضية تكاثر الحمام، لكن كما يبدو قد استسلمت امامها. حتى ان التقليل من عددها ليس بالحل المجدي ويجب ايجاد مكان لها كي تهجر اليه، ولم يعثر عليه حتى الان.

مع ذلك اتت مونيكا شولنباخ من جمعية حماية الحيوانات البيئة بمبادرة لانقاذ الحمام، حيث اتفقت مع احد المتاجر الكبيرة والمعروفة بتخصيص مبلغ بسيط من اجل تنظيف الروث من فوق المبنى، وتتسلق يوميا السطح لتنظيف روث حتى 200 حمامة، بينما يحمى بعض حماة البيئة والحيوانات من زملائها الاعشاش حيث يضع الحمام بيضه، وخاصة من الجرذان التي تلتهمها، وهذا قلل من عدد الحمام الذي يحط على الارض في مرين بلتس ومن انزعاج الناس.

ولقد شجع هذا الحل بعض الطلاب والتلاميذ بتنظيف الروث من فوق مباني اخرى في ارابيلا بارك، لكن ليس من بقية الاماكن في المدينة.

وهذا الوضع جعل يواخيم لورنس من حزب الخضر والذي يدير دائرة حماية البيئة في بلدية ميونيخ يرى في كل هذا الحلول عدم جدوى على المدى الطويل، كما وان تهجير الحمام الى مكان اخرى غير ممكن لاسباب مادية، فتهجيره من ساحة مونشين فرايهايت لوحده يكلف 54 الف يورو، ولا ضمان من عدم عودته الى مكانه مرة اخرى.

ويقول لورانس طالما الناس تطعم الحمام ولا تتقيد بالقانون الذي صدر ويمنع اطعامها، لا يبقى امام المدينة سوى بناء ابراج حمام لها في الخارج، وسوف تجرى قريبا محادثات مع بلديات الاحياء، الا ان هذا الحل يواجه معارضة السكان، لان اطنان الروث سوف تنتقل الى احيائهم. والى حين حل هذا الامر بشكل يرضي الجميع فان الحمام سوف يظل يتحكم بنظافة مدينة ميونيخ.