تتمتع منطقة مرزوكة المغربة بطبيعتها الخلابة ورمالها التي تسحر العين وتريح الجسد العليل.


أحمد عباس من الرباط: تقع مدينة مرزوكة بالمغرب في إقليم الراشدية، على بعد 20 كم من الحدود المغربية الجزائرية في جنوب المغرب في وسط طبيعة متنوعة كما هي في إقليم ورزازات حيت التضاريس الجبلية والوديان الساحرة وخصوصاً في منطقة المضائق. مرزوكة، صحراء فيها الكثبان والرمال التي تعد من أجمل مناطق العالم مشاهدة عند الغروب والشروق.

تشاهد قوافل السياح على الأبل عند الشروق، من بينهم ؛ بريطانيون، إستراليون ويابانيون، تجذبهم الشمس الذهبية في تحولات ألوانها على الرمال، في قوافل بشرية بجانب الخيام التقليدية مروراً بقصبة آيت حدو. وكذلك القوافل المسائية عند الغروب عندما يتحد الأنسان مع الصحراء ومع الرمال، التي تجانست بفعل الزمن مع أشعة الشمس.

إضافة إلى السكينة والهدوء، والتشكيل الرائع للصحراء، تشتهر مرزوكة بالحمّامات الرملية، التي تعالج أمراض الروماتيزم، وأمراض الفقرات. إذ يدفن المريض إلى حد الرقبة في حفرة من الرمال، مع مراعاة تغطية منطقة الصدر بالقليل من الرمال دون مناطق الجسم الأخرى. ويُغطى الرأس بقطعة قماش درءاً من ضربة الشمس، وتستمر هذه العملية العلاجية من 5 دقيقة حتى ساعة بحسب قدرة الجسم على التحمّل.

ثم يغادر المريض حفرة الرمال وهي غارقة بالعرق إلى حمّام ساخن ثم يُعطى شاي الأعشاب المغربي المشهور. ما يسبب من استرخاء منطقة الفقرات، وسحب البرودة من الجسم. ويمكن تكرار هذه العملية للمصابين بالرماتيزم عدّة مرات لغاية ثلاثة أيام. إن الحرارة التي تتدفق تدريجياً إلى جسم المريض من الرمال الناعمة والساخنة تدريجياً بفعل أشعة الشمس تساعد على الشفاء من أمراض الفقرات والشد العضلي. يتزايد اليوم الاهتمام بمرزوكة سياحياً، ففي مدينة مراكش مثلاً، تنوجد الوكالات السفرية التي تنظم الرحلات السياحية والعلاجية إلى هناك. وتنتشر الفنادق مع قصبات السكن التي تقدم خدماتها إلى السياح.

في المقابل تعتبر الرمال ساونا طبيعية. وكثيراً ما يُشاهد السياح حفاة يمشون على الرمال الساخنة. وهكذا تساهم الطبيعة من دون الدواء بشفاء الجسم المريض بيولوجياً وروحياً. يزور الكثير من المشاهير مرزوكة، طلباً للسكينة والراحة بعيداً عن متاعب الحياة اليومية، من بينهم هيلاري كلينتون عندما كانت السيدة الأولى في امريكيا العام 1999، والمغنية الكولومبية شاكيرا في العام 2011.