هرغيسا: أطلق مسؤولون في جمهورية أرض الصومال، التي أعلنت استقلالها من جانب واحد والتي تقع في شمال غرب الصومال، نداءً لتقديم المساعدات الغذائية والمياه الصالحة للشرب لآلاف الأسر التي فقدت موارد رزقها بسبب موجة الجفاف الحالية.

وفي هذا السياق، قال حسين محمد هوغ، وزير الصحة في أرض الصومال، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): quot;يمكن أن نرى من بعيد الأطفال يركضون باتجاه الطريق ويلوحون بالزجاجات الفارغة ويطلبون الماء والخبز أو البسكويتquot;.

وأفاد هوغ أن الأسر في المناطق الغربية من الصومال، المتمثلة في غاربا دادار، وغارغارا باري، وغريسا، واوسولي، فقدت كل ما تملك من ثروة حيوانية وأصبحت تفتقر للإمدادات الغذائية المنتظمة. وأضاف أن عائلات أخرى في منطقتي غارغارا وغريسا (في غرب البلاد أيضاً) أصبحت تعتمد الآن على المواد الغذائية المقدمة في إطار مبادرة الطعام مقابل العمل التي أطلقها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والأموال التي أرسلها الصوماليون العاملون في الخارج. كما تضررت منطقة سيل لا هيلاي التي تقع إلى الشمال من العاصمة هرغيسا.

هذا وقد قدم برنامج الأغذية العالمي في فبراير الماضي مساعدات غذائية إلى حوالي 150,000 شخص في أرض الصومال، حسب شاليس ماكدونو، المتحدثة الرئيسية باسم برنامج الأغذية العالمي في شرق ووسط وجنوب أفريقيا.

وكان من بين هؤلاء ما يقرب من 38,000 أم وطفل دون سن الخامسة، كما يتلقى أكثر من 18,600 شخص آخر حصصاً غذائية عائلية أو قسائم غذائية في إطار برنامج التغذية التكميلية الموجهة، الذي يوفر علاجاً متخصصاً للأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية، والنساء الحوامل والأمهات اللاتي تعانين من سوء التغذية.

كما تلقى حوالي 48,000 شخص مواداً غذائية من خلال برنامج الوجبات المدرسية، وحصل ما لا يقل عن 42,000 شخص على مساعدات عن طريق برنامج الغذاء مقابل الأصول التابع لبرنامج الأغذية العالمي، بينما تلقى 8,000 آخرين مساعدات غذائية عبر برنامج الغذاء مقابل العمل. ومن الجدير بالذكر أن هذا البرنامج هو بمثابة نشاط إغاثي يقدم للمجتمعات المحلية أو الأسر التي تتعافى من صدمات، في حين يعتبر الغذاء مقابل الأصول نشاطاً طويل الأجل يهدف إلى تعزيز سبل العيش.

انعدام الأمن الغذائي يصل إلى quot;مستوى الأزمةquot; في بعض المناطق

يبدو الأمن الغذائي في مناطق أودال وغرب غالبيد وتوغدير وساناغ في أرض الصومال quot;سيئاً للغايةquot; حتى يونيو 2012، مما يعني أن الأسر قد خفضت استهلاك المواد الغذائية، في حين يصنف الأمن الغذائي في معظم مناطق سول وساناغ الجنوبية على أنه في quot;مستوى الأزمةquot;، وهذا يعني أن الأسر تعاني من ثغرات كبيرة في استهلاك الغذاء، وتعاني من معدلات سوء تغذية حاد مرتفعة أو فوق المعتادة، وفقاً لوحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية في الصومال.

ولا يزال السكان في منطقة باكي في وسط غرب أودال، على سبيل المثال، يعانون من الآثار السلبية لموسم الأمطار القصير الماضي.

وفي هذا السياق، أكد عبدي راشد شيخ محمد، وهو رجل مسن في باكي، أن quot;حتى الأسر التي لديها بعض الماشية لا تستطيع شراء الغذاء بسبب ارتفاع الأسعارquot;، مضيفاً أنه على المرء أن يبيع شاتين لشراء كيس من السكر من فئة 50 كيلوغراماً يبلغ سعره 50 دولاراً، على سبيل المثال.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية، ذكر أحمد موسى أحمد، مسؤول الصحة في منطقة باكي، أن حوالي 1,800 طفل في المناطق الريفية الجبلية في باكي يعانون أيضاً من سوء التغذية المعتدل، مضيفاً أن النساء الحوامل والمرضعات وكبار السن تضرروا على نحو مماثل.

سوء التغذية بين النازحين

تم تسجيل معدلات سوء تغذية مرتفعة بين النازحين داخلياً في منطقة بوركو في توغدير، وفقاً لتحديث أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هناك. كما تم تسجيل معدلات سوء تغذية حاد بلغت 20,3 بالمائة، ومعدلات سوء تغذية حاد وشديد بلغت 4,5 بالمائة في ديسمبر 2011، بينما تبلغ عتبة الطوارئ لسوء التغذية الحاد وسوء التغذية الحاد والشديد 15 بالمائة و 5 بالمائة على التوالي.

وفي ظل نقص المراعي في المناطق التي يغلب عليها الطابع الرعوي، لا يزال القلق مستمراً، خاصة إذا انخفض موسم الأمطار الطويل في عام 2012 عن معدلاته العادية.