تشجع حكومة بيرو شركات التنقيب عن النفط في غابات الأمازون مهددة سكانها وأشجارها بالزوال.


نهى احمد من سان خوسيه: صفقات التنقيب عن النفط في مناطق الامازون في البيرو تزدهر وتشهد حاليا رواجا منقطع النظير، وبدلا من رفع الحكومة الضرائب على الشركات المنتجة للنفط فانها تخفضها لاجل التشجيع وزيادة الاستثمارات ودخول المزيد من راس المال. لكن، على الشركات المنقبة الحصول من سكان هذه المناطق ومعظمهم من الهنود الحمر على اذن من أجل التنقيب، وحيال امتناعهم خوفا على مصيرهم، فانها تلجأ الى وسائل قديمة جدا من أجل اقناعهم بالرضى او بالارغام.

أحد الوسائل التي تستخدم حاليا شبيهة بتلك التي تعرض في افلام رعاة البقر الاميريكية والهنود الحمر حسب قول دميسيو تانغيو غوارا مدير جمعية كواشا لحماية السكان الاصليين في منطقة التو بوتامايو، اذ يتم اغراء بعض زعماء القبائل الهندية بعشرين غالون من البنزين وبعض زجاجات الكحول مقابل المواقفة والتوقيع، والاسوء من كل ذلك ان موظفي شركة بيرو بترو الخاصة والمدعومة في نفس الوقت من الحكومة يغرون بعض الشباب بمضارب البيس بول وقبعات وقمصان لعبة البولو، والوسيط في ذلك هو مدرس احد المدارس الابتدائية في المنطقة بعد اغرائه ببعض المال.

حتى ان بعض السكان يقولون ان المدرس ينشر الدعايات الكاذبة حول اهمية مشاريع التنقيب عن النفط واستخراجه وهو يعلم تماما ان ذلك سيؤدي في النهاية الى اخراج الالاف من سكان الامازون وتشريدهم. ومن اجل ضمان سير المشاريع تشتري حكومة ليما بالمال بعض الشخصيات المنفذة بين الهنود الحمر عبر تقديم مغريات لهم مثل الحصول على عمل، وهذا سبب في ضياع مناطق شاسعة في الامازون اصبحت ملكا لشركة النفط العملاقة بتروبراس البرازيلية.

ويقول خبراء نفط ان المنطقة على طول شمال البيرو هي في الحقيقة بحار من النفط، لذا فان شركات نفط من كل انحاء العالم تقدم افضل العروض الى الحكومة في ليما من اجل المشاركة بمشاريع تقدر بالملايين، ما جعل جمعيات انسانية وبيئية كثيرة ترفع احتجاجات الى الحكومة لكن دون نتيجة. وسبق ان كانت مناطق كثيرة مثل منطقة التو بوتومايو العام الماضي مسرحا لصدامات بين الهنود الحمر والشرطة بعد اخراجهم عنوة من بيوتهم من اجل عمليات التنقيب. وباعت الحكومة يومها الاف ا لهكتارات من الارض وما تحتويه من منابع مياه الى شركات نفط اجنية ووطنية.

وبدلا من ان تدخل الحكومة في الحسبان مصالح السكان زادت من عقود استخراج النفط الى شركات اميريكية واسبانية وبالاخص الى شركة بتروبراس البرازيلية، رغم تحذير خبراء البيئة بمخاطر التلوث الذي سوف ينتج عن عمليات الاستخراج والتنقيب ليس فقط على ا لبيئة بل ومياه الانهار والمياه الجوفية.

والاخطر من هذا كله المسح الجيولوجي الذي اجرته احد مؤسسات حماية مناطق الامازون اشار الى وجود 64 كتلة للتنقيب عن النفط حتى الان منتشرة في البيرو، وحوالي ثلاثة ارباع مناطق الامازون في ا لبيرو قد منحت الى شركات اجنبية منها سويدية، لكن ومن اجل صيانة ماء وجها ابعد الحكومة المناطق التاريخية والحدائق العامة عن هذه المشاريع.

وحيال هذا الوضع يريد سكان مناطق الامازون مواصلة احتجاجاتهم عبر المظاهرات والسير على الاقدام حتى العاصمة ليما، واللجوء الى الجميعات الدولية لحماية الطبيعة، اذ ان استخراج النفط سوف يدمر المنطقة بالكامل، فالشركات النفطية تنزع الاشجار وتصدرها الى بلدان غنية، ما يسبب تدميرا كاملا للطبيعية. فحتى الان تم القضاء على الاف الانواع من الحيوانات والاشجار والنباتات التي تستخدم في مجالات كثيرة منها المعالجة بالاعشاب، ومواصلة اقتحام الامازون يعني ايضا نهاية وجود مجموعات من السكان هناك ما سيسبب مع الوقت ازمة اجتماعية لا يحمد عقباها حسب قول دميسيو تانغيو غوارا.