أشرف أبوجلالة من القاهرة: في كشف علاجي جديد، أعلن باحثون من كلية الطب بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل بالولايات المتحدة الأميركية عن أنهم وجدوا ما قد يكون الأسلوب الأكثر فاعلية في إيصال أحد الجينات المصححة إلى خلايا الرئة المستمدة من مرضى التليف الكيسي، وهو ما يجدد الآمال بأن العلاج الجيني لمرض التليف الكيسي الرئوي قد يكون أسلوبًا علاجيًا ناجحًاً في المستقبل. وقد استمر العلماء دراساتهم على مدار 20 عاماً بغرض إكمال العلاج الجيني لمعالجة مرض التليف الكيسي، الذي يتسبب في إفراز الجسم لمخاط مجفف وأكثر سُمكاً من المعتاد، يقوم بسد الرئتين، ويؤدي لحدوث إصابات تهدد الحياة.

وفي تلك الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون فيروس يطلق عليه فيروس البارا إنفلونزا، وهو أحد الفيروسات التي تتسبب في الإصابة بنزلات البرد، ووجدوا أن عملية إيصال نسخة مصححة من جين الـ CFTR إلى 25 % من الخلايا التي تم إنمائها بأحد نماذج مزارع الأنسجة التي تشبه بطانة الممرات الهوائية البشرية، كانت عملية كافية لاستعادة الوظيفة العادية إلى الأنسجة. من جانبه، قال دكتور راي بيكلز، الأستاذ المشارك في علم الأحياء المجهرية والمناعة في مركز بحوث وعلاج التليف الكيسي بجامعة نورث كارولينا :quot; هذه هي أول دراسة كنَّا قادرين فيها على تنفيذ عملية إيصال ( الجين المُصحح ) على نحو يتسم بالكفاءة quot;.

وتابع بيكلز حديثه بالقول :quot; عندما كنت تأخذ ذلك بعين الاعتبار في دراسات العلاج الجيني التي أجريت في السابق، تجد أن نسبة الكفاءة المستهدفة كانت تبلغ حوالي 0.1 في المئة من الخلايا، ويمكنك أن تعتبر ذلك على أنه قفزة عملاقة إلى الأمام. وقد اكتشفنا أنك إذا أصبت بفيروس، ثم تطور، ليصيب الممرات الهوائية البشرية، ثم قمت عن طريق الهندسة الوراثية بإقحام جين الـ CFTR العادي بداخله، فسيكون بإمكانك استخدام هذا الفيروس في تصحيح جميع السمات المميزة لملامح مرض التليف الكيسي الذي يعرف اختصارا ً بـ CF في النموذج الذي قمنا باستخدامه. فعلى سبيل المثال، قامت التجربة بتحسين قدرة الخلايا على تجفيف ونقل إفرازات المخاطquot;.