لقاء مع مدير مهرجان دبي السينمائي
ستيفنسون: الاهتمام الاعلامي مؤشر للنجاح
مهرجان دبي يسعى دائما الى تشجيع ورعاية صناعة سينما محلية

محمد موسى: الاهتمام الأعلامي والشعبي الذي حظي به مهرجان دبي الدولي للأفلام في دورته الأخيرة يؤكد ان المهرجان بدأ يخطو خطوات مخططا لها جيدا وانه وجد مكانه وهويته في مدينة دبي؛ المدينة الناجحة تجاريا و المتميزة بقدرتها على خلق وتطوير نماذج اقتصادية ومعمارية وفنية مبهرة، يبدو انها واعية ايضا بجاذبية وأثارة السينما وما يمكن ان تضيفه الى الدور المتصاعد للمدينة التي أصبحت احدى

مدير المهرجان نيل ستيفنسون
المدن المفضلة لأبناء المنطقة وللكثيرين من الأوربيين وغيرهم.
مهرجان دبي الدولي السينمائي هو المهرجان الثاني بعد مهرجان مسقط السينمائي الذي يقام في دول الخليج. المهرجانان اضافة الى نجاحهما الشعبي يبدو انهما نجحا في تشجيع مواهب سينمائية محلية على تنفيذ أعمالها التسجيلية وحتى الروائية الأولى مما يبشر ببوادر حركة سينمائية خليجية ما.
مدير مهرجان دبي الدولي السينمائي الكندي السيد نيل ستيفنسون هو أحد المهتميين بالسينما عمل متطوعا في مهرجان تورينتو السينمائي في كندا وتنقل في وظائف في حقل الأعلام في دبي قبل ان يصبح المدير لمهرجان دبي الدولي للأفلام.
هذا لقاء مع السيد نيل ستيفنسون واسئلة عن الدورتيين السابقتيين للمهرجان:

- كيف تقيم الدورتيين الاوليتيين من مهرجان دبي الدولي للافلام؟ هل كانوا بمستوى طموحك كمدير للمهرجان؟

انا أعتقد ان كلا الدورتيين حققا الأهداف التي كنا مخططيين لها. الملاحظات التي تلقيناها من
ضيوفنا، المندوبون المشاركون والأعلام تؤشر الى أن المهرجان قد اضافة أضافة ايجابية الى الفعاليات الثقافية التي تقدمها مدينة دبي.
انا أعتبر ان كمية الاهتمام الاعلامي الذي حققه المهرجان مؤشر على نجاح المهرجان. كان لدينا مشاكل في الدورة الاولى للمهرجان هذه المشاكل استطعنا ان نؤشر عليها في الدورة الثانية والحصيلة اننا عالجنا الكثير منها ومازلنا نحاول تحسين ادائنا.
مهرجان دبي الدولي للفلم لدورة 2005 قد تحسن وتوسع في مجالات عديدة. في دورة 2004 عرضنا 76 فلم من 27 دولة في الدورة التي تلتها عرضنا 98 فلم من 46 بلد مختلف. في الدورة الاخيرة أضيفت خمس محاور جديدة لبرنامج المهرجان واضفنا برنامج يخص صناعة السينما ايضا. كذلك لقد قمنا في أدخال خدمة بيع تذاكر الدخول الى أفلام المهرجان عن طريق الانترنيت ولقد قمنا ببيع التذاكر قبل 10 ايام من بداية المهرجان. لقد تم شراء تذاكر الدخول عن طريق الانترنيت من دول بعيدة مثل المانيا والولايات المتحدة الامريكية. لقد كان مستوى الاهتمام بالمهرجان عالي في المنطقة وعلى الصعيد
الدولي.
مهرجان دبي الدولي للافلام لسنه 2004 استقطب حوالي 13.000 الف شخص محليا ولقد تم بيع 18.000 تذكرة ودعوة لصالات السينما التي بلغ عددها 102 صالة. في الدورة الاخيرة ل 2005 زادت نسبة حضور الجمهور بنسبة ستين بالمئة وان اكثر من 30.000 شخص حضروا عروض المهرجان في 187 قاعة سينمائية واكثر من عشرين بالمئة من الافلام بيعت بطاقاتها بالكامل. كان عندنا بالتأكيد بعض الخيبات والمناطق الضعيفة لكن المهرجان بشكل عام و بدورتيه حققا طموحاتنا في كثير من الأعتبارات بل تجاوز الطموحات في اشياء أخرى.


- دبي مدينة ناجحة تجاريا وقد يعتقد المرء ان السينما المرغوبة بها او المسيطرة هناك هي السينما الهوليودية الكبرى. هل تعتقد ان المهرجان ساعد في تعريف أهل دبي بسينما مختلفة؟ وهل هناك خطط للمستقبل باقامة برامج او تظاهرات سينمائية تشجع السينما الاقل تجارية سواء المنتجة في الشرق الاوسط او في العالم؟

عن طريق عرض أفلام مختلفة من كل أنحاء العالم وعن طريق تسليط الضوء على الافضل والجديد المختلف في السينما العربية نشعر نحن كمهرجان دبي للافلام اننا ساعدنا وشجعنا التيارات السينمائية المختلفة. نحن أيضا نشجع المواهب السينمائية الجديدة. مهرجان دبي يسعى دائما الى تشجيع ورعاية صناعة سينما محلية والطريق الى ذلك هو تشجيع الأفلام الأقل تجارية في الشرق الاوسط، مهرجان دبي عنده استراتيجية بعيدة في هذا الاتجاه والمهرجان سيكون سعيدا في التدخل والمساعدة لتحقيق ذلك.

- واحد من أهداف المهرجان هو تشجيع المواهب الجديدة في الكتابة والأخراج هل من الممكن ان تحدثنا عن أنجازات المهرجان في هذا الاتجاه؟

خلال الدورة الاخيرة عام 2005 كانت هناك خمس ندوات للنقاش حاولت الاحاطة بجوانب مختلفة للصناعة السينمائية. خلال هذه النقاشات شارك مخرجيين محترميين مهميين بافكارهم وخبراتهم وتحدثوا عن جوانب الاخراج والكتابة. مناسبات ومناقشات كهذه تخلق راح تخلق الحاجة الطبيعية لدورات صناعة الافلام في دبي. حسب معلوماتي فان اكاديمية (مانهاتن) للافلام بدات دورة لأربعة اسابيع عن الانتاج السينمائي في دبي كذلك مؤسسة هوليود للفلم بدات نشاطا سينمائيا هنا مؤخرا.
علاوة على ذلك انه خلال انعقاد دورة مهرجان دبي الاخيرة تلقت مدينة دبي 9 عروض للسماح بتصوير أفلام في المدينة وهذا سوف يساعد في البحث عن مواهب محلية، هذه مجالات سوف تجعل الصناعة السينمائية تنمو. نحن في مهرجان دبي سوف نستمر في التاكيد على ان ورش سينمائية وصفوف عليا سينمائية سوف تقام في دبي، ونحن نأمل ان نكون المحفز لمشاريع سينمائية عالمية على التصوير في دبي لان هذا سيؤدي الى تطوير الصناعة السينمائية في دبي والامارت العربية المتحدة بشكل عام.

- كيف يريد المهرجان ان يميز نفسه من المهرجان السينمائية الاخرى التي تقام في المنطقة؟

بما ان أحد أهدفنا هو تطوير الصناعة السينمائية الاقليمية والمحلية نحن نسعى ان نكون ناجحيين ومحترميين كمهرجانات السينما في المغرب ومصر، ما يميزنا ربما هو ثيمتنا ( الجسر بين الثقافات، والتقاء العقول) التي توضح غرض المهرجان وشخصيته. ما يميز المهرجان ايضا كونه في مدينة دبي احد المراكز التجارية والسياحة التي تتصاعد أهميتها في خريطة العالم. عندما يزور ضيوفنا المهرجان نحن نعرف مسبقا ان هؤلاء الناس مدركيين جيدا ومتلهفيين لمدينة دبي. كما كان التصميم المبهر للمهرجان وسط منتجع مدينة جميرة جعل المهرجان متفردا.

- مهرجان دبي الدولي للفلام يحتفي بالنجوم السينمائيين العرب والنجوم العالميين، هذا الجانب من المهرجان هو مثير بالتأكيد لكن بعض الذين أنتقدوا المهرجان يقولون انكم دعوتم نفس النجوم للدورتيين السابقتيين، هل تواجهون صعوبة في جذب نجوم جدد؟

انا يجب ان أكون صادق واقول انه ليس من السهل أجتذاب النجوم السينمائييين الى اي مهرجان، هذا بسبب كثرة المهرجانات السينمائية حول العالم والنجوم الكبار يدعون باستمرار الى مناسبات كهذه. معظم ضيوفنا هم مهتميين بصدق للحضور في بعض الحالات لم يسمح برنامج النجوم المزدحم لهم بالحضور رغم ذلك فأن حوالي 100 شخصية مشهورة من كل مكان من العالم قد حضرت المهرجان لدورته السابقة بالاضافة الى حوالي 350 ضيف من صانعي ألافلام ومن المشتغليين بصناعة السينما، ايضا حضر أكثر من 650 شخص من وسائل الأعلام الى المهرجان.
حسنا النجم الامريكي مورغان فريدمان وبعض النجوم الآخريين حضروا الدورتيين السابقتيين لكن هذا بسبب ان فريدمان قضى وقتا جميلا في الدورة الاولى عام 2004 وهو أراد المجيء مرة ثانية ونحن كنا سعيدين في استضافته مرة ثانية.

- هل من الممكن ان تخبرنا عن الدورة القادمة؟ الأفلام المشاركة والنجوم الذين سوف يحضرون الى المهرجان؟

مازال من المبكر أعطاء معلومات عن التحضيرات للدورة القادمة. في كل سنة المهرجان يحاول ان يحسن اداءه نسبة الى الدورات السابقة. نحن مازلنا نبحث عن مساحات للتطوير والتوسع في الدورة القادمة ل 2006، نحن مازلنا نخطط لعروضنا السينمائية والنجوم المشاركيين وسوف نعلن عنها قريبا وفي الوقت المناسب.