سوريا: لا قمة مع السعودية اليوم ودمشق لا تتدخل بالشأن اللبناني
مشاورات تشكيل الحكومة عادت إلى الداخل ولقاء روحي لضبط الأمن

الحريري استقبل السفير الايراني في لبنان محمد رضا شيباني

بيروت، مصادر مختلفة: فيما لم تتبلور بعد أي بوادر لأي دخان أبيض يتعلق بنتائج المشارورات من أجل تأليف حكومة لبنانية جديدة قالت أوساط مواكبة لحركة الإتصالات التي يتولاها الرئيس المكلف سعد الحريري، أن الأخير سيمضي في وتيرة كثيفة لإتصالاته من دون توقف، مع الأمل في التوصل إلى نتيجة قريبة. لكن هذه الأوساط شددت في حديث إلى صحيفة quot;النهارquot; على أن quot;لا وقت محددًا لإعلان التشكيلة الحكوميةquot;، وأضافت أنه quot;لا يمكن الحديث عن عراقيل كبيرة وجدية تواجه الرئيس المكلف، وهناك أخذ ورد مع المعنيين، وينتظر أن تتسع دائرة المشاورات في الأيام القريبةquot;.

كما أكدت الأوساط بحسب الصحيفة نفسها أن الإتصالات بين الرئيس المكلف وquot;حزب اللهquot; قائمة عبر quot;القنوات المعتمدةquot; بين الفريقين ولم تتوقف، مشيرة إلى أن quot;هذه الإتصالات تتناول تصورًا للحريري لتركيبة الحكومة سبق له أن عرضه مع رئيس الجمهورية، عله يشكل قاعدة مشتركة للتشاور مع جميع الأطرافquot;. وعلى الرغم من إقرار الأوساط نفسها بأهمية الإتصالات السعودية ndash; السورية ومواكبة المعنيين لها كما ذكرت quot;النهارquot;، لفتت الأوساط عينها إلى أن quot;لا رابط بين التشكيلة الحكومية التي يجري العمل على بلورتها وهذه الاتصالات، وتاليًا لا رابط بين نتائج المشاورات الحكومية الداخلية والنتائج المرتقبة للإتصالات بين السعودية وسوريا، وإن يكن الملف اللبناني يشكل نقطة أساسية فيهاquot;.

سوريا: لاقمة سعودية سورية اليوم

الى ذلك أكدت أوساط سورية واسعة الإطلاع لصحيفة quot;السفيرquot; أن التداول بالأفكار مستمر بين دمشق والرياض، وأضافت: quot;لكن الأمر لم يرتق بعد إلى مستوى تظهير صيغة محددة ومنجزةquot;، مشيرة إلى أن quot;البحث مع السعوديين يتناول واقع العلاقة اللبنانية - السورية ومستقبلها إلى جانب مسائل إقليمية أخرى، أما ما يتعلق بتركيبة الحكومة فهو شأن داخلي يجب مناقشته مع المعارضة اللبنانية، ودمشق لن تكون عامل تعطيل أو عرقلة لما يمكن أن يتم الإتفاق عليهquot;.

وفيما نفت المصادر السورية أن quot;تكون ثمة ترتيبات لعقد قمة عربية اليوم تجمع الرئيس بشار الأسد مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيزquot;، لم تستبعد quot;حصول لقاء على مستوى القمة في وقت لاحق، بعد بلورة عوامل ثنائية وإقليمية محددةquot;. وفي سياق متصل، أبلغت مصادر موثوقة في المعارضة الصحيفة نفسها أن quot;القيادة السورية لا تفاوض الرياض بإسم المعارضة أو بالنيابة عنها، وبالتالي فإن أي مسألة تتصل بطبيعة المشاركة في الحكومة وكيفية توزيع النسب فيها يجب أن تُبحث مع المعارضةquot;.

كما أكدت المصادر أن quot;دمشق تصدت خلال مشاوراتها مع الموفدين إليها، لمحاولات استدراجها إلى الدخول في التفاصيل، وأنها حريصة في حوارها مع السعوديين على عدم تجاوز الإطار السياسي العريض لجدول الأعمالquot;، وتابعت: quot;في حين أن العروض التي تلقتها كانت ترمي إلى إغراقها في الجزئياتquot;. وأشارت المصادر إلى أن quot;الرياض طرحت أفكارًا لم تتمكن من تطبيقهاquot;، معربة عن اعتقادها بأن quot;حصول تقدم نوعيّ في المشاورات الإقليمية ينتظر معطى جديداً يقدمه السعوديونquot;.

واعتبرت المصادر أنه quot;كان يفترض بالرئيس المكلف أن يكون أكثر جرأة في قطاف اللحظة المؤاتية التي لاحت للدفع في اتجاه الإسراع في تشكيل الحكومة، ولكن إيقاعه البطيء وتردده في المبادرة جعلا الأمور تتأخرquot;.

من جهتها كشفت مصادر مطلعة في quot;الموالاةquot; عن اتصالات مكثفة تجري على الخطين الداخلي والإقليمي بعيداً عن الأضواء، من أجل تمهيد الأجواء الملائمة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، نافية أن quot;تكون المفاوضات قد دخلت في دائرة المراوحة أو وصلت إلى الحائط المسدود، وإن تكن هناك حاجة إلى مزيد من الجهد لبلورة المخارج المناسبةquot;. كما جزمت المصادر بأن زيارة الرئيس المكلف النائب سعد الحريري إلى دمشق quot;ستتم حتماًquot;، لافتة إلى أن quot;مبدأ حصولها قد حسم وبات خارج النقاش، أما هل تحصل قبل التأليف أو بعده فهذا مرتبط بما ستؤول إليه المشاوراتquot;.

أوساط تيار المستقبل قالت لصحيفة quot;السفيرquot; إن quot;أحداً لم يفاتح الحريري رسمياً بمسألة زيارته إلى دمشق قبل تأليف الحكومةquot;، مؤكدة أن quot;أي طرح بهذا المعنى لم ينقل إليه، لا من قريب ولا من بعيد، وبالتالي فهو ليس مضطراً لإبداء رأيه في موضوع غير مطروح أصلاًquot;، ولفتت إلى أن quot;دمشق كانت مصدر هذه التسريبة وليس الرياضquot;. وأعربت الأوساط بحسب الصحيفة نفسها عن اعتقادها بأن quot;الزيارة ستحصل بعد تأليف الحكومة، إنطلاقاً من صفة الحريري كرئيس لمجلس الوزراء، بحيث تأتي في سياق طبيعي لتعزيز العلاقات بين البلدين على قاعدة اتفاق الطائف، وإنطلاقاً من مقولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الشهيرة: لبنان لا يحكم من سوريا ولا ضدهاquot;.

وشددت الأوساط على أن quot;مهمة الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة لن تصطدم بالحائط المسدود ولو تأخر إتمامها قليلاًquot;، مشيرة إلى أنها مهمة quot;محكومة بالنجاح والقضية قضية وقت ليس إلاquot;، لافتة إلى أن quot;الحريري يعتمد في تحركه قاعدة quot;واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمانquot;، وأوضحت أنه quot;يعمل على مدار الساعة لتأليف الحكومة، ولكن جزءاً كبيراً من هذا الجهد يظل بعيداً عن الأضواءquot;.

القمة اللبنانية ـ السورية تستدعي مساعدة من دمشق

كما استبعدت مصادر سياسية مواكبة للإتصالات الجارية، حصول أي لقاء سوري - لبناني برعاية مباشرة من المملكة العربية السعودية قبل تأليف الحكومة العتيدة، باعتبار أن quot;إنجاز هذه الخطوة من شأنه أن يفتح الباب على مصراعيه أمام تكثيف التواصل بين بيروت ودمشق للوصول إلى تفاهم على تعزيز العلاقات وتطويرها بين البلدين وتنقيتها من الشوائب التي كانت وراء التأزم التي أصابها في السنوات الأخيرةquot;.

ولفتت المصادر في حديث إلى صحيفة quot;الحياةquot; إلى أن quot;الحريري ينطلق في مشاوراته مع الأطراف اللبنانيين المعنيين بتأليف الحكومة من الثوابت التي كان أعلنها أثناء التحضير لخوض الإنتخابات النيابية وكررها بعد نتائجها، ومن ضمنها استعداده لطي صفحة الماضي لمصلحة الإنتقال بلبنان مع تشكيل الحكومة، إلى مرحلة سياسية جديدة عنوانها توفير كل شروط التعاون بين جميع القوى، من أجل ايجاد الحلول للمشاكل العالقةquot;.

وأكدت المصادر بحسب quot;الحياةquot; أن quot;الحريري إرتأى ضرورة تكثيف الإتصالات باتجاه جميع الأطراف، بدءاً بحلفائه بعد هذا السيل من المناورات السياسية التي استهدفته، واستهدفت من خلاله لبنان في ضوء ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من سيناريوات سياسية في شأن عقد قمة لبنانية ndash; سورية، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبمشاركة الحريري شخصياً إلى جانب رئيس الجمهوريةquot;.

وأضافت المصادر أن quot;الحريري أراد من خلال لقاءاته مع حلفائه أن يضع النقاط على الحروف بعد أن ارتدّت هذه المناورات على أصحابها وأخفقت في تهديد علاقته بقيادات quot;14 آذارquot; التي أبدت تفهماً لمواقفه، أو في اختراق قاعدته الشعبية التي ما زالت تلتف حوله ولم تأخذ بالإشاعات والأقاويلquot;، مشيرة إلى أن quot;الحريري لم يقل يوماً أنه من موقعه في رئاسة الحكومة، يرفض الإنفتاح على دمشق وإقامة علاقات ندية من دولة إلى دولة معهاquot;.

المصادر رأت أن لـquot;السعودية دوراً في مساعدة لبنان وسورية في آن معاً، من أجل فتح صفحة جديدة على خلفية الوصول إلى تفاهم سياسي يوفر حماية سياسية للمرحلة المقبلة، حتى لا تتكرر التداعيات السابقة التي كانت وراء إحداث ارتدادات أثّرت سلباً على الجهود الآيلة الى تصحيح هذه العلاقة وتصويبهاquot;.

ونقلت quot;الحياةquot; عن هذه المصادر أن quot;القمة اللبنانية - السورية يجب أن تُعقد في ظروف طبيعية وأن التحضير لها أمر طبيعي، وهذا يستدعي من دمشق المساعدة لـ quot;تنعيمquot; مواقف بعض حلفائها بهدف تسريع التفاهم على تشكيل الحكومة، لا سيما أن لا مصلحة لها في عقدها قبل التأليفquot;، معتبرة أن quot;أي تعثر على هذا الصعيد سيرتد عليها عبر تحميلها المسؤولية إزاء تصلب بعض حلفائهاquot;، وشددت على ضرورة quot;استكشاف موقف إيران من تأليف الحكومة ومدى استعدادها للمساعدة، لما لها من حضور سياسي في لبنان يتجاوز quot;حزب اللهquot; إلى أطراف آخرين وإن كان بعضهم أقل تأثيراً في الساحة اللبنانيةquot;.

كما رأت المصادر نفسها أن quot;الموقف الإيراني من تشكيل الحكومة لم يتبلور حتى الساعة، وما زال في العموميات وهذا يتطلب التعمق فيه لمعرفة حدود الدعم الإيراني للحكومة الجديدةquot;، وقالت إن quot;لسورية مصلحة في حض حلفائها على التعاون لتأتي القمة اللبنانية ndash; السورية برعاية سعودية تتويجاً للتوافق اللبناني ndash; اللبناني، باتجاه التفاهم مع سورية على قاعدة أنه لم يعد لإتفاق الدوحة مفاعيل سياسية، وأنه آن الأوان لوضع اتفاق جديد يعيد الإعتبار للطائف وضرورة استكمال تطبيقه، خصوصاً أن الرياض ودمشق كانتا وراء إنجازهquot;.

لقاء سياسي ـ روحي لبحث الوضع الأمني

استمرت التحضيرات لعقد لقاء سياسي - روحي في دار الفتوى بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني لبحث التطورات الأخيرة وخصوصاً ما حصل في عائشة بكار وتداعياته. وعلمت صحيفة quot;الحياةquot; ان جميع القيادات السياسية والروحية أبدت استعدادها لعقد هذا اللقاء وإنجاحه وأظهرت نياتها الحسنة في توفير كل دعم له، لكن تحديد موعده يتوقف على مواصلة التحقيقات في جريمة مقتل المواطنة الميري في عائشة بكار من اجل جلاء الحقيقة وتحديد المسؤولية وهذا ما يطالب به الرئيس بري الذي شدد أمام زواره أمس على ضرورة إطلاق يد القضاء اللبناني لمعرفة من تسبب بمقتلها بعد ان تناول الاتهام حركة quot;أملquot; وتحديداً من قبل إحدى وسائل الإعلام التابعة لتيار quot;المستقبلquot;.

وأكد بري - بحسب زواره - انه مع تشدد الجيش اللبناني وقوى الأمن في فرض الأمن والضرب بيد من حديد على المخلين به والمتسببين بقتل أم لخمسة أطفال، لكنه سأل: quot;لماذا استبق البعض التحقيقات الجارية من قبل القضاء اللبناني وراح يحمّل المسؤولية لحركة أمل مع أنني قلت منذ الساعة الأولى لحصول هذه الجريمة إن quot;أملquot; لا تغطي أحداً ونحن على استعداد لتسليم أي مشتبه به لأن ما يهمنا جلاء الحقيقة؟quot;.

وجدد بري تأييده لعقد اللقاء السياسي - الروحي في دار الفتوى وقال: quot;نحن مع هذا اللقاء وبلا شروط لأنه يسهم في تنفيس أجواء الاحتقان لكن بعد تبيان الحقيقة وتحديد من المسؤول عن إطلاق النار على الضحية الميري، لأن بذلك نكون قد وضعنا حداً لإصدار الأحكام المسبقة على النياتquot;.

غدًا المهلة الأخيرة لتقديم الطعون

على صعيد آخر، تنتهي غدا مهلة الشهر القانونية المحددة لتقديم الطعون في الانتخابات النيابية التي اجريت في 7 حزيران الماضي امام المجلس الدستوري. ويتوقع ان يتقدم quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; بعدد من الطعون وخصوصا تلك المتصلة بانتخابات المتن الشمالي. كما يتقدم النائب ميشال المر ومرشحون خاسرون في quot;لائحة الانقاذ المتنيةquot; بعدد آخر من الطعون. فيما ينتظر ان يتقدم الوزير الياس سكاف بطعون ايضا في انتخابات زحلة.

وسط هذه الاجواء لفت دخول اسرائيل مجددًا على خط التشويش على الاستحقاق الحكومي في لبنان. وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء امس ان quot;حكومة لبنان تستعد بنشاط حثيث لتشريع quot;حزب اللهquot; ولكن يحظر تأهيل quot;حزب اللهquot; من دون تحمل النتائجquot;. واعتبر ان quot;اي نشاط هجومي من هناك (لبنان) سيعتبر هجوما صادقت الحكومة عليهquot;.

وتزامن ذلك مع تقرير نشرته صحيفة quot;هآرتسquot; الاسرائيلية عن ضغوط تمارسها الولايات المتحدة والسعودية على سوريا من اجل ترسيم الحدود بينها وبين لبنان والتنازل عن مزارع شبعا وان يتبع ذلك انسحاب اسرائيلي من المزارع ونزع سلاح quot;حزب اللهquot;.