بيروت: غادر الرئيس المكلف سعد الحريري امس بيروت متوجهاً الى السعودية في زيارة خاصة تستمر لأيام، وكان المراقبون قد استوقفهم بيان التهنئة الذي أصدره لمناسبة حلول شهر رمضان نظراً لما تضمنه من دعوة الى جميع الفئات السياسية ووسائل الاعلام اللبنانية لاغتنام الفرصة، والتعالي عن الجراح ونسيان الاساءة وتفضيل السماح، لنبذ الفتن ووقف السجالات، واعتبر انه quot;بهذه الطريقة وحدها يمكننا جميعاً ان نعود الى الاولويات الصحيحة وعلى رأسها الخير العام ومصالح المواطنين الحيوية، ومصلحة لبنان في بناء اقتصاد منتج ودولة قويةquot;، وقرأ هؤلاء في الدعوة تجاوباً مع ما كان طرحه عون في خلال مؤتمره الصحافي الاثنين الماضي لجهة المطالبة بوقف الحملات الاعلامية والسجالات للبحث بعدها بإمكان اللقاء مع الحريري، معتبرين ان الرئيس المكلف من خلال بيانه لاقى عون في منتصف الطريق ووجه إليه رسالة ايجابية ولو مبطنة من شأنها تحريك الملف الحكومي في حال قرأ العماد عون جيداً بين سطورها.

وكتبت صحيفة quot;الشرقquot; نقلا عن عن مصادر في الغالبية نفيها ما اشيع عن نية لدى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للإقدام على خطوة مهمة تتمثل بوضع تصور متكامل لحكومته استنادا الى معادلة quot;15-10-5quot; يتضمن توزيع الحقائب والاسماء للافرقاء كافة وأكدت ان هذا الطرح ليس وارداً في ظل الاصرار على تشكيل حكومة ائتلاف وطني.

وإذ اكدت ان العقدة الحائلة دون تشكيل الحكومة هي داخلية وتتجلى بمطالب رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; النائب ميشال عون، شددت على ان الرهان معقود على quot;حزب اللهquot; لإقناع حليفه بالعدول عن شروطه كما فعل ابان البحث في صيغة المعادلة الحكومية حيث تمكن من إقناعه بالعدول عن النسبية، مشيرة الى ان ليس كل ما يقال في الاعلام من قبل هذا الفريق او ذاك يعكس حقيقة المواقف.

ولفتت الى ان قنوات الاتصال ليست مقفلة تماماً وان كانت ليست على مستوى الزخم المطلوب، مشيرة الى انه على الرغم من ان لا جديد من شأنه تحريك عجلة التأليف راهناً غير انه لا يمكن إسقاط إمكان حصول تطور ما في الداخل قد يدفع الامور قدماً.

الى ذلك، علمت صحيفة quot;اللواءquot; ان اللقاء الذي جمع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والامانة العامة لقوى 14 آذار في كليمنصو ليل الاربعاء، مهد له الرئيس الحريري الذي يبذل جهوداً حثيثة لعقد اجتماع موسع يضم كافة قيادات قوى 14 آذار بمن فيهم النائب جنبلاط نفسه، وأن تسارع اللقاءات بين أفرقاء 14 آذار سيفضي قريباً الى اتفاق شامل يتوّج بهذا اللقاء الموسّع.

وأكد عضو بارز في الأمانة العامة، أن اللقاء مع جنبلاط كان مهماً جداً وجيداً، وسوف يستكمل باجتماعات لاحقة، وسيعدّ له جدول أعمال للمتابعة. وكشف هذا القيادي لـquot;اللواءquot; بأن جنبلاط كرر في اللقاء الذي استغرق 45 دقيقة، هواجسه تجاه 7 أيار، معتبراً أن النقاش لا بد أن يتعاطى مع واقع الأمور أكثر، بما يمنع الشحن المذهبي لمواجهة الأخطار المحدقة نتيجة الأمور المعقدة في المنطقة.

ولفتت معلومات صحافية، الى أن جنبلاط كرر وقوفه الى جانب الأكثرية ودعمه لها واستعداده للحضور والمشاركة في أي اجتماع يعقد تحت عنوان الأكثرية النيابية، وليس تحت عنوان 14 آذار، فيما قال قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي لـquot;للواءquot; إن اللقاء ساهم في فتح الأبواب الموصدة بين جنبلاط والأمانة العامة، خصوصاً وأنه سيكون هناك اتصال لاحق.

وكتبت صحيفة quot;السفيرquot; انه في حين رفض الرئيس نبيه بري التعليق على ما آل اليه الجمود وسلبيات تأخير التأليف مكتفيا بالقول انه quot;من الآن فصاعدا، بات صائما وزيادةquot;، قالت مصادر رئاسية لـ quot;السفيرquot; إن رئيس الجمهورية يبدي خشيته من أن يطول التأليف الى ما لا نهاية، ويدعو الى تسهيل مهمة الرئيس المكلف وإزالة التعقيدات من امامه.

ولم تؤكد المصادر الرئاسية او تنف إمكان قيام الرئيس سليمان بمبادرة سياسية رمضانية بهدف تفعيل حركة المشاورات الداخلية وبالتالي تسريع ولادة الحكومة، لكنها اشارت الى تحضيرات لمأدبة رمضانية رئاسية جامعة وقالت: الرئيس سليمان لم يتدخل أساساً في شأن يتصل بعمل الرئيس المكلف، وهو كان وما يزال ينتظر ان يدخل عليه الرئيس المكلف بالتشكيلة الحكومية.

في غضون ذلك، استمر بعض المحيطين بالرئيس المكلف في استحضار موضوع صلاحيات رئيس مجلس الوزراء في السجال الدائر مع المعارضة، وعلى وجه الخصوص مع فريق العماد عون، والتركيز بشكل خاص على أحقية رئيس الحكومة وحده في ان يقبل او يرفض أي اسم يطرح للتوزير.

وقال مرجع قيادي في المعارضة ل quot;السفيرquot;: ان لرئيس الحكومة الحق في ان يفعل ما يريده، لكنه لا يستطيع ان يفرض على أي طرف من يريد أن يمثله في الحكومة، كما لا يستطيع ايضا ان يفرض على أي طرف ان يشارك في الحكومة فيما لو رفض ممثلها، ثم ان الرئيس المكلف اعلن بنفسه من بعبدا ان كل طرف يختار وزراءه، لذلك، فلنخرج من هذه المماطلة، ولنخرج من التذرّع بعقدة عون.

وإلى ذلك، ركز فرقاء السجال الداخلي على الوجه الخارجي لعقد التأليف، ففي حين اعتبر مصدر وزاري في 14 آذار، ان العقدة سورية ـ ايرانية، قال quot;وزير وسطيquot; على صلة وثيقة بالاكثرية ل quot;السفيرquot; ان العقدة النظرية هي ميشال عون، لتغطية عقدة غير محلية أكبر واكثر تعقيدا، ومن هنا يجب ان يتم الرصد وبعناية لما يجري في هذه الفترة من العراق، الى اليمن، الى ايران وإلى سوريا ولبنان، فالحلقات مترابطة بعضها ببعضquot;.