بيروت: إعتبر رئيس تكتل quot;التغيير والإصلاحquot; في لبنان النائب ميشال عون أن quot;المشكلة بشأن تشكيل الحكومة أكبر بكثير من الحقائب، فهي شرق أوسطية تبدأ بالتوطين ورغبة الغرب في تجنيب اسرائيل مشاكلها وتوريط لبنانquot;. وفي تصريحات صحافية رأى عون أن quot;على اللبنانيين والاكثرية المبادرة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لتجنيب لبنان الاخطارquot;.

وأصر عون على حصته من ستة وزراء في الحكومة، متحدثًا عن رغبته في وزارة الداخلية التي تحتاج الى إصلاح جذري، معددًا الاحوال الشخصية وقوى الامن. وقال في معرض دفاعه عن الاداء في الوزارات التي تولاها اعضاء quot;تكتل التغيير والإصلاحquot;: quot;إن الاعلام يضخّم اي امر يتعلق بالخطوط الخليوية، ولا احد يتحدث عن زحمة السير اليومية التي يغرق فيها لبنانquot;.

وردًا على سؤال، أحاب عون: quot;لا اعتقد ان الحكومة ستتشكل من دون علمنا، حتى الآن لا نعرف عدد وزرائها ولا توزيع الحقائب. ولذلك استغرب ان ينتهي تشكيل الحكومة قبل نهاية الشهر ولم يتبقَ سوى سبعة ايام. ولا أعتقد ان رئيس الحكومة المكلف يقوم بنشاط ظاهر من اجل التأليف، إلا اذا كانوا يريدون تأليفها ويعرضونها علينا. حينها يحتاج الامر الى ست ساعات فقط، ولا ضرورة الى الانتظار حتى نهاية الشهر. ولكن اذا ارادوا القيام باستشارات وتوزيعات معينة، فستحتاج الى وقت اطولquot;.

وبشأن تفاؤل الرئيس نبيه بري، قال عون: quot;أنا اكتفيت بالقول ان ليس لدي شعور بتشكيل الحكومة قريبًا، ولم اقل ان شعوره صحيح او لا. لقد تمنيت ان تكون موجته صحيحة وتتشكل الحكومة قريبًا، ولا استسيغ التأخير في تشكيلها. ولكن لست ارى امكان تأليفها بهذه السرعة، فالمواضيع أعمق بكثير من توزيع الحصص، وهي ليست مشكلة العدد تلك التي تأتي بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى لبنان، وليست هي التي تأتي بالاميركيين والفرنسيين والسعوديين والسوريين. ثمة مواضيع اساسية تبحث في الشرق الاوسطquot;.

واعتبر عون ان quot;المسؤولية هي مسؤولية الاكثرية النيابية، فهي التي تؤلف الحكومة بغض النظر عمّن يوصيها بتجميد الوضع. انا لا اتعرض للاميركيين ولو أشرت الى اميركا او السعودية او سوريا او اي بلد آخر، بل اعتبر ان اللبناني هو المسؤول اولا وآخرا، وأنا اعتقد منذ وقت طويل ان الاكثرية لا تستطيع ان تحكم. لقد مارسوا الحكم في ظل الوصاية، وحين ذهبت الوصاية، عجزوا عن تدبر امورهم. خلال عهد الوصاية لم يقوموا يومًا بمبادرة ، وحين انتهى هذا العهد صاروا يأخذون تعليماتهم من السفير الاميركي، أحيانًا يدعوهم الى (سندويش) وأحيانًا الى غداءquot;.

وإذ اشار عون إلى أن الرئيس المكلّف سعد الحريري لم يقده له أي عرض، نفى أن يكون هناك أي لقاء مرتقب معه. وبشأن تمسكه بالوزير جبران باسيل لتوزيره مجددًا، قال عون: quot;قبل كل شيء، لم يرد في اي حديث لي أنني متمسك او غير متمسك بأحد. هذه اكاذيب اعلامية، ولكن توزير باسيل او عدمه ليس خاضعًا للاكثرية. هو ينتسب الى حزب كبير وله شعبية حيث سقط في الانتخابات، وليس عديم التمثيلquot;.

وحول موافقته على أن يُعطى رئيس الجمهورية حصة من خمس وزراء في الحكومة، اجاب عون: quot;أنا اتحدث عن حكومة وحدة وطنية على اساس مبدأ النسبية. جميع الناس خاضوا الانتخابات في لبنان، وكل واحد يتمثل على قدر ما فاز في الانتخابات وحصل على نواب. هناك كتلة مستقلين قالوا انهم ينتمون الى رئيس الجمهورية فعلى قدر عدد هؤلاء يحق لرئيس الجمهورية بوزراء، فأنا لن أُعطي أحدُا من كيسي، ولو أخذ من كيس غيري عشرة وزراء، فهذا امر لا يتعلق بي، وعدديًا يحقّ للمعارضة بـ 13 وزيرا. انا اريد ستة وزراء واذا ارادت بقية المعارضة الاكتفاء بأربعة ، فلتأخذ اربعة. انا مسؤول عن نفسي وعن quot;تكتل التغيير والاصلاحquot;. نحن ملتزمون ببلوك المعارضة، وهي تقول انها تريد الثلث المعطل، والذي لا اسميه انا معطلا، ومن ضمن هذا الثلث اريد ان آخذ ما امثلهquot;، مضيفًا: quot;كل واحد في المعارضة يتحدث عن حصته، والمعارضة تتحدث عن حصة المعارضةquot;، لافتًا إلى أن quot;غبطة البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير) يرفض الحكومة الوطنية، يريد ان تشكل الاكثرية الحكومة، فلتشكلها. ولكن اذا اراد حكومة وحدة وطنية فليعطونا ما نمثله، وليسمح لنا غبطته. صحيح انه بطريرك لبنان، ولكنه لا يعرف تركيبة لبنان السياسية. للبنان هويتان، واحدة سياسية اسمها لبنان، وثانية ثانوية اسمها شيعة وسنة وموارنة وروم ودروز واقليات. وهذه الهويات الثانوية يجب ان تتمثل في الحكومة في شكل عادل، كما تنص المادة 95 من الدستور. في بلجيكا وفي سويسرا وجدوا صيغا وفاقية للحكم. لماذا لا نفعل الامر نفسهquot;.