تعتبر ألمانيا واحدة من أكثر البلاد حرصا على البيئة وإدخال الحياة العضوية في كل شيء يخص صحة الإنسان ، كذلك محاولة البعد عن كل الأشياء التي تتسبب في تلوث البيئة ومن ثم تترك أثرها على صحة الإنسان.


إن كل شيء في ألمانيا يخضع للرقابة والفحص، وليس هناك تهاون أو تراخي في كل ما يتعلق بصحة الإنسان ، آخر هذه الاهتمامات الألمانية هو الملابس ،خاصة الملابس الشتوية الثقيلة التي يدخل في صناعتها الألياف الصناعية والصباغات المعقدة ، فهناك اتجاه عام لتشديد الرقابة على مكونات الملابس بحيث تصنع من ألياف وصباغات غير ضارة بصحة الإنسان ، في هذا الإطار أعلنت منظمة جرين بيس الألمانية التي تهتم بشؤون البيئة في ألمانيا في تقرير لها عن قلقها من بعض أنواع الملابس الشتوية التي تغمر السوق الألمانية الآن ، حيث أكدت اختبارات معملية وقفت ورائها تلك المنظمة عن وجود مواد كيميائية ضارة في بعض الملابس الشتوية الثقيلة التي تتطلب صناعتها دخول هذه المواد مثل الـبولي فلويت ، والمواد الملينة للبلاستيك، والمواد الصناعية الضارة بالبيئة.

من جهة أخري أشار تقرير المنظمة إلى ان مادة البوليستر التي تستخدم في صناعة الملابس وتلقى الكثير من المعارضة ،هي أخف ضرر من تلك المواد الجديدة ، وأكد التقرير على أن المواد الكيميائية التي تدخل في الملابس لا تضر بالإنسان فقط بل بالبيئة أيضا، أما خطرها على الإنسان فهو قوي وفاعل ـ لأنها تتسرب إلى جسم الإنسان ليس فقط عبر الجلد بل أيضا عبر الطعام، وهو ما يجعلها أكثر خطورة على الأطفال الرضع الذين قد يضعون ثيابهم في أفواههم !.


نبهت المنظمة البيئية كذلك إلى أن دراسات حديثة أكدت أن أمراضاً مثل الغدة الدرقية واضطرابات جهاز المناعة تقف ورائها مثل هذه المواد التي تدخل في صناعة تلك الملابس. وأشارت كذلك إلى انتقال هذه المواد الضارة إلى البيئة أثناء صناعة الملابس في المصانع ، أو أثناء غسلها أو حتى عند رميها في النفايات العادية. منذ مدة غير بعيدة نجد أن ألمانيا تخصص أقساما خاصة في المتاجر الكبري للملابس والمنسوجات التي تصنع من ألياف وأقطان نقية وطبيعية ،لم تطلها يد التلوث من سموم الأسمدة والمبيدات والصباغات وغيرها ، وفي هذا الإطار تقول السيدة انطونيا بيرج مان صاحبة شركة منسوجات طبيعية ألمانية ـ إن هناك تزايدا على شراء الملابس الطبيعية عن ذي قبل ، فقبل خمسة وعشرين عاما كانت شركتنا تنتج فقط الجوارب والملابس الداخلية وملابس الأطفال أما الآن وبعد تزايد الطلب على منتوجاتنا ، فإن شركتنا تنتج كل أنواع الملابس ..وتقول إنها تستخدم ألياف التصنيع من 3 دول فقط هي ألمانيا وتركيا والهند حيث يقومون بإنتاج الألياف الطبيعية تحت إشرافنا .

طبقا لمؤسسة فورسا للإحصاء فان عدد الألمان الذين يشترون الملابس الطبيعية زاد بنسبة تقدر ب85% وفي الولايات المتحدة الأمريكية ارتفعت نسبة الاستثمارات في مجال الملابس الطبيعية من 583 مليون دولار في عام 2005 إلى 2,5 مليار دولار في سنة 2008 . وتعتبر ألمانيا الرائدة في مجال صناعة الجاكيتات الخاصة والرياضية التي تدخل الكثير من العناصر الكيماوية في صناعتها ، ويحقق هذا القطاع في ألمانيا وأوروبا أرباحا تبلغ مليار يورو سنويا. لكن منظمة laquo;جرين بيسraquo;،، طالبت منتجي هذه الملابس بتخليصها من المركبات الضارة بالبيئة في إطار برنامج تتبناه لإزالة السموم من الملابس الرياضية.