يعد العناد لدى الأطفال في مرحلة عمرية معينة أمر طبيعي، إلا أنه بامكان الأهل التخفيف منه حسب طريقة التعامل.


يشير تقرير تربوي يتعلق بتربية الاطفال عن مؤسسة العناية بالطفل والطفولة في كوستاريكا الى ان العناد من اضطرابات السلوك الشائعة لدى الاطفال، وجميع الاطفال يمرون في احدى مراحل النمو لفترة وجيزة بسلوك العناد، ومن الممكن ان يبقى هذا السلوك ثابتا لدى بعض الأطفال وعادة يعاند الطفل أمه لانه يريد ان يلفت انتباهها اليه لتحقيق رغبة معينة مثل ان تشتري له لعبة او حلوى او ما شابه، او يصر على ان يرتدي ثوبا بعينه كي يعاند والدته. وهناك من يعاند أمه أيضا خاصة اذا غضب منها ، فحينما تطلب منه تناول الطعام، يرفض ذلك ويصر على عدم تناول وجبته، بالرغم من انه يتضور جوعا، لكنه يتنازل عن عناده اذا تجاهلت أمه سلوكه وتركته على راحته.

وسلوك العناد هو عبارة عن ردود فعل من الطفل اذا اصرت الأم على تنفيذه لأمر من الاوامر، كأن تطلب منه ان يلبس ملابس ثقيلة خوفا عليه من البرد، في الوقت الذي يريد فيه ان يتحرك ويجري مما يعرقل حركته، لذلك يصر على عدم طاعة الاوامر.
واحيانا يلجأ الطفل الى الاصرار على لبس ملابس معينة هو الذي يختارها وليس والدته، لانه يريد التشبه بابيه مثلا او أخيه الأكبر، ويريد تأكيد ذاته، وبانه شخص مستقل وله رأي مخالف لرأي أمه وأبيه.

ويرفض الطفل اي لهجة جافة من قبل والديه، خاصة اللهجة الآمرة، لكنه يتقبل الاسلوب اللطيف والرجاء الحار لتنفيذ ما يطلب منه، اما إصرار الأم بقوة على تنفيذ أوامرها، فيجعل الطفل يلجأ الى العناد والاصرار على ما يريده هو وليس ما يطلب منه. والعناد يكبر مع الطفل اذا لم تتم معالجته بطريقة نفسية سليمة، مثل عدم الالحاح عليه في تنفيذ ما يطلب منه، وتقديم الاوامر له باسلوب لطيف، وبهدوء وبلطف من دون تشدد او تسلط.
وعليه، فمن المهم تجنب إعطاء أوامر كثيرة في الوقت نفسه، وإلا تأمر الام بشيء ثم تنهي عنه بعد ذلك، هنا لا يعد بامكان الطفل معرفة ما يجب وما لا يجب تنفيذه. ويجب إعطاء الأوامر لعمل شيء يعود على الطفل بالفائدة في الدرجة الاولى وليس من أجل الآخرين، ويفضل مكافأته في كل مرة يطيع فيها الاوامر مع ضرورة تجنب اللجوء الى العقاب اللفظي او الجسدي، كالضرب مثلا حتى ولو كان خفيفا، وذلك كوسيلة لتعديل سلوك العناد لدى الطفل، ومتابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيد عن السيطرة وإظهار السلطة. ومن المفيد جدا ان يشعر الطفل عبر تعامل والديه له وبالاخص أمه التي تلازمه أكثر الاوقات بالاهتمام وتقبله بغض النظر عن الاخطاء التي يرتكبها، فهذا يمنحه الثقة بالنفس ويقلل مع الوقت من حدة عناده.