براءة الطفولة ضحية الزيجات المرتّبة

أحدث تزويج طفلة في الخامسة من عمرها صدمة في بريطانيا حدت بالحكومة للإسراع بسن قانون يعتبر هذا النوع من الزيجات جريمة يعاقب عليها القانون. ومن جديد تجد الجالية الإسلامية أنها في قلب عاصفة عنيفة بسبب إصرارها على التمسك بسلبيات ثقافتها.


لندن: تتجه وزارة الداخلية البريطانية نحو تجريم تزويج الأطفال الإناث بعد تكاثر هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة. وقالت إحصاءات إن عدد هذا النوع من الزيجات الغريبة يبلغ 1400 سنوياً في المتوسط (6500 تبعاً لإحصاءات مستقلة). لكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي أن بعض هؤلاء الأطفال في أعمار غضة للغاية ومن بينهم طفلة لم تتعدَ الخامسة من عمرها (حُجبت هويتها بالكامل).

وانكلترا تحديداً هي المعنية بهذا الأمر حالياً، لأن اسكتلندا سبقتها على هذا الطريق وجعلت تزويج الأطفال جريمة يعاقب عليها الوالدان أو أولياء الأمور بالسجن فترة قد تصل الى سنتين. وكشفت أرقام laquo;وحدة الزيجات المرتبةraquo; - أو laquo;الزواج بالإكراهraquo; - في وزارة الداخلية أن قرابة ثلث عدد ضحايا هذه الزيجات من الأطفال.

ونقلت الصحف عن مديرة هذه الوحدة، ايمي كومينز، قولها: laquo;الصدمة التي تأتت مع تزويج طفلة في الخامسة من عمرها أوضحت بجلاء أن عدداً كبيراً من أطفال بعض الجاليات في المدارس الابتدائية laquo;متزوجونraquo; في الواقع. وأضافت قولها إن نسبة 29 في المئة من حالات الزواج بالإكراه خلال 2011 كانت وسط صبايا تقل أعمارهن عن 18 سنة.

وقالت وزارة الداخلية إن هذا النوع من الزيجات يسود وسط جاليات معينة (يربطها الإسلام)، وهي الباكستانية والبنغالية والأفغانية والهندية والعراقية والإيرانية إضافة الى جاليات المهاجرين من شمال أفريقيا وشرقها (الدول العربية الأفريقية). وكانت الأرقام (فقط المتوفرة لدى الوزارة) كالآتي: 1500 في العام 2011، و1735 في 2010، و1682 في 2009 ، و1618 في 2008. لكن نتائج أبحاث أخرى مستقلة أوضحت أن الأرقام الحقيقية في انكلترا وحدها تتراوح ما بين 5 آلاف و8 آلاف في السنة، أي بمتوسط 6500 زيجة.

وفي الأغلب الأعم، فإن هذه الزيجات لا تتم على الأراضي البريطانية وإنما تؤخذ فيها الصبيّة الى موطنها الأصلي - خلال العطلة الدراسية - ويعود بها أهلها وقد تزوجت من ابن عمها أو قريب لها أو شخص تستفيد الأسرة من روابط الزواج به.

وفي الأغلب أيضاً، فإن هذه الزيجات تتم عندما تكون الطفلة بين سني العاشرة والثانية عشرة. لكن هذا لا يعني أن من هنّ أصغر من هذا بكثير لم يعانين من هذه المحنة، كما توضح حالة الطفلة ذات السنوات الخمس.

وقالت وزارة الداخلية إنها تنسق الجهود الآن مع مختلف جهات الرعاية الاجتماعية والخبراء للتوصل الى حل جذري لهذه الممارسة وإلقائها في سلة مهملات التاريخ. ويذكر أن البارونة من أصل باكستاني سعيدة وارسي، رئيسة حزب المحافظين بالاشتراك، أدلت بدلوها في الظاهرة فوصفتها بأنها laquo;غير مقبولة لأنها غير إنسانيةraquo;.