لندن: أعلنت بريطانيا زيادة دعمها للمعارضة السورية وسط تقارير بأن سكان حمص المسيحيين البالغ عددهم 50 الفا نزحوا كلهم من المدينة بسبب القتال. وقال وزير الخارجية وليام هيغ خلال الحفل الذي اقامه عمدة لندن بمناسبة عيد الفصح إن 500 الف جنيه استرليني ستُخصص لتقديم مساعدات quot;غير فتاكةquot; الى خصوم الرئيس السوري بشار الأسد.

وكانت بريطانيا قدمت 450 الف جنيه استرليني للمعارضة منذ العام الماضي ولكن الموارد المالية الجديدة ستُوظف في توسيع نطاق الدعم ليشمل معدات خاصة بالاتصالات الفضائية ومشاريع تدريب وتسهيلات ادارية ومكتبية للمعارضة. وارسلت بريطانيا فريقا من الخبراء الى المنطقة الشهر الماضي للمساعدة في توثيق الانتهاكات المرتكبة ومحاسبة اركان النظام المسؤولين عنها لاحقا.

وكانت أعمال العنف بلغت في حمص ذروة لم تشهدها المدن السورية الأخرى متسببة في نزوح المسيحيين من هذه المدينة التاريخية وهبوط عددهم الى اقل من الف مسيحي. وقال قس من حمص هرب الى لبنان قبل اسابيع ان الأصدقاء الذين تركهم وراءه يتحدثون عن quot;أجواء الخوفquot; المتزايدة في المدينة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن القس ان معارضين مسلحين منعوا بعض المسيحيين الذين حاولوا الفرار مؤخرا وأُجبروهم بدلا من ذلك على التوجه الى احد المساجد لاستخدامهم دروعا. واضاف القس ان هؤلاء المعارضين quot;كانوا يظنون ان الحكومة لن تهاجم المسيحيين لأنهم يؤيدون الأسدquot;.

واتهم عدد من قادة الكنيسة مسلمين بالاعتداء على جيرانهم المسيحيين الذين نزحوا الى القرى والبلدات المحيطة فضلا عن الهروب الى لبنان. وقال المطران انطوان اودو أسقف ابرشية حلب quot;ان الأشخاص الذين نساعدهم خائفون جدا وان المسيحيين لا يعرفون ماذا يحمل لهم المستقبلquot;. واكد خوف النازحين المسيحيين من انهم لن يتمكنوا من استعادة بيوتهم.

ولكن القس اليسوعي في المدينة ابو سلام قال ان خطباء مسلمين عقدوا اجتماعات مع المسيحيين الباقين لطمأنتهم بشأن سلامتهم في المدينة.

ورغم التصريحات المعلنة لقادة المعارضة والمنتفضين عن احترام المسيحيين وحقوقهم فان كثيرين منهم يخشون ما ستؤول اليه الأوضاع. ويشكل المسيحيون نحو 10 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 20 مليونا.

وقال القس ابو سلام ان شائعات سرت عن مجئ متطرفين الى حمص من بلدان اسلامية أخرى للقتال مع الثوار quot;ولا ندري إن كان هذا صحيحا ولكنه أخاف كثير من الناسquot;. واشار القس اليسوعي الى quot;ان المسيحيين عالقون في الوسط ، ونحن ضحايا الطرفينquot;.

ودخلت المساعي الرامية الى منع سوريا من الانزلاق الى حرب اهلية شاملة منعطفا حاسما بخطة المبعوث الدولي كوفي انان التي نالت دعم روسيا والصين الى جانب الغرب والجامعة العربية.