بيروت: أظهر تقرير جديد أعده مصور فرنسي كان في مدينة حمص السورية في الشهر الماضي، خلال فترة القصف المكثف من جانب القوات الحكومية على المدينة، أن بعض النشطاء الذين خاطروا بحياتهم لتوثيق القصف عبر الفيديو، عمدوا إلى المبالغة وإضافة المؤثرات على بعض لقطات الفيديو الخاصة بهم ، لجعل الوضع المزري يبدو أسوأ مما هو عليه.
التقرير الذي بثته القناة البريطانية الإخبارية الرابعة Britainrsquo;s Channel 4 News ليلة الاثنين، يقدم صورة رائعة للعديد من الناشطين أثناء العمل في الشهر الماضي، في الوقت الذي شنّ فيه الجيش السوري حملة شرسة لاستعادة السيطرة على منطقة حي بابا عمرو وغيرها من أحياء مدينة حمص التي كانت بيد الثوار.
لكن في مشهد واحد تم تصويره من قبل ناشط يدعى عمر تلاوي، يسجل نداءات للحصول على مساعدة، فيما تغطي طبقة كثيفة من الدخان الاسود، اتضح ان مصدره إضرام النار من قبل الناشطين في عدد من الاطارات تحت موضع الكاميرا.
وفي حين اعتبر مراسل القناة البريطانية جوناثان ميلر ان محاولات الناشطين لجعل المشهد أكثر دراماتيكية لا لزوم لها في هذه الحالة، إذ إن التسجيل كان يظهر بوضوح القصف الذي تتعرض له المدينة، وصف هذه الممارسات بمثابة quot;هدية لنظام بشار الاسدquot;.
وطلبت القناة من تلاوي تفسير انتهاك الممارسة الصحافية، فأجاب بأنه لن يعتذر عما فعل، مضيفاً: quot;كانت حمص تتعرض لقصف عنيف ، وأردنا ان يشهد العالم على ما يجريquot;.
منذ اندلاع الثورة في سوريا، عمد الناشطون إلى تصوير مقاطع فيديو ونشرها عبر الانترنت لتقدم لمحة عمّا يجري في البلاد إلى العالم الخارجي، ولا سيما أن الحكومة السورية فرضت حظراً شبه كامل على التقارير الصحافية المستقلة داخل البلاد.
يشار إلىأن العديد من الصحافيين الاجانب دخلوا خلسة إلى حمص ليقدموا تقارير عن حملة القمع هناك، ويقولون ان معظم اشرطة الفيديو التي يلتقطها عدد من الناشطين حقيقة، غير أنهم اشاروا إلى أن هؤلاء الشبان المعارضين لم يكونوا مراقبين محايدين بل مشاركين في النضال من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
التعليقات