الشرطة تجري تحقيقاتها في مسرح الجريمة

استغل طالب لجوء سياسي فلسطيني الى بريطانيا فرصة الإفراج عنه بكفالة ليرتكب جريمة شنيعة بحق امرأة بريئة. فحكم عليه بالسجن، لكنه ايضا جدد بذلك الدعوات لتغيير السياسة laquo;الناعمةraquo; التي تواجه بها الحكومة المهاجرين غير الشرعيين.


لندن: أصدرت محكمة في كيمبريدج حكما على فلسطيني طالب لجوء الى بريطانيا بالسجن ست سنوات بعد إدانته بالاعتداء على امرأة واغتصابها.

وكان الفلسطيني، واسمه علي أبو القاسم (29 عاما) قد اعتقل العام الماضي على يد رجال وكالة الحدود البريطانية إثر دخوله البلاد بشكل غير شرعي لطلب اللجوء السياسي. واحتجز في مركز للاجئين في مدينة كيمبريدج قبل إطلاق سراحه بضمانة الى وقت إعادة ترحيله الى بلاده.

وبعيد إطلاق سراحه، توجه ابو القاسم الى منتزه في قلب المدينة حيث صادف امرأة (حجبت هويتها ولكن عُلم أنها تبلغ الثانية والثلاثين من العمر) كانت تسير عبره في بقعة منعزلة الى مكان عملها بعيد السادسة صباح 11 تشرين الأول(اكتوبر)2011. فتوجه اليها بطلب قداحة لإشعال سيجارته وقدم لها في الوقت نفسه عرضا باقتسام مشروب كحولي معه.

فلمّا رفضت العرض، وجّه اليها لكمات سريعة وأطبق على فمها فلا يسمع صراخها، ثم جرّها الى أجمة صغيرة من الشجيرات وطرحها أرضا ثم اغتصبها، وفقا لما أوردته الصحف البريطانية. ولم يكتف بكل هذا فجرّدها من هاتفها المحمول قبل أن يلوذ بالفرار. واستنجدت المرأة بعد ذلك براكب دراجة تصادف مروره بالمكان فاتصل بالشرطة نيابة عنها.

وفي ما بعد، وبالتحديد في 16 أكتوبر (بعد خمسة أيام على الحادثة) ألقي القبض على أبو القاسم في مقهى في المدينة نفسها. وأثبتت الفحوصات أن الحمض النووي الدخيل في ثياب المرأة الضحية وقنينة الشراب الكحولي التي تركها وراءه يعود اليه. واعترف بالتهم الموجهة اليه فأدانته المحكمة وحكمت عليه بالسجن ستة أعوام.

علي أبو القاسم

ونقلت الصحف عن ضابطة الشرطة المحققة كاريان بيبي ثناءها على شجاعة الضحية بإقدامها على الشهادة ضد المعتدي عليها، لكنها قالت إن الهجوم الوحشي laquo;قلب حياتها رأسا على عقبraquo;. وأضافت قولها: laquo;أبو القاسم رجل خطير نفذ عملا جبانا تمثل في مهاجمته امرأة لأنها كانت تسير منفردة وبعيدا عمن يمكن ان يهبّ لنجدتها. لكن ضحيته قد تجد بعض العزاء في أنه سيقبع خلف القضبان لفترة السنوات الست المقبلة وأنه سيرحّل الى بلاده فور إطلاق سراحه من السجنraquo;.

وجدد حكم السجن الصادر بحق ابو القاسم الجدل المستعر حول الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين وما يسميه المنتقدون laquo;تراخي وكالة الحدود في حماية بريطانيا من غزو الأجانبraquo;. وتساءل النائب المحافظ البارز بوب ستيوارت قائلا: laquo;لماذا تقاعست السلطات عن ترحيل هذا الرجل فور إطلاق سراحه من معسكر اللاجئينraquo;؟

ومضى قائلا: laquo;لقد ارتكب هذا الرجل أحد أسوأ الأفعال وكان بوسعه قتل ضحيته إذا واتته الظروفraquo;. والآن، فإن ما نقوم به هو الاحتفاظ به داخل السجن وهذا يعني ميزانية مضافة الى أعبائنا المالية من أجل ضمان رفاهه طوال فترة عقوبته. أين المنطق والعقل في هذا؟ اعتقد ان على الحكومة وضع حد لسياستها الناعمة تجاه المهاجرين غير الشرعيين مرة والى الأبدraquo;.