معرض خاص بحقائب النساء في مدينة quot;كيسنج quot; في جنوب ألمانيا يحكي تاريخ وحقيقة إرتباط حقائب اليد بالنساء عبر التاريخ. معرض يحمل شعار quot; شيء عزيز لا يفارق السيداتquot;، ويكشف عن تطور اذواق النساء من خلال الحقائب، في مشهد تثقيفي لا يمكن الملل منه.

________________________________

من الصعب تخيل سيدة من دون حقيبة يد، بل إن مزاج وطبيعة النساء يمكن أن يعكسه شكل وطريقة حمل حقيبة اليد.

هذا المعرض الفريد يلقى رواجاً كبيراً من الزوار، ففكرته مبتكرة ومن خلال زيارته يمكن التعرف على تطور موضة حقائب السيدات في القرون الماضية .
المعرض ليس له هدف تجاري أو دعائي، إنما هدفه الحقيقي هو هدف ثقافي متعدد الجوانب، فمن خلال عرض الحقائب التي جمعت عبر قرنين من الزمن، يمكن للزائر من خلال مقارنتها ببعضها البعض دراسة أذواق بل وأحوال النساء عبر تلك الفترات الزمنية الطويلة.

أناقة وذوق جيد


في داخل المعرض وخلف الزجاج تعرض الحقائب بشكل أنيق وبذوق سليم، ومع هذا العرض الجيد لا يشعر المرء بأي ملل أثناء الزيارة خاصة وأن الشرح المكتوب يجعل الزائر يتنقل بين سنوات الماضي الغابر الذي يمتد من عهد الملوك والقياصرة إلى العهد الحالي، وذلك من خلال تتبع التطور في حقائب يد النساء.

أهمية هذا المعرض تكمن في أنه الأول من نوعه في ألمانيا، بل وفي أوروبا المخصص لهذا الغرض، لهذا السبب ليس من المستغرب رؤية هذا الزحام فيه ولا يتوقف الأمر على النساء، فقط بل يحرص الرجال أيضاً على زيارته للتعرف على أذواق نساء تلك الفترة من الزمن، كذلك رؤية حقائب المشاهير في تلك الفترة .

يحتوي المعرض على مجموعة ضخمة وفريدة من حقائب اليد، تقدر بحوالي 1000 حقيبة يد إبتداء من عام 1800 .

جمع الحقائب استغرق 30 سنة

يرجع الفضل في جمعها وتصنيفها إلى مديرة المعرض السيدة quot; انجريد بروشquot; التي تتحدث بحب عن المعرض وتقول: quot;لقد استغرق العمل 30 سنة حتى تم تجميع هذه الحقائب الأصلية من كافة أرجاء ألمانيا ومن بعض الدول المجاورة quot;.
ورداً على سؤال، لماذا كرستِ كل هذا الوقت من أجل إقامة هذا المعرض؟ تجيب أنها كسيدة تعرف ماذا تعني حقيبة يد للمرأة ومدى أهميتها بالنسبة إليها كرمز للأناقة وأحيانًا للثراء. بالإضافة إلى الأهمية الشخصية كمكان أنيق لحفظ الحاجيات الخاصة، لهذا فقد إستهوتها الفكرة تماماً وهي تجميع الحقائب من الأسواق القديمة وأسواق الأشياء القديمة من دول العالم المختلفة، وتضيف أنها رأت فيها تعبيراً واقعياً عن الفترات التاريخية التي ظهرت فيها ، فأعوام الرخاء التي عاشتها ألمانيا ظهرت على الحقائب، كذلك ظهرت ايضاً بدقة في وقت الشدة كالحروب مثلاً، حيث كانت الحقائب تميل إلى اللون الأسود في ظل غياب أي فن أو إبتكار واضح فيها.

حقيبة الإمبراطورة ماريا تريزا

ولعل من أجمل الحقائب المعروضة حقيبة لمدام quot;بومبادورquot; الفرنسية الشهيرة التي كانت أحب العشيقات إلى الملك لويس الخامس عشر، والتي يرجع لها الفضل في شراء قصر quot; الاليزيهquot; عام 1753 ؛ المقر الرئيسي الحالي لرؤساء فرنسا،والذي شيّد في عام 1718. وقد شهدت تصميمات الحقائب في عهدها رقة وجاذبية، فكانت الحقائب صغيرة الحجم أنيقة مزدانة بأسلوب جميل ورائع.
كذلك هناك حقيبة للإمبراطورة النمساوية quot; ماريا تريزاquot; التي شهد عهدها تصميمات الحقائب المطرزة بأشغال يدوية، والتي صنع منها المصممون تحفاً جميلة تحملها السيدات .
ومن اللافت للنظر في المعرض تلك النوعية المثيرة من الحقائب المعدنية مختلفة الأشكال والأحجام، وتقول عن ذلك مديرة المعرض: quot; لقد أصبحت حقائب اليد موضة مع نهاية القرن التاسع عشر، وهو الوقت الذي شهد ثورة في إدخال المعادن من الذهب، الفضة والأحجار الكريمة في زينة الناس، ودخلت في صناعة الملابس، وبالطبع رافق ذلك حقائب السيدات أيضًا التي دخلت المعادن في جزء من صناعتها فكانت سلاسل من الفضة والذهب توضع عليها كنوع من الزينة. وهذه الحقائب تعبِّر بكل وضوح عن نكهة وروح العصر الذي مثلته، فتصميم الحقائب يمثل قراءة أيضاً لثقافة المرأة وليس فقط لأناقتها.

الأكياس كانت بديل الحقائب

رافقت الحقيبة على الدوام الإنسان منذ نشأته الأولى، وفي العصور القديمة كان الناس يحملون الأكياس ويضعون فيها أمتعتهم الشخصية بشكل تلقائي، ومع بداية القرن التاسع عشر، بدأت ثورة حقيقة في عالم الحقائب خاصة الحقائب النسائية التي لم تتغيّر فكرتها حتى الآن، إنما الذي تغيّر فقط هو تصميمها الذي اتخذ أنماطاً وأشكالاً مختلفة. ومن ثم أصبحت صناعة ضخمة تقف وراءها مصانع ومتاجر وشركات ومصممون، حتى أضحت تجارة رابحة تعود على كثيرين بالنفع المادي وعلى السيدات دائمًا بالأبهة والأناقة الشديدة.

معروف أن حقائب يد السيدات داعبت مخيلة مخرجي الأفلام السينمائية على الدوام خاصة أفلام quot; الفريد هتشكوكquot; التي استخدمها لإخفاء أدوات الجريمة .
ويقول مصمم الحقائب الفرنسي الشهير لويس فويتون quot;قولي لي ماذا تحملين من حقيبة أقل لكِ من أنتِquot;، حيث يضرب مثلاً بحقيبة quot;مارجريت تاتشرquot; رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي كانت تدل حقيبة يدها على شخصيتها العملية، فكانت حقيبتها كبيرة على الدوام لتتسع للملفات والأوراق الكثيرة التي كانت تلازمها طيلة الوقت، أما حقيبة ملكة إنجلترا اليزابيثفتدل على شخصيتها المحافظة.