تحدث البروفيسور الألماني يورغن فولف عن اختراق جديد في علاج سرطان الرئة، هو عقار بشكل كبسولات يهاجم المتغيرات الجينية المسببة لنمو الخلايا السرطانية.
ماجد الخطيب: قال البروفيسور الألماني يورغن فوف، من العيادة الطبية في جامعة كولون الألمانية، إنه العقار الذي وضعه حقق نجاحًا ظاهرًا في علاج اليزابيث سومنيك (69 سنة)، التي فشل العلاج الجراحي والكيماوي في تخليصها من براثن المرض الخبيث.
فتح جديد
وذكر فولف أن العقار نجح خلال 14 يومًا في تقليص حجم الورم السرطاني في رئة سومنيك إلى مساحة يصعب تقصيها بأجهزة الأشعة التقليدية. وفي حديث لها أمام الصحف الألمانية، ذكرت سومنيك انها تمكنت من التنفس بشيء من الحرية بعد أربعة أيام فقط من العلاج بواسطة الكبسولات، بعد أن كانت السوائل في الرئتين تمنعها من التنفس.
وقالت إنها كانت تتناول العقار مرتين في اليوم، صباحًا ومساء. كما تمكنت بعد بضعة أيام من الجلوس في سريرها استعدادًا للحركة باتجاه الحمام.
واعتبر فولف نجاح العقار فتحًا جديدًا في عالم علاج سرطان الرئة. وأضاف: "فريق العمل درس التغيرات الجينية التي حفزت النمو المضطرب للخلايا المشوهة، ثم استخدم هذه التغيرات بالضبط في إنتاج العقار المضاد لنمو هذه الخلايا".
وقد أدى العلاج في حالة سومنيك إلى نتائج باهرة قد تعد بشفائها من المرض، لكن العقار يعد المصابين بسرطان الرئة، على العموم، بحياة طويلة. وإذ يوقف العقار نمو الخلايا فإنه يعد بتقليص حجم الورم السرطاني بنسبة الثلث في أقل تقدير.
فحص جيني
ولم يكن التوصل إلى هذه النتائج صدفة بالطبع، لأن وزارة الصحة الألمانية دعمت مشروع قسم الأبحاث السرطانية في كولون بمبلغ 3,5 ملايين يورو. كما ساهمت شركة التأمين الصحي الرسمية (أوك) في العملية باعتبارها شركة التأمين الأولى التي صارت تغطي تكاليف الفحص والعلاج بالعقار الذي طوره فريق فولف.
وتلقى مركز الابحاث السرطانية في كولون أكثر من 3500 شريحة مختبرية مأخوذة من الأورام السرطانية المختلفة في رئات المرضى الألمان، ويشكل هذا الرقم 7% من كافة أمراض الرئة السرطانية التي يتم تشخيصها سنويًا في ألمانيا.
وشاركت أكثر من 50 عيادة مستشفى في تزويد شبكة الطب الجيني لأورام الرئة السرطانية، التي انشئت لهذا الغرض منذ العام 2009، بهذه العينات. وكان فولف وزملاؤه يفحصون هذه العينات جينيًا ويصفون العلاج المناسب لها كل مرة.
حياة أطول ثلاث مرات
ووصف البروفيسور راينهارد بوتنر، رئيس قسم الباثولوجي في جامعة كولون، والذي شارك في الأبحاث، طريقة العلاج الجينية بأنها طريقة تشخيصية أيضًا، "تعد بالكشف المبكر عن مختلف الأمراض السرطانية التي تصيب الرئة". ووصف الطريقة بـ"القفزة النوعية"، قياسًا بالطرق التي تستخدم العقاقير الكيماوية والأشعة الذرية.
وعبر بوتنر عن أمله في تطبيق الطريقة على الأورام السرطانية الخطيرة الأخرى، وخصوصًا سرطان الأمعاء. وكانت وزيرة الصحة الألمانية سفينا شولز تحدثت عن الانجاز في تقرير جاء فيه أن سرطان الرئتين يودي بحياة 50 ألف ألماني سنويًا.
التعليقات