بعد سنوات عانت فيها من الاجهاد ومن تدهور صحي غير مفهوم، قررت اميليا ان تدرس علم التغذية لتتحول الى خبيرة معروفة في هذا المجال، وهي تتهم الصناعيين بتخريب عادات الانسان الغذائية وتحويلها الى سموم.


ميسون أبو الحب: أميليا فرير، مدونة ومؤلفة صحية عمرها اربعون عامًا، لديها حساب على انستغرام يتابعه الكثيرون، ولديها وصفات مهمة عن كيفية تناول الطعام الصحي وبطريقة صحية.

درست أميليا علم التغذية لاربع سنوات، وهي عضو في الجمعية البريطانية للعلاجات الغذائية التطبيقية. ولها كتاب عنوانه "كل وتغذى وأشرق" وامضت سنوات تعالج مئات الزبائن عن طريق الغذاء.

فتحت اميليا عيادة في البداية ثم بدأت بعدها خدمات نقل الاطعمة الى المنازل، كما اصبحت مدونة كي تصل الى الاشخاص الذين لا تستطيع الوصول اليهم.

أميليا فرير تعدّ غذاءً صحيًا بنفسها

وادى التدوين الى نشرها الكتاب في عام 2014 وبيعت منه 200 الف نسخة، خاصة وأن أحد زبائنها ويدعى سام سمث نشر صورته على انستغرام وهو يحمل الكتاب بيده وكتب العبارات التالية، "قبل ثلاثة اسابيع التقيت امرأة غيّرت حياتي بشكل كامل اسمها اميليا فرير، وقد ساعدتني على خفض وزني في غضون اسبوعين وغيّرت علاقتي بالطعام. أهم ما خرجت به من هذه التجربة ليس فقدان الوزن بل شعور عميق بالسعادة".

تغيير الحياة

طالما سمعت اميليا هذه العبارة من الاخرين "غيّرت حياتنا"، ولكنها تقول إن الامر لا يتعلق بوضع جداول ووصفات لتناول الطعام بطريقة نافعة ومفيدة بل بعلاقة الانسان بالاكل.

نشأت اميليا في نورثهامبرلاند مع والدتها، وهي تاجرة تحفيات، ووالدها، وهو طبيب بيطري ثم درست في نيوكاسل.

وفي العشرينات من عمرها حصلت على عمل جيد، وهو مساعدة لامير ويلز. كان هذا العمل ممتازًا، ولكنه كان متعبًا جعلها لا تستطيع تناول الطعام بشكل جيد لانها كانت دائمًا على عجل فنصحتها صديقتها بزيارة خبيرة في التغذية للقضاء على حالة التعب المستمر، الذي كانت تعاني منه، ولتحسين شكلها العام. وعندها ادركت ما نوع العمل الذي تريد أن تقوم به.

استقالت اميليا في الثامنة والعشرين من العمر من عملها مع الامير تشارلز، وبدأت تدرس. ومنذ ذلك الحين، وهي تشعر ان هذا هو بالفعل ما تريد فعله. ومع تغيير مسار حياتها، غيّرت اميليا نوع تغذيتها وما تتناوله من اطعمة ايضًا.

والى جانب الكتابة والتدوين والعيادة، واصلت اميليا علاقتها مع الناس عن طريق يوتيوب ثم انستغرام.

وتقول اميليا إن العيادة وحدها لا تكفي لانها ارادت أن تشرح للناس كيف يشترون الطعام، وكيف يطبخونه بطريقة صحية، وهو ما لا يمكن فعله في العيادة.

وتقول اميليا إن من الافضل تغيير الطباع الغذائية تدريجيًا، وليس بشكل حاد وحاسم، فالمهم ان يواظب الانسان على المحاولة وعلى تجربة مختلف الوجبات وتجريب قدرته على التكيّف مع الاطعمة الجديدة ايضا.

قالوا لنا

ومثل اغلب خبراء الطعام، تعتقد اميليا أن السكر اسوأ ما يمكن تناوله كما تعتبر الحبوب المجهزة الرخيصة سيئة للغاية، وهي تنتقد اعتماد الكثيرين على السندويتشات الجاهزة وعلى الحبوب والمعكرونة.

اميليا تعتقد ان المسؤول عن كل هذا التدهور الصناعيون الذين جردوا الانسان المعاصر من قدرته على شراء الغذاء الصحي وطبخه وتناوله.

وتقول اميليا في كتابها: "قبل خمسين عامًا، كان الكل يعرف كيف يجهز الطعام بالاعتماد على وصفات أساسية لتغذية العائلة. ثم جاء اصحاب مصانع الاغذية وقالوا لنا، انتم مشغولون جدًا ولا تستطيعون الطبخ ثم إن تحضير الطعام امر صعب، ويتطلب وقتًا طويلاً، نحن سنهيّئ لكم أطعمة جاهزة فخذوها".

وتقول اميليا إنهم يفعلون ذلك من اجل الربح وليس من اجل صحتنا.

وتقول أميليا ايضا إنها تتذكر مقولة مهمة لخبيرة غذاء اميركية معروفة اسمها آن وغمور تقول فيها "الطعام الذي تتناوله قد يكون أكثر أمنًا واقوى دواء تتناوله او قد يكون سمًا يقتلك ببطء".