اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الولايات المتحدة بالسعي لزعزعة الاستقرار في بلاده التي تموج منذ نحو شهر باضطرابات دون مؤشرات قوية على قرب انتهائها.

وتشهد مدن إيرانية عديدة مظاهرات تقودها النساء، بعد مقتل الشابة مهسا أميني في قبضة شرطة الأخلاق.

ولقي العشرات بينهم نساء ومراهقون وتلاميذ مدارس مصرعهم، بحسب منظمات حقوقية، وسط تقارير تفيد باستعانة قوات الأمن الإيرانية بالأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع في تفريق جموع المحتجين.

وعلّق المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، الذي يرغب المتظاهرون في الإطاحة به، على الاضطرابات التي تشهدها بلاده بالقول إن "الجميع يعرف أن المتظاهرين مدفوعين من أعداء إيران الذين يعذّبهم ما تشهده البلاد من تقدّم ورخاء".

ويوم الأربعاء، عقدت نائبة وزيرة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، اجتماعا عبر الإنترنت مع ممثلين عن شركات تقنية كبرى، لبحث دعم التدفّق الحر للمعلومات إلى الشعب الإيراني.

وقالت شيرمان إن "استمرار إيران في قمع مظاهرات سلمية يعدّ انتهاكا لحقوق الإنسان .. لقد تحدثتُ إلى شركات تقنية أمريكية كبرى وطلبت منها تزويد الشعب الإيراني بالمزيد من الخدمات وأدوات التواصل".

وسمحت الحكومة الأمريكية لشركات التقنية الخاصة في بلادها بتوفير إنترنت غير خاضع للرقابة في إيران التي تشهد احتجاجات مناهضة للحكومة.

وجاء في بيان صحفي نشرته الخارجية الأمريكية في 23 سبتمبر/ أيلول: "نتخذ هذه الخطوة على خلفية مظلمة، ألا وهي قيام الحكومة الإيرانية بحجب الوصول إلى الإنترنت عن معظم مواطنيها البالغ عددهم 80 مليونا لمنعهم ومنع العالم من رؤية حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين، فمن الواضح أن الحكومة الإيرانية خائفة من شعبها".

وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن لن تهمل التهديد الذي تشكّله إيران، بينما تعيد واشنطن تقييم علاقاتها مع الرياض بعد قرار مجموعة أوبك بلس خفْض إنتاجها من النفط.

وجاء تأكيد برايس خلال إفادة للصحفيين عن كيفية وفاء الولايات المتحدة بتعهدات بايدن الخاصة بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية من دون أن تستفيد إيران (الخصم الإقليمي للسعودية) من ذلك.

بايدن ومحمد بن سلمان
Reuters
في يوليو/ تموز سافر بايدن إلى السعودية وأخفق في إقناع الرياض برفع إنتاج النفط لمواجهة النقص في السوق العالمية عقب الاجتياح الروسي لأوكرانيا

وفي إيران، أفادت تقارير بأن فتيات وطالبات بالجامعات والمدارس يتقدّمن صفوف المتظاهرين مردّدات شعارات مناوئة للحكومة ومشعلات النار في الحجاب.

وأفادت تقارير بخروج مظاهرات أمس الأربعاء في العاصمة طهران، وفي أصفهان في الجنوب، ومشهد في الشمال الشرقي، ورشت في الشمال، وبوكان في الشمال الغربي، وفي الغرب في سقز مسقط رأس مهسا أميني.

وفي تقرير أصدرته الأربعاء، قالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان الإيرانية "هرانا" المعارضة إن لديها أسماء ما لا يقل عن 106 أشخاص لقوا مصرعهم على أيدي القوات الأمنية، فضلا عن 11 قتيلا آخرين لا يزالون مجهولي الهوية.

وتقول وكالة هرانا إن أعداد المعتقلين تجاوزت 5,500 شخص.

مظاهرات في إيران
AFP

وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي باللائمة فيما تشهده بلاده من اضطرابات على كاهل الولايات المتحدة التي يراها نظام الملالي عدوا لدودا للثورة الإسلامية منذ عام 1973 وخصما رئيسيا على صعيد البرنامج النووي الإيراني.

ومن كازاخستان، حيث يشارك في قمة سيكا (التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا)، قال رئيسي: "بعد الفشل على صعيد العسكرة وعلى صعيد العقوبات، لجأت واشنطن وحلفاؤها إلى السياسة الفاشلة الخاصة بزعزعة الاستقرار".