ذكرت ناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان في إيران من سجنها لبي بي سي تفاصيل الاعتداءات الجنسية والجسدية التي تتعرض له النساء المعتقلات في مراكز الاعتقال.
وقالت نرجس محمدي إن مثل هذه الاعتداءات أصبحت أكثر شيوعاً في الاحتجاجات الأخيرة.
وتقضي نرجس محمدي عقوبة طويلة في سجن إيفين سيء السمعة بطهران.
واندلعت الاحتجاجات بعد وفاة الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، أثناء وجودها في الحجز في سبتمبر / أيلول إثر اعتقالها بتهمة انتهاك قواعد الحجاب الصارمة.
وقد احتجزتها شرطة الآداب في منتصف سبتمبر/ أيلول بزعم ارتدائها الحجاب "بشكل غير لائق".
ويقول نشطاء حقوقيون إن أكثر من 500 متظاهر، بينهم 69 طفلاً، قتلوا، بينما تم اعتقال آلاف منهم. ووردت أنباء عن مقتل العشرات من عناصر الأمن.
ووردت تقارير عن تعرض العديد من المعتقلين للتعذيب وغيره من أساليب سوء المعاملة في الحجز.
ونرجس محمدي هي نائبة رئيس مركز شيرين عبادي للمدافعين عن حقوق الإنسان. وقد صدرت بحقها عدة أحكام بالسجن منذ عام 2011 وهي حالياً في السجن بتهمة "نشر دعايات مغرضة".
كما تم إدراجها ضمن قائمة بي بي سي لـ 100 امرأة الأكثر إلهاماً وتأثيراً حول العالم.
مظاهرات إيران: ما أصل شعار " المرأة، الحياة، الحرية " الذي يرفعه المتظاهرون؟
الأمم المتحدة تدين إيران بسبب الحكم على ناشطة حقوقية
100 امرأة: من هي زهرة محمدي التي سُجنت لتعليمها اللغة الكردية؟
"التعليق من اليدين والقدمين بخطاف في سقف الشاحنة"
وتقول محمدي في رسالتها إن بعض النساء اللواتي اعتقلن خلال المظاهرات الأخيرة نُقلن إلى جناح النساء في سجن إيفين.
وقد منحها ذلك فرصة لسماع تفاصيل مروعة عن الإساءات التي تعرضن لها.
قالت إن إحدى الناشطات المعروفات أنه تم ربطها من يديها وقدميها بخطاف في سقف العربة التي نقلتها إلى السجن وتعرضت للاعتداء الجنسي من قبل ضباط الأمن وهي في ذلك الوضع.
تقول محمدي إنها رأت كدمات وندوباً على جسد السجينة.
وتقول إن امرأة أخرى اعتُقلت في الشارع أخذها اثنان من رجال الأمن على دراجة نارية، جلس أحدهما في المقدمة يقو الدراجة والآخر خلفها وتعرضت للاعتداء الجنسي بشكل متكرر.
ونفت الإذاعة الحكومية الإيرانية لجوء قوات الأمن إلى الاغتصاب والاعتداء الجنسي على المتظاهرات.
وذكر تقرير صدر في 19 ديسمبر / كانون الأول أن السجينات تم احتجازهن في مرافق تديرها نساء حصراً، مضيفاً أن مزاعم الاغتصاب في وسائل الإعلام الغربية هي "شائعات لا أساس لها".
لكن إيران تواصل أيضاً منع نشر التقارير والأخبار المحلية التي تتناول الاحتجاجات، حيث أشار تقرير حديث إلى أنها أصبحت الآن ثالث أكبر دولة تسجن الصحفيين على مستوى العالم.
تقول محمدي إنه على الرغم من أن الكشف عن الانتهاكات قد يؤدي إلى ترهيب أسر النساء المحتجزات وتخويفها، إلا أنها تعتقد أنه من الضروري الكشف عما يحدث في محاولة لوضع حد لهذه الانتهاكات.
وتضيف أن "عدم الكشف عن هذه الجرائم سيسهم في استمرار ممارسة هذه الأساليب القمعية ضد المرأة".
"لذلك يجب الكشف عن الاعتداءات التي تتعرض لهن الناشطات والمقاتلات والمتظاهرات في إيران على نطاق واسع وبقوة على المستوى العالمي".
وأضافت أن هذا مهم خصوصاً بالنظر إلى الضغط الكبير الذي تتعرض له منظمات المجتمع المدني في البلاد.
وقالت "في غياب منظمات مجتمع مدني قوية ومستقلة، فإن اهتمام ودعم وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والرأي العام العالمي يصبح في ضرورياً للغاية".
أنهت محمدي حديثها بالتعبير عن اعتقادها بأن "نساء إيران الشجاعات والصلبات والمفعمات بالحياة والأمل" سيحققن النصر.
وأضافت أن "النصر يعني إرساء الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان وإنهاء الاستبداد، ولن نتراجع".
التعليقات