إيلاف من لندن: في ليلة من الإبداع والسحر، خطف عرض Aadnevik لخريف/شتاء 2025 الأضواء خلال أسبوع الموضة في لندن، حيث قدم المصممان هيلا وكريستيان أدنيفيك مجموعة حملت اسم "ويسترن ستار"، مستوحاة من روح الغرب الأميركي الجامح.

العرض، الذي جاء مزيجًا من الأناقة الريفية والجرأة العصرية، تميز بجو مسرحي غامر جسّد الحرفية الفريدة لعلامة Aadnevik.

عارضات يتألقن بمجموعة Aadnevik لخريف/شتاء 2025، حيث تمتزج الأناقة الريفية بالبريق الجريء وسط ثريات فاخرة وأجواء ريفية.
تمتزج الأناقة الريفية بالبريق الجريء وسط ثريات فاخرة وأجواء ريفية.

الفخامة تلتقي البرية
أقيم العرض وسط أجواء مستوحاة من الحدود الأميركية، حيث غطت كومات القش الريفية أرضية المنصة، في حين علّقت ثريات فاخرة من الكريستال، ما خلق تباينًا مذهلًا بين البساطة الريفية والفخامة الملكية. كان الهدف واضحًا: استحضار روح الرواد الأوائل الذين خاطروا بعبور الأراضي غير المأهولة بحثًا عن الحرية والمغامرة، تمامًا كما كانت السماء اللامحدودة شاهدًا على قصص الصمود في قلب البراري الجامحة.

عارضة تتألق بإطلالة تجمع بين الأناقة والسحر الريفي مرتدية فستانًا حريريًا انسيابيًا مع قبعة رعاة البقر وطرحة شفافة، وسط أجواء ريفية وإضاءة كلاسيكية
عارضة تتألق بإطلالة تجمع بين الأناقة والسحر الريفي مرتدية فستانًا حريريًا انسيابيًا مع قبعة رعاة البقر وطرحة شفافة، وسط أجواء ريفية وإضاءة كلاسيكية

إلهام مستمد من أسطورة الحدود الأميركية
استلهم المصممان فكرة المجموعة من كلمات الشاعر الأميركي إي بي فوردهام (1817)، حيث صور الغرب الأميركي كأرض مترامية الأطراف، جميلة لكنها وحشية، حيث تُصنع الأساطير وسط تحديات الطبيعة القاسية. تجلت هذه الفكرة من خلال أقمشة المجموعة المتنوعة، التي مزجت بين النعومة والانسيابية من جهة، والقوة والتصميم الصارم من جهة أخرى، لتعكس التناقض العميق بين الحلم والمخاطر، وبين الحرية والضياع.

تصاميم تجمع بين الأناقة والسحر الريفي، حيث تتألق العارضات بفساتين متلألئة وقبعات رعاة البقر على خلفية من أكوام القش.
تصاميم تجمع بين الأناقة والسحر الريفي، حيث تتألق العارضات بفساتين متلألئة وقبعات رعاة البقر على خلفية من أكوام القش

في قلب هذه الرؤية، وقفت بطلة القرن الثامن عشر: امرأة تركت وطنها وراءها بحثًا عن مستقبل مجهول، غير مدركة للمخاطر التي تنتظرها. جسدت هذه الشخصية في تصاميم المجموعة عبر صور ظلية متنوعة، جمعت بين الرومانسية الحالمة والطابع الجريء، لتحكي قصة صمود وشغف لا حدود لهما، تمامًا كما كانت رياح البراري تصوغ مصير الرواد في تلك الحقبة.



تفاصيل الأزياء: تباينات مذهلة وسحر خالد
جاءت المجموعة مليئة بالتناقضات التي أضفت عمقًا دراميًا على التصاميم. برزت الفساتين البيضاء المصنوعة من الحرير والتول بتصميمات أثيرية تحاكي نقاء الأحلام والطموحات الجديدة، بينما جاءت القطع السوداء بتفاصيل معقدة تعكس الغموض والرهبة الكامنين في المجهول، تمامًا كما يرسم ضوء القمر ظلاله فوق المروج المقفرة.
لعبت الزخارف المتلألئة دورًا مهمًا في المجموعة، حيث زينت الكريستالات الدقيقة بعض التصاميم، كإشارات ضوئية تقود المغامرين في رحلتهم، كما النجوم التي كانت تهدي المسافرين في الليالي الحالكة. أما الدانتيل الفرنسي المعقد فقد أضاف لمسات من الأنوثة والرقي، في حين استحضرت الأهداب الطويلة والجلد المضفور روح رعاة البقر الذين جابوا البراري ذات يوم.

عارضة بفستان شفاف مزين بالشراشيب وتفاصيل فاخرة، مع قبعة رعاة البقر، لتجسد على منصة العرض مزيجًا ساحرًا من الأناقة وروح الغرب الجامح
عارضة بفستان شفاف مزين بالشراشيب وتفاصيل فاخرة، مع قبعة رعاة البقر، لتجسد على منصة العرض مزيجًا ساحرًا من الأناقة وروح الغرب الجامح

لم تخلُ المجموعة من التفاصيل الجريئة، إذ ظهرت بعض العارضات بفساتين شفافة مزخرفة بتطريزات يدوية دقيقة، مزينة بالريش والشراشيب، مما منح الإطلالات طابعًا يجمع بين الأنوثة القوية والطابع الروحاني للبراري الأميركية.



أما قبعات رعاة البقر التي أكملت الإطلالات، فقد أضفت بُعدًا سينمائيًا ساحرًا على العرض، كما لو أن أبطال الغرب القديم عادوا للحياة بأسلوب معاصر.

الموسيقى والإضاءة: تجربة سينمائية آسرة
لم يكن العرض مجرد عرض أزياء تقليدي، بل تجربة حسية متكاملة نقلت الحضور إلى عالم آخر. عززت الموسيقى التصويرية التي أعدها بيروس الأجواء الدرامية، حيث تمازجت الألحان الحنينية مع إيقاعات قوية تعكس التوتر والحرية في آن واحد. الإضاءة لعبت أيضًا دورًا جوهريًا، حيث تسلطت الأضواء الناعمة على العارضات، مما جعل الأقمشة المتلألئة تبدو وكأنها تضيء من الداخل، في حين عكست الظلال دراما المشهد، تمامًا كما تفعل الشمس الغاربة على قمم الجبال البعيدة.



وراء الكواليس: فريق عالمي يصنع السحر
ساهم فريق من الخبراء في جعل العرض أكثر تألقًا، بدءًا من فريق تصفيف الشعر من MONAT، وفناني المكياج من AOFM Pro، الذين ابتكروا إطلالات جمالية مستوحاة من رقي القرن التاسع عشر مع لمسات معاصرة.

ساهمت لمسات Fairydrops في تعزيز جاذبية العيون، بينما حملت المشروبات المقدمة توقيع Heloise Lloris Champagne، مما أضفى لمسة فاخرة على الأمسية، إلى جانب نقاء ماء الخيزران من Juno Bamboo، الذي عكس ارتباط المجموعة بالطبيعة.

ريبيكا ريوفريو تتوسط هيلا (يمين) وكريستيان أدنيفيك
ريبيكا ريوفريو تتوسط هيلا (يمين) وكريستيان أدنيفيك

Aadnevik: من الأزياء إلى سرد القصص
لم تكن مجموعة "ويسترن ستار" مجرد عرض للأزياء، بل كانت رحلة بصرية وشاعرية إلى قلب الغرب الأميركي. بفضل قدرتهم الفريدة على المزج بين الخيال والتاريخ والحرفية الدقيقة، يستمر هيلا وكريستيان أدنيفيك في إثبات مكانتهما كأحد أبرز رواة القصص في عالم الموضة، حيث ينسجان الأزياء في نسيج الزمن نفسه، تمامًا كما تحفر الرياح مساراتها في رمال الصحراء.

*ينشر بالاتفاق مع Parliamentary Society: المصدر