بغداد: حاصر مقاتلون من مليشيات البيشمركة الكردية العراقية الاربعاء مستشفى في منطقة ربيعة تحصن فيه مسلحون من تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي فقد السيطرة على هذه المدينة العراقية الواقعة على الحدود السورية، بحسب ما افاد مسؤولون. وشن البشمركة الثلاثاء هجومًا على المدينة، وسيطروا عليها، لكن مجموعة من مسلحي "تنظيم الدولة" لجأوا الى مستشفى بها.

وقال مسؤول "هناك ما بين 10 و12 عنصرًا من داعش في الداخل. لا نريد مهاجمتهم لان (المبنى) قد يكون مفخخا"، موضحا ان البيشمركة يسيطرون تماما على باقي مدينة ربيعة. واكد هلكورد حكمت، وهو متحدث باسم البيشمركة: "هناك مقاتلون داخل المستشفى منذ امس (الثلاثاء) ونحن نحاصرهم"، مضيفا "نراقب (الوضع) ننتظر ان يخرجوا او ينتحروا، ولسنا نقاتلهم".

وشنت قوات البشمركة بإسناد جوي من التحالف الدولي، الثلاثاء هجوما على ثلاث جبهات. وعلاوة على ربيعة تقدمت باتجاه زمار شمال الموصل، لكن المدينة لا تزال بايدي "تنظيم الدولة" الاربعاء ، بحسب حكمت.

وسيطرت ميليشيات البشمركة التي تلقت معدات من حلفائها، الثلاثاء على ثلاث قرى جنوب كركوك. من جهة اخرى استهدف هجوم انتحاري شارعًا مزدحمًا في حي شيعي جنوب بغداد، ما اوقع 14 قتيلا على الاقل، بحسب مصادر امنية وطبية.

الجعفري: دعم العراق يجب ان يقوم على احترام سيادته
قال وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الاربعاء ان الدعم الذي تقدمه دول العالم للعراق في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية يجب ان يقوم على احترام سيادته.
وقال الجعفري في مؤتمر صحافي في بغداد "لا يمكن ان نقبل ان يكون العراق دائرة وارض صراعات اقليمية".

واضاف "يجب ان نحلها بطريقة تحفظ للعراق سيادته، ولذلك كتبنا للامم المتحدة ان سيادة العراق يجب ان تحفظ بصورة مباشرة وغير مباشرة". وكان الجعفري يجيب عن سؤال حول تصريحات قائد القوات البرية الايرانية في الاسبوع الماضي، والذي تعهد فيها بحماية حدود ايران من خلال الدخول في العمق العراقي اذا ما تطلب ذلك.

وقال الجعفري ان "ايران قدمت مساعدة للعراق، مثلما قدمت بعض الدول، ليس سرًا على احد ويجب أن نشكرهم عليها، ولا نستحي من ذكرها، ما الذي يمنعنا من ذكرها، نحن واضحون، ولا نمارس شيئا في الخفاء". وتعد ايران حليفة قريبة للحكومة العراقية التي يديرها الشيعة والجعفري قضى عقدًا من الزمن في منفاه هناك في زمن نظام صدام حسين.

ونشرت ايران قوات على حدودها الجنوبية باتجاه اقليم كردستان، فيما افادت تقارير ان ايران اضطلعت بدور رئيس في تدريب وتوجيه بعض الميليشيات العراقية. وقال مسؤولون اكراد ان مئة عسكري ايراني متواجدون في منطقة خانقين في جنوب كردستان وعلى بعد 150 كلم الى شمال شرق بغداد.

وقال الجنرال الكردي العراقي جعفر شيخ مصطفى، الزعيم المحلي للحزب الديمقراطي الكردستاني ان "وسط خانقين يبعد 5 كلم فقط عن ايران وهو كأنه ايران (...) توجد فيها ابار نفط مهمة جدا وايران مرغمه على حماية نفسها". واشار الى ان ايران ارسلت قوة لمشاركة القوات العراقية وقوات البشمركة في معركة جلاولة التي تبعد 10 كلم من خانقين. واوضح ان حوالى 600 عنصر من قوات خراسان اتوا في "حزيران/يونيو-تموز/يوليو" ولا يزال يوجد منهم حوالى مئة عنصر على الارض.

من جهته يقيم الاتحاد الوطني الكردستاني علاقات متينة مع ايران. وقال متحدث باسم البيشمركة هو هالكورد حكمت ان "ايران تقوم بدور مهم جدا في الشرق الاوسط خصوصا في العراق. في حال شاركت ايران في النزاع الدائر في العراق فسيكون حل النزاع اسهل".

واضاف ان "الايرانيين متواجدون في امرلي" في اشارة الى هذه المدينة التي تقطنها غالبية من الناطقين بالتركية في شمال العراق والتي حاصرها متطرفو تنظيم الدولة الاسلامية لاكثر من شهرين وفك الحصار عنها نهاية اب/اغسطس. واشار الى ان قوات ايرانية انتشرت ايضا في المخمور، 60 كلم الى جنوب شرق اربيل "لتقديم المساعدة في حال كان الامر ضروريا".

&