بغداد: تعهد وزير الدفاع العراقي الجديد خالد العبيدي اليوم الثلاثاء بالتحقيق في تراجع الجيش العراقي امام هجمات تنظيم "الدولة الاسلامية" ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، مبديا عزمه على "تحرير" المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
وقال العبيدي في خطابه الاول بعد تعيينه في منصبه "سنحقق بعمق وصدق لمعرفة اسباب كل التداعيات السابقة، ونقلها بوضوح وشفافية امام الرأي العام ليأخذ كل ذي حق حقه".
اضاف في كلمة بثتها قناة "العراقية" الرسمية "لن نتردد في (...) محاسبة من ثبت اساءته او تقصيره في اداء مهام واجباته المهنية، او تلطخت يديه او استهان بدماء العراقيين من الابرياء، او من لم يتحمل مسؤولية".
وتابع "لن نتوانى عن ضرب الفساد والمفسدين، وسنعمل بعون الله على بناء مؤسسة عسكرية مهنية وفق العقيدة الوطنية"، مؤكدا ان "شعارنا من الآن ان نحارب الفساد والارهاب في وقت واحد لانهما وجهان لعملة واحدة".
وتراجعت القوات العراقية بشكل كبير امام الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم "الدولة الاسلامية"في حزيران/يونيو، لا سيما في الموصل كبرى مدن شمال البلاد، حيث اخلى الجنود مواقعهم وفروا بملابس مدنية دون قتال.
وسمح هذا التراجع للتنظيم التقدم والسيطرة على مناطق في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك.
ورغم الضربات الجوية التي ينفذها تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، تقدم التنظيم مؤخرا في محافظة الانبار (غرب)، وسط تراجع اضافي للقوات العراقية من بعض مواقعها، علما ان التنظيم يسيطر منذ مطلع العام 2014 على مدينة الفلوجة وأجزاء من الرمادي في المحافظة نفسها.
واكد العبيدي، وهو سني من مدينة الموصل، عزمه "تحرير المحافظات المنكوبة واستعادة وتحرير كل شبر غال علينا من ارض الوطن وطأته ودنسته حثالات التكفير والارهاب".
ودعا العراقيين الى نبذ "الشائعات المغرضة التي تفرق ابناء العائلة الواحدة والعشيرة والمدينة، بانه جيش طائفة على حساب طائفة اخرى"، في اشارة الى بعض الانتقادات السنية للجيش بأنه تابع للحكومة التي يرأسها شيعي.
ووافق البرلمان العراقي السبت على تعيين العبيدي الذي كان ضابطا في القوات الجوية في عهد الرئيس السابق صدام حسين. كما وافق المجلس على تعيين وزير للداخلية، بعد اسابيع من شغور أبرز منصبين امنيين في حكومة حيدر العبادي.
وسبق للعبادي ان أحال في ايلول/سبتمبر الماضي، ثلاثة من كبار ضباط الجيش على التقاعد، في اعقاب تراجع القوات العسكرية امام التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
التعليقات