فيما يسارع البلدان الخطى لتجاوز مرحلة العلاقات الثنائية الصعبة، سابقًا فقد أبدت الكويت استعدادها لإطفاء ديونها على العراق البالغة 6 مليارات دولارات وتحويلها إلى استثمارات، بينما اكدت بغداد أن ماضي العلاقات لا يعنيها بشكل كبير إلا بالمقدار الذي يدفعها لتجاوزه والاستفادة منه للانتقال إلى مرحلة أفضل، وفتح صفحة جديدة للتعاون بين البلدين.
لندن: دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى صياغة مشروع عربي وطني مشترك يمكن من خلاله تجاوز المشاكل والتحديات التي تواجه المنطقة برمتها. وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في الكويت في ختام زيارة استمرت ثلاثة ايام، بحضور نائبيه، إن مباحثاته مع المسؤولين الكويتيين كانت مثمرة، وفتحت آفاقًا مستقبلية ستسهم في تعزيز التعاون المشترك، وفتح أواصر قائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون بين البلدين الشقيقين. وأضاف "أن الماضي لم يكن يعنينا بشكل كبير إلا بالمقدار الذي يدفعنا لتجاوزه والاستفادة منه للانتقال إلى مرحلة أفضل، وفتح صفحة جديدة للتعاون بين مجلس النواب العراقي ومجلس الأمة الكويتي، وهو ما تبلور في جملة من التفاهمات والتواصل المستقبلي واللجان المشتركة بالإضافة إلى توقيع مذكرة التفاهم المشتركة .
وفي إجابته على أسئلة الصحافيين، أكد المسؤول العراقي قائلاً "أطمئن الأشقاء الكويتيين ومن خلالهم العرب والعالم أجمع، أن العراقيين موحدون في مواجهة كل التحديات الإرهابية، وانهم كصوت واحد وارادة واحدة في المضي باتجاه أمن واستقرار العراق والمنطقة"... مشددًا أن "لا حديث اطلاقاً عن شيء اسمه حرب اهلية، ونحن نعمل جاهدين على بناء دولة مؤسسات تحترم الانسان وتعمل على ترسيخ المبادئ الديمقراطية"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تلقته "إيلاف" الجمعة.
وحذر الجبوري من انه "لا أمن ولا استقرار إلا إذا كان السلاح محصورًا بيد الدولة ومن خلال مؤسساتها الرسمية"، مضيفًا " نحن جادون بالتعاون مع الحكومة في اعادة بناء وهيكلة قواتنا الأمنية على اسس صحيحة وهو أمر طبيعي".
وعن ملف النازحين، أوضح رئيس مجلس النواب أن معاناتهم تحتاج إلى مساعدة انسانية لا عراقية فحسب، بل عربية ودولية عاجلة. وفيما أكد صعوبة الأوضاع التي يعيشونها، أوضح أن العراق لا يقوى بمفرده على معالجة أوضاعهم الا بمعونة اخوانه واشقائه من الدول العربية والعالم اجمع .
واختتم الجبوري والوفد المرافق مساء أمس زيارته الرسمية إلى دولة الكويت التي استمرت ثلاثة أيام التقى خلالها أمير الدولة ورئيس مجلس الوزراء، بالاضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين مجلس النواب العراقي ومجلس الأمة الكويتي .
ومن جهته، أكد النائب عن الإتحاد الوطني الكردستاني نوزاد رسول عضو الوفد البرلماني أن الكويت أبدت استعدادها لإطفاء ديونها على العراق في حال قيام مجلس الأمن باستكمال الإجراءات القانونية، مبيناً أن وفداً من مجلس الأمة الكويتي سيزور العراق قريباً .
وقال رسول في بيان صحافي اليوم& إن الجانب الكويتي أبلغ الوفد العراقي النيابي الاستعداد لإطفاء ما بذمة العراق من ديون لكن مجلس الأمن هو الذي يعرقل المسألة حتى الآن بسبب الإجراءات القانونية والفنية ". واشار إلى أن الكويتيين اقترحوا فتح أبواب الاستثمار أمام الشركات الكويتية كبديل عن مبلغ الستة مليارات دولار المتبقية بذمة العراق.
يذكر أن العراق يخضع منذ عام 1990 للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي فرض عليه بعد غزو النظام العراقي السابق للكويت في آب (أغسطس) من العام نفسه، وبحسب خبراء إقتصاديين فإن ديون العراق بالاضافة إلى التعويضات والتي ترتبت على الغزو كانت تزيد عن 25 مليار دولار.
وأوضح رسول : أن الكويت أبدت استعدادها أيضًا لإغاثة النازحين والمهجرين العراقيين في جميع المحافظات العراقية من خلال تبني منظمات غير حكومية تأخذ على عاتقها الإسراع في إغاثة الأسر النازحة التي باتت تحت تهديد الأمطار مع بداية موسم الشتاء. وأشار إلى أنه& تم الإتفاق بين الوفد النيابي العراقي ومجلس الأمة الكويتي على زيارة وفد من مجلس الأمة للعراق خلال الأيام المقبلة لتعزيز أطر التعاون البرلماني المشترك بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين .
وكان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد اكد خلال استقباله للجبوري الاربعاء الماضي موقف بلاده الثابت في دعم العراق والوقوف إلى جانبه في حربه ضد الإرهاب... مشددًا على أن الكويت تنظر لمجريات الأحداث في العراق من زاوية المصلحة والرؤية العربية المشتركة وتبني مواقفها في ضوئها.
ومن جهته، أكد الجبوري رغبة العراق الجادة بالانفتاح على أشقائه العرب، وبما يخدم المصالح المشتركة... وأوضح أن العراق يتطلع لبدء صفحة جديدة مع محيطه العربي خصوصاً وأن المرحلة الحالية تتطلب جهدًا عربيًا مشتركًا نريد أن يكون للكويت فيه موقع متميز. وشدد المسؤول العراقي على أن مسؤولية ما يشهده العراق اليوم، لا يمكن أن يتحملها لوحده وأن على أشقائه العرب مد يد العون والمساعدة لتجاوز المرحلة الحالية مثمنًا مواقف دولة الكويت حكومة وشعباً في هذا الجانب، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب اعلام البرلمان العراقي تلقت "إيلاف" نسخة منه.
وجرى خلال الاجتماع البحث في تطورات الاوضاع في العراق والتحديات الخطيرة التي تعيشها المنطقة، بالاضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها والارتقاء بها.&
&
&
التعليقات