أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وصول اسلحة جديدة من الخارج الى قوات بلاده مؤكدا رفض ارسال اي قوات برية خارجية، وكشف عن عمليات لاعادة هيكلة القوات المسلحة والقضاء على الفاسدين فيها واشار إلى أن تنظيم داعش قتل من السنة اكثر مما قتل من الشيعة.


أسامة مهدي: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة خلال اجتماع مع وفد من محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) بحضور قائد عمليات الانبار الفريق رشيد فليح واعضاء من الحكومة المحلية وتابعتها "إيلاف" مساء اليوم عبر قنوات محلية ان التنسيق الامني بين تشكيلات القوات العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي هو الذي مكن من السيطرة على ناحية جرف الصخر جنوب بغداد قبل أيام داعيا الى عدم الاستهانة بقدرات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الذي قال انه يمتلك قدرة على القتل والفتك بالترافق مع كل ما يحمله من معتقدات سيئة.

واوضح ان طيران الجيش يعمل ليلا نهارا من اجل تغطية جميع القطعات وقد استطاع خلال الفترة الماضية حماية بغداد والعديد من المناطق من خطر "داعش"، مؤكدا ان العمل للقضاء على الفساد واعادة هيكلة الجيش عن طريق المجئ بأناس مستعدين للموت دفاعا عن الوطن.

واشار الى وجود قلة فاسدة تسئ الى المؤسسة العسكرية والامنية سيتم القضاء عليها لانها كانت سببا فيما حصل للقوات الامنية اثناء دخول "داعش" الى الموصل وتكريت وبعض مناطق ديالى والانبار وكركوك محذرا من خطر الاشاعات على معنويات المقاتلين كونها اخطر حتى من السلاح الكيمياوي.

واضاف ان من يأتي ويتطوع في صفوف الاجهزة الامنية من اجل المال سيهزم ولن ينتصر "ونحن نريد قوات تدافع ببسالة عن الارض وتصمد في وجه العدو لان مشكلتنا اليوم هي ليست في قلة العدد او التجهيزات بل هي مشكلة عزيمة وقدرة على الصمود".

وشدد العبادي على رفض دخول قوات برية اجنبية الى العراق في اطار الحرب ضد "داعش" وقال: "نحن ضد فكرة جلب قوات برية اجنبية لان الدول الغربية لا تريد ذلك رغم ان بعضها عرضت مثل هذا الامر ومنها دول مجاورة كالاردن وتركيا وربما قد تقدم دول اخرى طلبا مماثلا ومنها ايران والسعودية ودول الخليج باسم دعم العراق والدفاع عن أمنه"، لكنه رحب بأي جهد دولي واقليمي أو من يقف مع العراق ويساعده بما لا يمس سيادة العراق.

وأكد قائلا "اننا نعتمد بالاساس على قدراتنا الذاتية وهذا الامر نقوله للدول الصديقة واخرى دول معارضة بالمنطقة كانت لا تعتبر داعش خطرا ووقفت موقف المتفرج من الأزمة ولكن الان غيرت موقفها بعد تهديد داعش لأمنها".

واوضح المسؤول العراقي ان جميع الضربات الجوية للتحالف الدولي تتمم بموافقة السلطات العراقية، وقال "نعتب على بعض الدول التي روجت في الاعلام عن هذا الدعم دون ان تترجمه فعليا على أرض الواقع لكن في الآونة الاخيرة زادت وتيرة غاراتها على داعش".

وكشف العبادي عن وصول معدات عسكرية الى العراق من الخارج موضحا ان اخرى ستصل تباعا لكنه لم يشر الى مصدرها.

وأضاف "طلبنا معدات سريعة من الخارج وبعضها وصلت واخرى ستأتي قريبا وسيتم توزيعها على القطعات العسكرية وفق حاجة كل منطقة وقاطع عمليات".

داعش قتل من السنة أكثر مما قتل من الشيعة

وعن ممارسات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" اشار العبادي الى انه قتل من ابناء السنة اكثر مما قتل& من الشيعة واغلب المدن التي دمرت على يده في العراق او سوريا كانت سنية.

وقال "انني مسؤول عن كل عراقي في كل مكان بغض النظر عن دينه ومذهبه وانتمائه ،وقد حاولنا قدر الامكان بان تكون الحكومة ممثلة لجميع الاطياف والمكونات.

وشدد على ضرورة احترام جميع المعتقدات والاديان والمذاهب وعدم تكفير او محو هوية الاخر.

واضاف العبادي ان ابناء المحافظات الجنوبية (الشيعية) مستعدون للدفاع عن المناطق التي احتلها تنظيم داعش (السنية) بعض النظر عن انتمائها او هويتها على عكس ما يروج له بعض السياسيين من عدم استطاعة المحافظات الجنوبية الذهاب بابنائها الى تلك المناطق.

وقال ان العراقيين يفتخرون ويتشرفون بإنتمائهم الى امة تعترف بحرية العقيدة "ونحن نتشرف بالتنوع الديني والمذهبي الموجود في العراق منذ الاف السنين وهذا الامر تحاول عناصر داعش العبث به الان من خلال خلق التفرقة بين ابناء المجتمع الواحد عن طريق ادعائها زورا انتمائها الى اهل السنة".

ودعا العبادي الى اعطاء المدن الصامدة بوجه الارهاب جميع المساعدات من اجل ايصال رسالة مهمة بان الحكومة تقف مع الصامدين ليس اهمالا منها للمدن الاخرى ولكن لان تلك المدن تستحق كل الدعم لصمودها.

وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن تفاؤله الكبير في التغلب على داعش بوقت قصير مؤكدا ان "هذا التفائل ليس أمنيات بل حقيقي".

ووصف العبادي زيارته إلى الأردن الأحد الماضي بالايجابية جداً وقال ان مسؤوليها بمن فيهم ملك الأردن قالوا انهم يشعرون بالخطر وانه لا تحفظ لديهم في دعم العراق واكدوا احترامهم لسيادة العراق واعتبروا حكومته الحالية شرعية ولا تتجاوزها في التعامل مع العراق.