بالرغم من الجهود العالمية المبذولة لمكافحة إيبولا، إلا أن الشركات المصنّعة للقاح ضد المرض تواجه مشكلات تقنية قد تمنعها من توفير ملايين الجرعات بحلول العام المقبل، كما هو متوقّع.

بيروت: تواجه شركات أدوية، تسعى لتطوير لقاح لوباء إيبولا، عقبات فنية تحول دون توفيرها ملايين الجرعات لتكون جاهزة للاستخدام بحلول العام المقبل، على افتراض نجاح التجارب السريرية. ومن بين التحديات توفير قوارير معقمة تكفي لتعبئة اللقاح، والحصول على موافقات الجهات المنظمة سريعًا، وتجهيز سلسلة إمداد في أفريقيا للمنتج الذي يجب تخزينه في 80 درجة مئوية تحت الصفر.

زخم متوقّع

تتوقّع منظمة الصحة العالمية البدء في اختبارات فعالية اللقاح في&غربي أفريقيا في كانون الأول (ديسمبر)، أي قبل شهر من التوقيت الذي كان متوقعًا من قبل، وهو ما أكسب برنامج تطوير اللقاح زخمًا.

إلا أن مشاركين في اجتماع لمسؤولين كبار في جنيف الأسبوع الماضي قالوا إن مسؤولين تنفيذيين في شركات الأدوية وخبراء في مجال الصحة وحكومات ما زالوا يبحثون مجموعة من القضايا وبعض الخلافات في الرأي، بشأن تصميم التجارب السريرية ومعدلات السلامة في المعامل.

ويعتقد خبراء أن اللقاح هو الأداة الضرورية لاحتواء المرض، الذي تسبّب في قتل نحو نصف حالات الإصابة المسجلة حتى الآن، والبالغة 10 آلاف إصابة.

إجراء خاطئ

إلى ذلك، انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية& قرار سلطات ولايتي نيويورك ونيوجيرسي بعزل المتطوعين من أطباء وممرضين وغيرهم، من الذين عملوا في دول غرب أفريقيا التي انتشر فيها المرض بشكل وبائي، وحجزهم بالمستشفيات إلى حين التأكد من أنهم لا يحملون العدوى. فحامل فيروس المرض لا يصبح معديًا إلا إذا ظهرت عليه أعراض المرض، لذلك الإجراء الصحيح هو عدم عزل القادمين من التطوع في غرب أفريقيا إلا بعد أن تظهر عليهم الأعراض.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن أحد التحديات الكبرى هو كيفية تقييم المخاطر الصادرة من مهددات معقدة، والتركيز على الحقائق العلمية يجب ألا يتسبب في إهمال مخاوف الناس. ونبهت واشنطن بوست إلى أن أحد عوامل الحفاظ على الصحة العامة هو كسب ثقة الجمهور، ودعت السلطات إلى اليقظة والشفافية والمصداقية والاستقامة.

حجر أسترالي

من ناحية أخرى، أوقفت أستراليا إصدار تأشيرات الدخول للمهام الإنسانية والهجرة من دول غرب أفريقيا التي تفشى فيها فيروس إيبولا. وجاء القرار الأسترالي في خطوة للمساعدة في منع وصول المرض إلى أستراليا، ولم تسجل أي حالات إصابة بإيبولا في أستراليا حتى الآن.

وأبلغت الحكومة البرلمان الأسترالي أنها فرضت ضوابط قوية على دخول الأشخاص إلى أستراليا في ظل برنامجها للهجرة من غرب أفريقيا، وتشمل تعليقًا موقتًا لبرنامج الهجرة بما في ذلك البرنامج الإنساني من الدول المصابة بإيبولا، وهذا يعني أنه لن ينظر في أي طلب من هذه الدول.

كما جرى إلغاء جميع التأشيرات غير الدائمة أو المؤقتة، وسيطلب من حاملي التأشيرات الدائمة الذين لم يصلوا بعد إلى أستراليا الخضوع لحجر صحي لمدة 21 يومًا.