جوبا: تشهد مدينة بينتو النفطية في جنوب السودان معارك عنيفة منذ بداية الاسبوع، ما يثير مخاوف من تصعيد جديد في النزاع وتفاقم الازمة الانسانية في هذا البلد.

وزاد من جدية هذه المخاوف تزامنها مع نهاية موسم الامطار بحيث تصبح الحركة على الطرقات اسهل وحركة القوات والتزود بالسلاح ايسر.

وبدات قوات رياك مشار النائب السابق للرئيس التي تواجه قوات الرئيس سالفا كير منذ كانون الاول/ديسمبر 2013، مهاجمة المواقع الحكومية حول بينتو منذ بداية الاسبوع. وتقدمت باتجاه المدينة الاربعاء.

وبحسب وزير الدفاع كيول مانيانغ خلفت المعارك الجديدة جرحى وقتلى "بالتاكيد".

واكد ان مدينة بينتو لا تزال تحت "سيطرة" الجيش الخميس. لكن عاملين انسانيين من خارج المدينة يؤكدون انهم لا يزالون يسمعون تبادل اطلاق نار ودوي تفجيرات.

وفي كل الاحوال فان هذه المعارك انهت عدة اشهر من الهدوء النسبي في بينتو المدينة التي تبادل الطرفان السيطرة عليها مرارا منذ بداية النزاع لكنها اصبحت منذ ايار/مايو بايدي القوات الحكومية.

وقال عامل انساني اجنبي طلب عدم كشف هويته "اذا كانت معارك هذا الاسبوع مؤشرا الى ما ينتظرنا، فاننا ازاء بداية سيئة".

ونددت الولايات المتحدة الخميس بالمعارك الدائرة في جنوب السودان وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في بيان ان "الولايات المتحدة تدين باقوى العبارات الهجمات الاخيرة" التي شنها المتمردون في مدينة بنتيو النفطية وحولها.

واضافت "رغم ان الجانبين اقرا بمسؤوليتهما في الازمة، يثبت الهجوم الراهن ان على (المتمردين) ان ينبذوا العنف لبلوغ اهدافهم".

وقالت منظمة "كير" غير الحكومية من جهتها ان استئناف المعارك "يفاقم خطر المجاعة". واضطر العاملون في المنظمة المتجمعون في قاعدة الامم المتحدة في بينتو الى وقف عملهم والاحتماء مع اقتراب المعارك.

وحذر محللون والامم المتحدة في الاونة الاخيرة طرفي النزاع وحلفاءهما في القبائل المحلية من اي نوايا لتجميع قواتهما مجددا.

وقالت مجموعة الازمات الدولية هذا الاسبوع ان مجموعات صغيرة مسلحة منخرطة في النزاع تعد ل "هجمات كبيرة" يمكن ان تتسبب بعمليات "نزوح كثيفة (للاهالي) وفظاعات ومجاعة".

واضافت ان الهدوء النسبي المسجل في الاشهر الاخيرة اتاح في الواقع للطرفين حيازة مزيد من الاسلحة الثقيلة وتجميع افضل لقواتهما.

واتهمت الامم المتحدة، في تقرير لمجلس الامن الدولي الشهر الماضي، الطرفين باللجوء الى الاسلحة بدلا من الحوار لحل خلافاتهما وبانهما تسببا ب"وضع انساني كارثي".

وهددت السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) في شرق افريقيا التي تقوم بالوساطة بين المعسكرين، الخميس& طرفي النزاع بفرض عقوبات. وحضت ايغاد التي قالت ان ملايين الارواح في خطر، طرفي النزاع على "الانخراط في عملية سلام وحوار جدية".

وتتعثر مباحثات السلام بين معسكري مشار وكير التي تجري في اثيوبيا، منذ اشهر. والتقى القياديان مرارا وتم توقيع اتفاقات وقف اطلاق نار خرقت على الفور.

ومثلما حدث في اماكن كثيرة في جنوب السودان فان بينتو كانت مسرح مجازر اتنية منذ بداية النزاع. ففي نيسان/ابريل وبحسب الامم المتحدة، طارد متمردون لمدة يومين في بينتو مدنيين في كافة الاماكن التي احتموا بها بينها مساجد وكنائس ومستشفيات.

وخلف النزاع الذي يمزق دولة جنوب السودان الفتية منذ اكثر من عشرة اشهر، آلاف القتلى وحتى عشرات الالاف، رغم عدم توافر حصيلة دقيقة. واضطر اكثر من 1,8 مليون شخص لمغادرة منازلهم.

واتهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب وخصوصا عمليات اغتصاب وهجمات على مستشفيات واماكن عبادة وتجنيد اطفال.