كييف: يواصل الناخبون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا الاحد التصويت لاختيار رئيسيهم وبرلمانيهم، في اقتراع يلقى دعم موسكو، لكنه يشكل تحديًا لكييف والغرب، ويمكن ان يعقد جهود السلام.

والانتخابات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، والتي وعدت موسكو بالاعتراف بنتائجها، يمكن ان تكرس خسارة كييف هذه المنطقة المتمردة اثر نزاع مستمر منذ ستة اشهر، واوقع اكثر من اربعة الاف قتيل، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في اذار/مارس.

وفي خضم الانتخابات، اعلن الجيش الاوكراني الاحد عن تحركات "كثيفة" لقوات روسية ونقل عتاد في اتجاه شرق اوكرانيا الانفصالي، حيث يجري المتمردون الموالون لموسكو انتخاباتهم. وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو في مؤتمر صحافي الاحد "هناك انتشار كثيف للعتاد العسكري وقوات العدو من الاراضي الروسية نحو المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون" في شرق اوكرانيا.

وكان يرد على اسئلة حول صور الفيديو التي بثتها وسائل اعلام اوكرانية، وتظهر فيها عشرات الشاحنات العسكرية بدون لوحات تسجيل، وصفت على انها "طابور روسي في شوارع دونيتسك" معقل المتمردين. وشاهد مراسلو فرانس برس عصر الاحد رتلا من عشرين شاحنة عسكرية يحمل العديد منها رشاشات مضادة للطيران متوجهة الى مطار دونيتسك، مركز المعارك الدائرة منذ اشهر بين المتمردين والقوات الاوكرانية، ولم يتسن التعرف إلى مصدر هذه الاليات ولا معرفة ما اذا كانت تجهيزات جديدة.

وندد الغربيون بهذه الانتخابات التي ستعقد جهود السلام في الازمة الاوكرانية التي ادت الى اسوأ تدهور في العلاقات مع روسيا منذ انتهاء الحرب الباردة. واعتبرت السلطات الاوكرانية الانتخابات "غير شرعية". واعلنت فتح تحقيق جنائي بتهمة القيام بمحاولات "للاستيلاء على السلطة" و"تغيير النظام الدستوري".

وقال المسؤول في اجهزة الامن ماركيان لوبكيفسكي على صفحة هذه الاجهزة على فايسبوك ان التحقيق بدأ على اثر "اعمال تهدف الى اطاحة النظام الدستوري والاستيلاء على السلطة". ووصف مندوبي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد بأنهم "ارهابيون". وفي دونيتسك، معقل الانفصاليين تدفق الناخبون منذ الصباح الى مدرسة في احدى الجادات، ولم يكن بينهم شبان، رغم انه تم خفض سن الاقتراع الى 16 عاما.

وقالت تاتيانا ايفانوفنا (65& عاما) التي تعمل في معهد علمي "آمل ان يغير تصويتنا شيئا ما. قد يعترف بنا في نهاية المطاف كبلد حقيقي مستقل". اما فاليري فيتالييفيتش (50 عاما) الذي كان من اوائل الذي وصلوا الى المركز الواقع في حي بعيد عن القصف في دونيتسك، فقال "يجب ان نعود الى الحياة الطبيعية، وساصوّت، على امل ان يساعد ذلك السلطات على الدفاع عن مصالحنا ضد كييف".

وكان "رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية" الكسندر زاخارتشنكو الذي لا شك في فوزه في الاقتراع صرح السبت ان "الانتخابات ستسمح بتشكيل حكومة شرعية". وحتى في لوغانسك المعقل الثاني للانفصاليين، يرجح ان تسمح الانتخابات بتثبيت "الرئيس" ايغور بولتنيتسكي في منصبه. واعلنت هاتان المنطقتان المتمردتان في حوض دونباس المنجمي في شرق اوكرانيا، استقلالهما من جانب واحد في نيسان/ابريل الماضي، مما ادى الى اندلاع نزاع دام مع القوات الاوكرانية، التي تتهم روسيا بارسال اسلحة ورجال لمساعدة الانفصاليين.

وفي كييف اعلن الناطق العسكري اندريه ليسنكو مقتل ثلاثة جنود اوكرانيين في خلال 24 ساعة، بينهم اثنان الاحد، في انفجار لغم عند مدخل ماريوبول الميناء الاستراتيجي المطل على بحر آزوف، واخر مدينة في الشرق تسيطر عليها القوات الاوكرانية. والسبت اعنت كييف مقتل سبعة جنود، في اعلى حصيلة خسائر بشرية منذ ايلول/سبتمبر.

من جهته، حمل الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو بعنف على "الانتخابات الوهمية التي يريد الارهابيون وقطاع الطرق تنظيمها في الاراضي المحتلة". واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على غرار بروكسل ان الانتخابات "ستهدد بشكل خطير اتفاقات مينسك". وهذه الاتفاقات الموقعة في 5 ايلول/سبتمبر بين كييف والمتمردين وموسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا تنص على وقف اطلاق نار، وكان يفترض ان تكون خطوة اولى في عملية السلام.

ولن يصل اي مراقب من المنظمات الدولية. وحدهم بعض النواب الروس اعلنوا انهم سيأتون لمراقبة اجراء الانتخابات. وعدد الناخبين غير مؤكد. فمن اصل حوالى خمسة ملايين ناخب مسجلين على اللوائح الانتخابية الاوكرانية قبل النزاع، هناك كثيرون غادروا المنطقة بسبب المعارك. واعلنت سلطات دونيتسك المعلنة من جانب واحد انه تم طبع حوالى ثلاثة ملايين بطاقة اقتراع، وان حوالى 34 الف شخص ادلوا باصواتهم عبر الانترنت.

وفيما تنشر وسائل الاعلام الروسية تعليقات صادرة من "مراقبين دوليين" حول الانتخابات، اتهمت كييف روسيا "بالتلاعب" مع تشكيل "رابطة الامن والتعاون في اوروبا" التي تضم "سياسيين ايطاليين ونمساويين"، موازية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا.

كييف تعلن عن تحركات كثيفة لقوات روسية في شرق أوكرانيا

اعلن الجيش الاوكراني الاحد عن تحركات "كثيفة" لقوات روسية ونقل عتاد في اتجاه شرق اوكرانيا الانفصالي، حيث يجري المتمردون الموالون لموسكو انتخاباتهم.

وقال المتحدث العسكري الاوكراني اندري ليسنكو في مؤتمر صحافي الاحد "هناك انتشار كثيف للعتاد العسكري وقوات العدو من الاراضي الروسية نحو المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون" في شرق اوكرانيا. وكان يرد على اسئلة حول صور الفيديو، التي بثتها وسائل اعلام اوكرانية، وتظهر فيها عشرات الشاحنات العسكرية بدون لوحات تسجيل وصفت على انها "طابور روسي في شوارع دونيتسك" معقل المتمردين.

وشاهد مراسلو فرانس برس عصر الاحد رتلا من عشرين شاحنة عسكرية، يحمل العديد منها رشاشات مضادة للطيران، متوجهة الى مطار دونيتسك، مركز المعارك الدائرة هذه الاشهر الاخيرة بين المتمردين والقوات الاوكرانية، ولم يتسن التعرف إلى مصدر هذه الاليات، ولا معرفة ما اذا كانت تجهيزات جديدة.

وكتب صحافيون غربيون عدة السبت انهم لاحظوا تحرك قوات قرب دونيتسك. واكد صحافيون من موقع "بوزفيد دوت كوم" و"مشابل دوت كوم" على شبكة تويتر انهم شاهدوا رتلا عسكريا كبيرا. وكتب الصحافي ماكس سيدون على "بوزفيد" ان "31 شاحنة عسكرية متوجهة الى دونيتسك وكذلك انظمة مضادة للطيران وصناديق ذخيرة لانظمة رادار وحافلات مكتظة بالرجال المسلحين".

من جانبه كتب الصحافي رولان اولفنت من صحيفة تلغراف البريطانية السبت على حسابه على موقع تويتر مع زميله في موقع "بزفيد ماكس سيدون" ان "62 شاحنة خضراء بدون لوحات تسجيل منها ثلاث تحمل (قاذفات صواريخ متعددة) غراد (...) في طريقها الى دونيتسك". وكتب الصحافي كريستوفر ميلر من "مشابل" انه شاهد اكثر من اربعين شاحنة متوجهة الى دونيتسك "بمدافع مضادة للطيران ومقاتلين".

ويظهر في شريط فيديو مجهول المصدر بثته قناة "كنال 5" التلفزيونية الاوكرانية، رتل طويل من الشاحنات يتوجه ببطء الى مدينة مجهولة. وتنفي موسكو التي تتهمها كييف والغربيون بتسليح المتمردين في شرق اوكرانيا، وارسال قوات، باستمرار اي تورط في النزاع، الذي اسفر عن سقوط اربعة الاف قتيل منذ منتصف نيسان/ابريل.

وينفي المتمردون ايضا ان يكونوا تلقوا اسلحة من روسيا، ويؤكدون انهم يصادرون الاسلحة من القوات الاوكرانية. وقد ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد ثلاثة اسابيع من احتلالها وبعد استفتاء اعتبرته الاسرة الدولية غير قانوني.
&