اتهم اللواء فؤاد حسين إسرائيل وحماس بالتآمر على مصر من خلال تحريك الجماعات الاسلامية في الشيخ زويد، وطلب من الشرطة ضرب الطلاب المتظاهرين بالنار لأنهم "إرهابيون"، حسب تعبيره.


القاهرة: قال اللواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة التجسّس والإرهاب الدولي في المخابرات الحربية سابقًا، إن إسرائيل وحركة حماس "واحد"، مشيرًا إلى أنهم لديهم مصالح مشتركة ضد مصر.

وأضاف حسين، في الجزء الثاني من مقابلته مع "إيلاف"، أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تجاهل حفر الأنفاق، لأنه لم يكن يريد إغضاب أميركا وإسرائيل والفلسطينيين، وقال: "مبارك كان مكبّر دماغه ومش عاوز دوشه، لأنه يعلم أن إسرائيل وحماس إيد واحدة".

ودعا الجنرال السابق في الجيش المصري إلى ضرورة التعامل مع الطلاب المتظاهرين في الجامعات المصرية بوصفهم إرهابيين، داعيًا إلى "ضربهم بالنار".

وأشار إلى أن التنمية والعمران وكثافة التواجد البشري والأمني في جنوب سيناء، بالإضافة إلى كثافة تواجد السياح الإسرائيليين ساهم في منع انتشار الجماعات الإرهابية، أو تنفيذ عملياتهم هناك، وقال: "الجماعات دي تبع اليهود وما بتحبش تزعل إسرائيل أو الأمريكان".

وفي ما يأتي تفاصيل الحوار:

سيناريو العمليات الإرهابية في سيناء يتكرر بالتفاصيل ذاتها في المناطق نفسها. هل هناك ثغرات يجب سدّها؟

هناك عيوب كثيرة، أولها ضعف المعلومات. فقوات الجيش المرابطة في سيناء لا تأتيها معلومات مسبقة بإمكانية استهدافهم من قبل الإرهابيين. الأمن لم يجند ناسًا في الجماعات تنقل له المعلومات. الكمائن العسكرية أهداف سهلة للإرهابيين، فإطلاق النار على الجندي الذي يجلس فوق الدبابة من الأمور السهلة، فهو لن يجد الفرصة لإبلاغ زميله الذي يجلس على قيادة الدبابة. هناك تقصير من أجهزة المعلومات، يجب عليها تجنيد ناس تمدها بمعلومات دقيقة.

وطنيو سيناء

لماذا لا تستطيع تلك الأجهزة تجنيد ناس. ألم يعد أهالي سيناء يثقون بها لأنهم يعانون من التهميش ولأنهم ضحايا الخوف من الجماعات المسلحة؟

أهالي سيناء من أفضل الناس وأكثرهم وطنية وحبًا لمصر. عندما وقع العدوان في 1967، قاوموا الإحتلال الإسرائيلي فورًا بدون توجيهات من القاهرة. هم أول من أرسل إلينا معلومات من دون أن نطلب منهم. سحبوا أموالهم من البنوك سريعًا، وأودعوها لدى المشايخ وزعماء القبائل من أجل الإنفاق على الموظفين والعمال الذين فقدوا أعمالهم. شغلوا جهاز لاسلكي لإمدادنا بالمعلومات. أهالي سيناء بعد الإحتلال مباشرة حصلوا على الأجهزة والمستندات والأوراق والأختام الخاصة بأقسام الشرطة، وصنعوا بطاقات هوية للعاملين فيها من الضباط والجنود بأسماء أخرى وألبسوهم ملابس البدو، ليمكنهم الهرب من الإسرائيليين والعودة للقاهرة. حدث ذلك بالرغم من أن سيناء كانت معزولة عن مصر، منذ الإحتلال البريطاني، وكان الدخول والخروج منها بتصريح، وكأنها دولة أخرى.

حاليًا لم يتغير شيء في وطنية الأجيال الجديدة، لكن بعد ظهور الأنفاق مع غزة، وما تدره من أموال تقدر بالملايين، عمل بعض الشباب في تهريب البضائع. كما أن الفلسطينيين من قطاع غزة متزوجون من مصريات من منطقة شمال سيناء، وأبناؤهن حاصلون على الجنسية المصرية. وأحدث ذلك الأمر "لخبطة" في التركيبة السكانية. لم تكن الحكومة قبل الثورة تعير هذا الموضوع أي أهتمام، وزادت أعداد الأنفاق لتصل إلى نحو ألف نفق. ونشطت الجماعات الإرهابية في هذه الأجواء "الملخبطة".

ما كان هدف مبارك من وراء تجاهل الأنفاق وعمليات التهريب؟

لم يكن يريد إغضاب الأميركيين والفلسطينيين والإسرائيليين، لأن حماس وإسرائيل شيء واحد، إيد واحدة. حسني مبارك ما كنش عاوز دوشة. وكان "مكبّر مخه"، والناس اللي معاه كانوا يبحثون عن الفلوس والتهريب وتضخيم ثرواتهم فقط.

"بيستتقلوا دمها"

ما مصلحة حماس في إحداث فوضى بمصر؟ لماذا يوجه الإتهام إليها رغم أن إسرائيل هي العدو؟

قلت إن حماس وإسرائيل واحد. فعلًا كان هناك مخطط لإقتطاع 1600 كيلو متر مربع من سيناء للفلسطينيين، لأن غزة مساحتها صغيرة ومكدسة. فالأميركيون والأوروبيون والإسرائيليون والحمساويون يريدون ذلك. ولو استمر محمد مرسي في الحكم سنة واحدة أخرى لتم تنفيذ هذا المخطط. للأسف الشديد، تجاهل المصريين عمومًا والمسؤولين خصوصًا لسيناء هو السبب في طمع الآخرين فيها. بعض المسؤولين في الدولة "بيستتقل دمها"، ويقول على أهلها مهربين وتجار مخدرات وجواسيس. وهذا التجاهل سبب الطمع فيها.

رئيس جهاز المخابرات المصرية الأسبق مراد موافي قال الشيء نفسه عندما كان محافظًا لشمال سيناء، واتهم بعضهم بالعمل لصالح إسرائيل. هو قال إن الناس بتقول كده.

لكن تلك الإتهامات تثير الغضب والحزن في نفوس أهالي سيناء، فهل أثرت على تعاملهم من مؤسسات الدولة؟

أهالي سيناء يتمتعون بالوطنية، لكنهم تعرضوا للأذى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، بسبب مواقفهم المناهضة للجماعات الإرهابية. فلو أبلغ أي منهم عن عضو بالجماعات المتطرفة يتم القبض عليه من قبل المخابرات. كان المواطن السيناوي المبلغ يتعرض للإيذاء من قبل هذه الجماعات، كما& كان هناك أعتقاد سائد لدى الأهالي بأن رئيس الجمهورية هو من يساعد تلك الجماعات، "يبقى أنا (يقصد المواطن السيناوي) هأكون ضد رئيس الجمهورية؟ تولع!!"، لذلك تراجع تعاونهم مع الأجهزة الأمنية في تلك الفترة. الآن الوضع تغير، لم يعد هناك خوف من الجماعات الدينية، وهم الآن يساعدون القوات المسلحة والشرطة ضد الإرهابيين.

ما تحبّش تزعّل اليهود

يشهد الشمال في سيناء دائمًا أعمال العنف واستهداف قوات الجيش والشرطة، بينما الجنوب هادئ. ما تفسيرك؟

المنطقة الجنوبية متعمرة، وتضم فنادق ومنتجعات سياحية ويتواجد فيها البشر بكثافة، وينتشر فيها الأمن. وصارت أشبه ما يكون بالمدن في الوجه البحري أو الصعيد. فلا يوجد أي مجال لتهريب أو تخزين الأسلحة أو سهولة تحرك الجماعات الإرهابية. هذا بالإضافة إلى تواجد اليهود بكثافة في الجنوب. وحسب إتفاقية السلام من حق الإسرائيليين العبور إلى سيناء عبر منفذ طابا ببطاقة الهوية، وليس بتأشيرة دخول، شريطة عدم تجاوز الجنوب، والشرطة لا تسمح لهم بعبور مدينة شرم الشيخ، إلا بتأشيرة. ولأن هذه الجماعات تتبع إسرائيل، فهي تخشى القيام بأية عمليات إرهابية في الجنوب، حتى لا يسقط ضحايا من اليهود. "الجماعات دي ما تحبش تزعل اليهود، عشان الأمريكان ما يزعلوش كمان".

أين ينتشر أعضاء الجماعات المسلّحة في شمال سيناء؟

في عهد مرسي، كانوا ينتشرون في مدن وقرى الشمال، ويعيشون في بيوتهم. وكانوا يقومون باستعراضات عسكرية بالأسلحة والأعلام السوداء في الشوارع ثم يعودون إلى منازلهم. أما الآن فهم يهربون إلى الجبال أو إلى غزة حيث ينعمون بالأمان.

أطلقوا عليهم النار

ما الإجراءات التي يجب أن يتخذها الجيش والأجهزة الأمنية لمنع تكرار العمليات الإرهابية؟

الدولة في حالة حرب مع الإرهاب، ويجب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضد كل من يمارسه أو يحرّض أو يتعاون مع الإرهابيين. وأرى أن هناك ثلاثة إجراءات عاجلة يجب اتخاذها: الأول يتمثل في الإستمرار بتنفيذ عمليات نقل أو تهجير الأهالي من الشريط الحدودي، لحرمان الإرهابيين من الإختباء وسط البشر، والثاني يتمثل في التخلص مع قيادات الجناح العسكري لحركة حماس أي كتائب عز الدين القسام، من خلال عمليات خاصة تستهدفهم داخل منازلهم في غزة، إما بالقتل أو الإعتقال وتقديمهم للمحاكمة، والثالث وهو الأخطر والأهم، ومصر لا تقوم به لأنه ضد حقوق الإنسان، ولكن إذا كان الرئيس قد قال إن البلد في حالة حرب، فلا يصح أن ترد الشرطة على الناس التي تقتل الجنود بالمياه، أو قنابل الدخان. "ناس بتحاربني أحاربها، بيقتلوني بالرصاص أقتلهم بالرصاص". وينطبق ذلك على طلاب الجامعات، الذين يتظاهرون ويحرقون السيارات. هؤلاء ينتمون إلى جماعة الإخوان، وهم بذلك إرهابيون. يجب أن تطلق الشرطة الرصاص على الطلاب الإخوان في الجامعات.

لكن ما تدعو إليه إجراء صعب ضد حقوق الإنسان ويزيد الإحتقان بين المصريين؟

نعم هذا إجراء صعب، وسوف يجعل العالم كله ضدنا، لكن لا يهم العالم كله ضدنا الآن، وشجب وأدان العملية التي قتل فيها 29 جنديًا في سيناء مؤخرًا، ولا شيء بعد ذلك. مفيش حل غير كده، لو الطلاب دول عرفوا أن اللي هيطلع تظاهرة هينضرب بالنار، مفيش حد هيطلع تظاهرات. واللي هيتظاهر أضربه بالنار. بس خلاص.&