كانو: هاجمت جماعة بوكو حرام الاسلامية الثلاثاء مدينة في شمال شرق نيجيريا قبل ان تقتحم مصنعا للاسمنت للمجموعة الفرنسية لافارج، في آخر عمليات هذه الجماعة المتطرفة التي تخوض حركة تمرد ادت الى سقوط اكثر من عشرة آلاف قتيل خلال خمس سنوات.

وقال شهود عيان ان المهاجمين خاضوا اولا مواجهات مع جنود متمركزين في نقطة مراقبة عند مدخل مدينة نافادا في ولاية غومبي ظهر الثلاثاء قبل ان يدخلوا الى وسط المدينة. وقال ابو بكر غالدا احد سكان نافادا لوكالة فرانس برس "وصلوا باعداد كبيرة في شاحنات صغيرة وعلى دراجات نارية وهم يهتفون الله اكبر". واكد شهود عيان آخرون واعضاء في فرق الاغاثة هذه الرواية.

وذكر الشهود العيان ان قوات الامن التي تحمي الطريق الرئيسي عند مدخل المدينة لم تتمكن من صد المهاجمين. وقال غالدا "بعد دخولهم المدينة، قاموا بتفجير مركز الشرطة بقاذفات صواريخ". اما اوالو ابراهيم الذي يقيم في المدينة ايضا فقال ان مقر الحزب الديموقراطي الشعبي (الحاكم) في المدينة دمر ايضا. وذكر سكان ان المهاجمين قاموا بسرقة مصرف.

وتوجه الاسلاميون المسلحون بعد ذلك الى مدينة اشاكا المجاورة التي تبعد 20 كلم عن نافادا حيث تملك مجموعة لافارج الفرنسية مصنعا للاسمنت. وقال ناطق باسم المجموعة لفرانس برس ليل الثلاثاء الاربعاء انهم اقتحموا المصنع. واضاف "لقد استقر الوضع حاليا"، موضحا ان الهجوم "لم يسبب ضحايا او خسائر كبيرة في محيط المصنع".

وقال موظف يعمل في الموقع ان المسلحين وصلوا الى مصنع الاسمنت بسيارات رباعيات الدفع وعلى متن دراجات نارية. واضاف انهم سرقوا كمية من الديناميت وطلبوا مرافقتهم الى المباني التي يقيم فيها العاملون الاجانب.، موضحا ان المصنع كان شبه خال عند وقوع الهجوم اذ ان عددا كبيرا من العاملين غادروا الموقع عندما علموا بان هجوما يجري.

ونافادا قريبة من يوبي احدى ثلاث ولايات في شمال شرق نيجيريا يتركز فيها تمرد بوكو حرام الذي سيطرت على عدد من المدن والقرى في المنطقة في الاسابيع الاخيرة. ولم تتبن حركة طالبان هذا الهجوم الذي وقع الى الجنوب من المنطقة الاكثر تضررا باعمال العنف التي يرتكبها الاسلاميون. لكن الحركة الاسلامية تؤمن تمويلا لها عادة بالسطو على مصارف وخطف رهائن للحصول على فديات.

وكانت ثلاثة تفجيرات ضربت الاسبوع الماضي محطة الحافلات في مدينة غومبي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، مما اسفر عن سقوط ثمانية قتلى على الاقل.& كما ادى تفجير انتحاري استهدف مراسم شيعية في شمال شرق نيجيريا الاثنين الى مقتل 15 شخصا فيما اسفر هجوم على سجن في وسط البلاد عن فرار 132 سجينا. ووجهت اصابع الاتهام الى جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة.

والتفجير الانتحاري الذي وقع في بوتيسكوم، العاصمة التجارية لولاية يوبي تزامن مع احياء الشيعة ذكرى عاشوراء. وفي ولاية كوجي وسط البلاد، استخدم مسلحون الديناميت لتفجير السجن في ساعة متأخرة الاحد، بعد اكثر من عامين على استهدافه من قبل جماعة بوكو حرام.

وفي ولاية اداماوا شمال شرق نيجيريا، فر عشرات الاف الاشخاص من منازلهم الى مخيمات للنازحين بعد ان سيطر متشددون على بلدة موبي المركز التجاري المهم. وكان زعيم جماعة بوكو حرام ابو بكر شيكاو نفى الجمعة اي وقف لاطلاق النار مع السلطات النيجيرية واصفا اعلان الحكومة في هذا المعنى بانه "اكاذيب".

وقال ايضا ان التلميذات البالغ عددهن 219 واللواتي خطفن منتصف نيسان/ابريل الماضي، اعتنقن الاسلام جميعا وتم "تزويجهن".