واشنطن: يستعد الجمهوريون لاستعادة السيطرة على الكونغرس الاميركي بغرفتيه خلال انتخابات منتصف الولاية الثلاثاء بعد ست سنوات على دخول باراك اوباما البيت الابيض، حيث يتوقع ان يعاقبه الناخبون.
واغلقت مكاتب الاقتراع في قسم من انديانا (شمال) وكونتاكي (وسط، شرق) حيث السناتور الجمهوري المنتهية ولايته ميتش ماكونيل يتصدر استطلاعات الناخبين. وسيصبح الرجل القوي في مجلس الشيوخ في حال سيطر الجمهوريون على هذا المجلس.
وتتوقع الاستطلاعات ان يفوز الجمهوريون بالمقاعد الستة التي يحتاجونها للسيطرة على غرفتي الكونغرس، وهذا ما سيقيد اوباما في اخر عامين له في الرئاسة.
ويختار الناخبون مقاعد مجلس النواب ال435 بالاضافة الى 36 من المقاعد المئة في مجلس الشيوخ وحكام 36 من الولايات الخمسين.
وبانتظار التقديرات الاولية، فان استطلاعات الناخبين لدى خروجهم من مكاتب الاقتراع اظهرت ان 79% من الناخبين لا يوافقون على عمل الكونغرس وان الثلثين يعتبرون ان البلاد تسير في الاتجاه السيء. وقال اقل من واحد من اصل ثلاثة انه راض عن ادارة باراك اوباما.
وحسب محطة ان بي سي فان نسبة الشباب الذين تقل اعمارهم عن 30 عاما وتوجهوا الى صناديق الاقتراع هي اقل مما كانت عليه عام 2010 وهو امر لا يصب في مصلحة الديموقراطيين.
وتوقعت كل استطلاعات الرأي ان يعزز الجمهوريون غالبيتهم في مجلس النواب مشيرة الى ان امامهم فرصا كبيرة للحصول على الغالبية في مجلس الشيوخ الخاضع لسيطرة الديموقراطيين منذ 2006.
واشار موقع "فايف ثيرتي ايت.كوم" في اخر توقعاته الى ان احتمال فوز الجمهوريين هو بنسبة 76%.
وتتوجه الانظار الى انتخابات مجلس الشيوخ في عشر ولايات تعتبر اساسية بينها ست ولايات خسرها باراك اوباما في العام 2012.
فتدهور شعبية الرئيس الاميركي اثر سلبا على اعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين الذين انتخبوا معه في 2008 خاصة في الجنوب (لويزيانا، اركنسو). وهم يخشون الامتناع عن التصويت وسط ناخبيهم، لاسيما وان نسبة مشاركة الشبان والسود وذوي الاصول الاميركية اللاتينية في انتخابات منتصف الولاية اقل من المحافظين الاكبر سنا.
ويبدو ان لا شيء يرفع معنويات الاميركيين المحبطين ازاء اربع سنوات من الشلل السياسي في الكابيتول، حتى ان 40% منهم لا يرون اي فارق بين كونغرس يهيمن عليه الديموقراطيون او الجمهوريون بحسب استطلاع لمؤسسة غالوب.
ولم يسجل في رصيد اوباما انخفاض معدل البطالة الى 5,9%، وهو ادنى مستوى منذ ست سنوات ولا النمو المتين الذي بلغت نسبته 3,5% في الفصل الثالث .
ورغم ان خطته لاصلاح النظام الصحي المعروفة ب"اوباما كير" سمحت لملايين الاميركيين بالحصول على التأمين الصحي الا انها تبقى الهدف الرئيسي للحزب الجمهوري. وجاءت الازمة السورية والقلق الذي يثيره فيروس ايبولا ليعززا الشعور بفقدان "الزعامة" في البيت الابيض.
والاثنين قال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي ميتش ماكويل المنتهية ولايته والذي سيصبح زعيم الغالبية الجديدة في حال فوز الجمهوريين "هناك رائحة فوز في الاجواء".
وامضى اوباما اليوم في اجتماعات في البيت الابيض ولا يتوقع ان يدلي باي مداخلة مساء الثلاثاء.
وخلال نداء اخير للتعبئة عبر اذاعة كنتيكت، اقر بان الخارطة الانتخابية هي بشكل استثنائي في غير مصلحة الشيوخ الديموقراطيين هذه السنة.
وقال اوباما "انها على الارجح أسوأ مجموعة ولايات للديموقارطيين منذ عهد دوايت ايزنهاور".
وتتجه الانظار الى عشر مقاعد في مجلس الشيوخ عن ولايات كارولاينا الشمالية، وكنتاكي، وجورجيا، واركنسو، ولويزيانا، وكنساسا، والاسكا (التي خسرها اوباما في 2012) ونيو هامبشير وايوا وكولورادو (التي ربحها اوباما في 2012). ويحتاج الجمهوريون للفوز في ست منها للحصول على 51 مقعدا في مجلس الشيوخ. وتوقعت الاستطلاعات فوزهم في سبع منها، حتى وان كانت المنافسة محتدمة.
وقد تعرف اولى التوجهات بالنسبة لمجلس الشيوخ بعد اغلاق مكاتب الاقتراع في السادسة مساء (23,00 ت غ) في كنتاكي، ومنتصف الليل ت غ في جورجيا، ثم كارولاينا الشمالية، ونيو هامبشير. ولكن السهرة الانتخابية قد تطول، مع احتمال تنظيم جولات ثانية في لويزيانا وجورجيا.
واعاق هبوط شعبية اوباما المرشحين الذين يخشون نسبة عالية من الامتناع عن التصويت.
ومرة جديدة حطمت النفقات الانتخابية رقما قياسيا مع كلفة اجمالية يقدرها مركز "ريسبونسيف بوليتيكس" ب3,67 مليار دولار مقابل 3,63 مليارا في 2010& تاريخ اخر انتخابات تشريعية لم تتزامن مع انتخابات رئاسية.
وفي ولاية كارولاينا الشمالية بثت محطات التلفزة المحلية بين 10 و23 تشرين الاول/اكتوبر اكثر من 20 الف اعلان دعائي للمرشحين الى مجلس الشيوخ بحسب "ويسليان ميديا بروجيكت"، الى ان بات من المستحيل ان يشاهد الاميركيون التلفزيون في اي وقت دون اعلانات دعائية انتخابية عديدة.
وبدأ ناخبو ثلاثين ولاية بالتصويت منذ اسابيع عدة. وقد ادلى 19,4 مليون اميركي على الاقل باصواتهم حتى الان بحسب بروجيكت ايليكشن للبرفسور مايكل ماكدونالد، مقابل 19,1 مليون في 2010.
وسيبدأ عمل الكونغرس الجديد اعتبارا من الثالث من كانون الثاني/يناير لكن تشكيلته النهائية قد لا تعرف مساء الثلاثاء لان ولايتي لويزيانا وجورجيا ستنظمان دورة ثانية في السادس من كانون الاول/ديسمبر والسادس من كانون الثاني/يناير على التوالي ان لم ينل اي مرشح الى مجلس الشيوخ الغالبية المطلقة& الثلاثاء.
لكن صباح الاربعاء ستبدأ عمليا بصورة غير رسمية حملة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2016.
فالمرشحون الى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري وبينهم اعضاء مجلس الشيوخ تيد كروز وراند بول وماركو روبيو والحاكم كريس كريستي والحاكم السابق جيب بوش ليسوا مرشحين الثلاثاء لكنهم جابوا البلاد بدون كلل لدعم مرشحي الحزب وتوظيف شعبيتهم لاعطاء زخم لحملته.
اما في الجانب الديموقراطي فقد كثفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون مداخلاتها وتنقلاتها مع عشرات الزيارات الى 19 ولاية.
ويستفيد الجمهوريون من فقدان اوباما لشعبيته لاقناع الناخبين باهمية التغيير في الكونغرس.
وقال عالم البناء تشارلز كاستر لوكالة فرانس برس امام مركز اقتراع في بيرفيل في فيرجينيا "اعتقد اننا بحاجة الى تغيير في السياسة الاميركية".
واضاف "لقد منحنا الجانب الاخر ست سنوات لكي يعالجوا الامور، ولا يبدو ان الامور تسير بشكل جيد، ولذلك اعتقد ان الوقت قد حان للتحول الى شخص اخر".
التعليقات