واشنطن: بات الخصوم الجمهوريون للرئيس الأميركي باراك أوباما على وشك السيطرة على الكونغرس في الولايات المتحدة بعد انتخابات منتصف الولاية التي عكست تعبيرًا عن الاستياء من السياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي منذ ستة أعوام.

واصبح الجمهوريون الذين بقوا محصورين لاربع سنوات في معقلهم مجلس النواب قريبين جدا من الفوز بالاغلبية في مجلس الشيوخ. فقد اعاد المقترعون في كنتاكي انتخاب زعيمهم ميتش ماكونيل بعد حملة صعبة، ولم ينتظر نهاية الليلة الانتخابية ليعلن التبدل الذي حصل في واشنطن للسنتين الاخيرتين في رئاسة أوباما.

وقال ماكونيل (72 عاما) الذي اصبح ممثل المعارضة لباراك أوباما "حان الوقت لاتباع وجهة جديدة وحان الوقت لوضع البلاد على الطريق الصحيح". لكنه اكد "نحن ملزمون العمل معا في القضايا التي يمكننا الاتفاق بشأنها".

وحتى الساعات الاخيرة، حقق الجمهوريون عدة انتصارات مما يقربهم من الفوز بالاغلبية في مجلس الشيوخ. ففي اركنسو فاز مرشحهم توم كوتون على السناتور الديموقراطي المنتهية ولايته مارك برايور في الجنوب المحافظ الذي لا يلقى فيه أوباما شعبية كبيرة. وهي المرة الاولى منذ 1877 التي لا يمثل فيها اي ديموقراطي اركنسو في مجلس الشيوخ.

وفي كولورادو فاز الجمهوري كوري غاردنر بمقعد كولورادو الذي كان يشغله الديموقراطي مارك اودال. وتشير تقديرات محطات التلفزيون الى ان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون منذ 2010 سيبقى على حاله لكن عدد المقاعد التي كسبوها غير معروف.

وايا يكن الحزب الفائز، سيكون عليه استعادة ثقة الأميركيين الذين تعبوا من اربع سنوات من الحرب البرلمانية. وتشير استطلاعات الرأي عند مغادرة الناخبين مراكز الانتخاب الى استياء الناخبين الذي قال 79 بالمئة منهم غير راضين عن عمل الكونغرس بينما يعتبر ثلثاهم ان البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ.

وقال واحد من كل ثلاثة ناخبين انهم راضون عن ادارة الرئيس باراك أوباما، ومثله لديهم الموقف نفسه من القادة الجمهوريين في الكونغرس، كما ذكرت السي ان ان. ولا يعتقد سوى 22 بالمئة منهم ان الجيل المقبل من الأميركيين سيعيش بشكل افضل من الجيل الحالي.

وتنتظر البلاد خصوصا نتائج الانتخابات التي تشهد منافسة حادة جدا في ست ولايات هي كارولاينا الشمالية ولويزيانا وجورجيا وايوا وكنساس والاسكا. والفوز في اربع منها فقط يكفي ليحقق الجمهوريون اغلبية ممثلة ب51 مقعدا في مجلس الشيوخ حيث يتم تجديد 36 مقعدا فقط من اصل مئة في هذا الاقتراع.

وتمكن الديموقراطيون من انقاذ مقعد نيو هامشير حيث اعيد انتخاب عضو السناتورة جين شاهين. وانتزع الجمهوريون من الديموقراطيين المقاعد في فيرجينيا الغربية وداكوتا الجنوبية في فوزين كانا متوقعين اصلا.

&واذا هزم الديموقراطيون في الانتخابات التشريعية، سيواجه باراك أوباما المصير نفسه الذي شهده الرؤساء السابقون منذ رونالد ريغن ويضطر لانها ولايته الرئاسية مع كونغرس يسيطر الحزب المنافس على مجلسيه.

واعلن مسؤول الثلاثاء ان الرئيس الأميركي سيستقبل الجمعة قادة الكتل البرلمانية في البيت الابيض. &وفي نداء اخير الى التعبئة عبر اذاعة في كونيكيكت، اعترف أوباما بان خارطة الانتخابات غير مواتية لاعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين هذه السنة بشكل استثنائي.

وحول الجمهوريون الانتخابات الى استفتاء حول سيد البيت الابيض الذي لم يسجل له على ما يبدو أوباما انخفاض معدل البطالة الى 5,9%، وهو ادنى مستوى منذ ست سنوات ولا النمو المتين الذي بلغت نسبته 3,5% في الفصل الثالث .&

ورغم ان خطته لاصلاح النظام الصحي المعروفة ب"أوباما كير" سمحت لملايين الأميركيين بالحصول على التأمين الصحي الا انها تبقى الهدف الرئيسي للحزب الجمهوري.&وجاءت الازمة السورية والقلق الذي يثيره فيروس ايبولا ليعززا الشعور بفقدان "الزعامة" في البيت الابيض.

وصوت الناخبون لاختيار اعضاء مجلس النواب ال435 و36 من المقاعد المئة في مجلس الشيوخ وحكام 36 من الولايات الخمسين. وسيبدأ عمل الكونغرس الجديد اعتبارا من الثالث من كانون الثاني/يناير. وقد لا تعرف تشكيلته النهائية مساء الثلاثاء لان ولايتي لويزيانا وجورجيا ستنظمان دورة ثانية في السادس من كانون الاول/ديسمبر والسادس من كانون الثاني/يناير على التوالي ان لم ينل اي مرشح الى مجلس الشيوخ الغالبية المطلقة &الثلاثاء.

لكن صباح الاربعاء ستبدأ عمليا بصورة غير رسمية حملة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام 2016.