صنعاء: طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كل الأطراف السياسية في بلاده بضرورة احترام وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية ببنوده كافة. وقال هادي لدى ترؤسه اليوم اجتماعًا للحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح "إن المرحلة المقبلة لن تكون هينة، ولا مجال للتراخي أو التسويف، وعلى الجميع استحضار مشروع الدولة المدنية الحديثة القائمة على الشفافية والحكم الرشيد والعدل والمواطنة المتساوية".

وأضاف "الوطن اليوم لم يعد يحتمل مآزق أخرى والمواطن في انتظار هذه الحكومة لتباشر عملها، ومن الضروري العمل بصدق وضمير من دون الالتفات إلى الوراء أو المهاترات"، مؤكدًا أن جميع اليمنيين انتظروا تشكيل هذه الحكومة، التي خرجت إلى النور، بعد مخاض صعب، لتتحمل المسؤولية في ظروف مليئة بالتحديات، مشيرًا إلى أن هذه الحكومة لا تمثل أي حزب أو مكونات أو مذاهب، وإنما تمثل اليمن كله، بكل تنوعه، من شماله إلى جنوبه شرقه وغربه.

وأشار إلى أن أولويات الحكومة الجديدة هي الأمن والاقتصاد، باعتبارهما الدعامتين الأساسيتين في حياة كل مواطن، مشددًا على أهمية تقدير تضحيات اليمنيين وصبرهم ومعاناتهم وضرورة أن يعمل الجميع من أجل خدمة المواطنين الذين تحملوا تلك المتاعب.

وقال "لا بد من محاربة الفساد، وأن يكون عمل أعضاء الحكومة مثال للنزاهة والإخلاص"، كما عبّر عن ثقته الكبيرة لاستكمال المرحلة الانتقالية، بما فيها إعداد للدستور الجديد باعتباره أساس الدولة المدنية الجديدة وجسر العبور إليها، وذلك على أساس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".

بدوره، دعا خالد بحاح رئيس الوزراء اليمني الجديد كل الأطراف السياسية في بلاده إلى دعم جهود الحكومة وتجنب المناكفات السياسية، وخصوصًا في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد، قائلًا "إنه على كل الأحزاب والمكونات السياسية تهيئة الأجواء الملائمة لعمل الحكومة، والابتعاد عن المناكفات السياسية، والعمل بروح الفريق الواحد، وأن يضع الجميع مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل اعتبار".

وأشار إلى أن الواقع الذي يمر فيه اليمن حاليًا والتعقيدات الراهنة حتمت عملية التسريع في تشكيل الحكومة، التي روعيت فيها معايير الكفاءة والخبرة، مع إعطاء الشباب والمرأة المكانة التي تتناسب ودورهما المهم تجاه وطنهم وشعبهم، مؤكدًا أن الحكومة اليمنية الجديدة لديها خارطة طريق لمواجهة تلك التحديات والتعقيدات ترتكز في محدداتها إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية.

وأكد أن حكومته ستعمل كل ما في وسعها لتنفيذ مهامها الوطنية وفي المقدمة إعادة الأمن والاستقرار وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق النزاهة في أداء الأجهزة الحكومية، مشيرًا إلى أن أحد مهام حكومته هو إعادة الثقة باليمن لدى مجتمع المانحين من الأشقاء والأصدقاء، والاستفادة المثلى من تمويلات المانحين وتسخيرها في الأغراض التنموية التي خصصت من أجلها، منبهًا إلى أن التباينات السياسية لا تقلقه، وأن مصدر تفاؤله بنجاح الحكومة هو علاقته الطيبة مع مختلف المكونات السياسية وإدراكه للواقع الديمغرافي بأبعاده المختلفة ومعرفته بطبيعة أبناء اليمن التواقين إلى الاستقرار والسلام والتنمية والبناء.

وأعرب عن ثقته بأن المكونات السياسية ستكون جزءًا من الحل، وليس من المشكلة، وقال "إن أي نجاح أو تقدم تحرزه الحكومة هو نصر لجميع اليمنيين بمختلف تكويناتهم، وإن فشلها هو فشل للجميع". وكانت الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة خالد بحاح قد أدت، في وقت سابق اليوم، اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
&