&خلص تحليل أجرته حملة "السكينة" الناشطة في مجال محاربة التطرف، إلى أن كلمة زعيم تنظيم "داعش" الأخيرة كشفت مدى سطحية تفكير الرجل وغياب أي عمق فكري لديه، منوهة إلى أن اللافت في الكلمة هجومه الحاد على السعودية، في مؤشر على نجاح الحملات في أوساط علماء الدين ضد التنظيم الإرهابي.


الرياض: قالت حملة السكينة السعودية المهتمة بمحاربة التطرف، إن كلمة "أبو بكر البغدادي"، لصوتية التي نشرتها مؤسسة الفرقان مؤخرا، تكشف عن شخصية سطحية بدون عمق فكري، وعن عقلية حادة عجلة من السهل استفزازها.

&وأوضحت الحملة في بيان تحليلي لخطاب البغدادي - حصلت إيلاف على نسخة منه – &أنه يظهر جليا حنق البغدادي وغضبه على العلماء الذين أصدروا بيانات وفتاوى تجرم &تنظيم داعش، وهذا مؤشر على تأثير حملات العلماء التي ركزت على سلبيات التنظيم وكشفت حقيقته وبعده عن الإسلام، حيث حملت كلمة البغدادي عبارات ألم وتألم واعتراف بتأثيرهم من خلال تسميتهم &بالسحرة.

كما استعرض البيان الأخطاء الشرعية الفقهية التي تضمنت الخطاب، والتي من أبرزها دعوته بأن القتال واجب على كل فرد، وهو ما يخالف صريح القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة، على اعتبار أن قتاله وجهاده شرعي وصحيح أصلا، حيث أشار النص القرآني بالقول (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) &وهو ما يؤكد إن البغدادي لا يعرف أولويات فقه الجهاد، فمن الطبيعي ان يكون الغلو والانحراف والبعد عن الشريعة هو سمة هذه الفئة الضالة.

وأوضح البيان إن هجوم البغدادي على العمليات العسكرية مليء بالاستطراد اللفظي والوصف والشتم وخالٍ من الحقائق والأرقام والوقائع، وكذلك استعراضه لثبات وانتصارات تنظيمه مجرد سرد تعبيري بدون أمثلة وأرقام، وهذا الفرق بين عقلية داعش وعقلية القاعدة، كما أنه مؤشر واضح إلى أن البغدادي وفريقه المحيط لا يملكون معلومات تفصيلية ولا يستطيعون تبني انتصارات ضخمة على أرض الواقع بشكل رسمي وكامل.

وفيما يتعلق بحديث البغدادي عن السعودية، فقد أوضح البيان إن ذلك &يكشف عمق الألم الذي تسببه السعودية لتنظيمه المنحرف وبقية التنظيمات المتطرفة الإرهابية، حيث لم يستهدف البغدادي في جميع خطاباته السابقة وتعليقاته دولة بهذا الوضوح والقبح والتحريض بمثل ما استهدف السعودية، ناهيك عن ذكر إسرائيل او أميركا او إيران التي لم يأتِ بذكرها أصلا في خطابه الأخير.

وتمركز هجوم البغدادي على السعودية وكأنها معركته الفاصلة، بالرغم أن أصل منشأ تنظيمه كان ضد الوجود الأميركي في العراق ثم ضد النظام السوري - كما يعلن - والآن يجعل السعودية هدفا وكأن تنظيمه أنشيء لأجل هذا، حيث استطرد في جعل قتال السعودية وجندها أولوية قبل قتال الصهاينة، وهذا ما يؤكد أن مواجهة الجماعات المتطرفة فكريا هي (سعودية بامتياز) وقد أثرت في صفوف افراد تنظيمه لاسيما انها شملت الجوانب الشرعية والثقافية والإعلامية والمعلوماتية، الي جانب المواجهة الأمنية التي تقطف شوكة الإرهاب قبل أن تنبت، بحسب ما جاء في البيان.

كما استطرد خطاب البغدادي في اعتداءه على السعودية في التحريض بين &السنة والشيعة بقوله "سلوا سيوفكم وعليكم بالرافضة حيث ما وجدتموهم"، حيث قال البيان إن هذا هو دأب الغلاة من السنة والشيعة والذين نجحوا في إشعال براكين الفتنة في العراق وجرت سكاكين الدم على الجميع ولم تتوقف ولم تستثنِ أحدا لا موافقا ولا مخالفا، وتعطلت جميع المصالح الدينية والدنيوية بسبب هذا التحريض الذي يعتبر ثغرة الهلاك في أي مجتمع وأية أمة.

وقال البيان ان المرحلة تتطلب مزيدا من التركيز والتكامل والتعاون وتجاوز الرؤى الشخصية والمكتسبات الذاتية فخطاب البغدادي يكشف المزيد من موجات الاستهداف.&

تجدر الإشارة إلى إن حملة السكينة هي حملة سعودية تابعة لوزارة الشؤون الإسلامية تقومُ فكرة الحملة على الانتشار في المواقع والمنتديات ومجموعات الإنترنت، وذلك عبر فريق عمل مُختلِف التخصصات وتقوم &على بث المفاهيم الصحيحة ومُناقشة الأفكار المُنحرفة مع التركيز على المضمون الشرعي بالإضافة إلى الأدب في الحوار ومُراعاة التفاوت في ثقافة المُخاطَبين .
&