تتواصل تداعيات الهجوم على الكنيس في القدس، والذي أودى بحياة اربعة إسرائيليين، ففي وقت أدانت الرئاسة الفلسطينية الهجوم توعد نتانياهو بالرد.

&
القدس:&أعلنت الشرطة الإسرائيلية ان القتلى&الاربعة& في هجوم صباح الثلاثاء على كنيس في القدس الغربية كانوا إسرائيليين يحملون جنسيات أخرى: ثلاثة منهم يحملون الجنسية الأميركية والرابع كان يحمل الجنسية البريطانية. وقالت لوبا سمري "فيما يتعلق بالجنسيات كان هناك ثلاثة أميركيين والرابع كان بريطانيا".
&
وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اسحق اهرونوفيتش أن إسرائيل ستقوم بتسهيل حمل الاسلحة للدفاع عن النفس بعد الهجوم في القدس، صباح الثلاثاء.&وقال اهرونوفيتش للاذاعة العامة: "في الساعات القادمة، سأقوم بتخفيف القيود على حمل الاسلحة" مشيرًا الى&أن الامر سينطبق على أي احد لديه رخصة لحمل السلاح مثل الحراس الشخصيين أو ضباط الجيش، وهم خارج الخدمة.
&
وقتل أربعة إسرائيليين صباح الثلاثاء في هجوم على كنيس في القدس نفذه فلسطينيان قتلا بدورهما على يد الشرطة الإسرائيلية. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء أن الهجوم هو "نتيجة مباشرة" للتحريض الذي يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس بينما دانت الرئاسة الفلسطينية الهجوم.
&
ويقع الكنيس في حي هار نوف لليهود المتشددين في القدس الغربية. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري إن "ارهابيين دخلا الى الكنيس في حي هار نوف. وهاجما المصلين بفأس ومسدس، وقتلا أربعة اشخاص. ووصل شرطيون الى المكان واطلقوا النار فقتلوا الارهابيين".
&
وأوضحت المتحدثة ان أربعة مصلين، وكذلك شرطيين، تصدوا لمنفذي الهجوم. واضافت أن منفذي الهجوم هما فلسطينيان من القدس الشرقية. ولم تتبنَّ أي جهة فلسطينية الهجوم الذي اوقع ثمانية مصابين احدهم في حالة خطرة، بحسب المسعفين.
&
الرئاسة الفلسطينية تدين ونتانياهو يتوعّد
&
وقال نتانياهو في بيان "هذه نتيجة مباشرة للتحريض الذي تقوم به حماس وابو مازن (الرئيس الفلسطيني)، التحريض الذي يتجاهله المجتمع الدولي بطريقة غير مسؤولة". واعلن نتانياهو أنه سيجري "مشاورات امنية" بعد ظهر الثلاثاء مع قادة الاجهزة الامنية.
&
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان "ادانت الرئاسة الفلسطينية على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت، وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في إحدى دور العبادة في القدس الغربية".
&
وأضاف البيان أن الرئاسة الفلسطينية "تطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الاقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين". وأكد البيان أنه "قد آن الاوان لانهاء الاحتلال وانهاء أسباب التوتر والعنف".
&
وقال نائب امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب انه "لا يوجد عاقل أكان مسلمًا او مسيحيًا يوافق على قتل مصلين من أي ديانة، لكن اليمين الإسرائيلي من يتحمل مسؤولية زج المنطقة في حرب دينية".
&
وقال الرجوب في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، "اليمين الإسرائيلي هو من بدأ انتهاك حرمة المقدسات لدى المسلمين والمسيحيين، وهو من حدد مواصفات ومقاييس من يمارسون الشعائر الدينية من المسلمين والمسيحيين (...) انهم يعملون على تكريس الاحتلال وتهويد الاقصى بالارهاب الرسمي والاستيطان ومنطق القوة وفرض القوانين العنصرية، وهم يسعون لزج الجميع في دوامة حرب دينية ولا يوجد أحد يستطيع ضبط ايقاعها".
&
وشدد على&أن "الحل يبدأ بإقرار إسرائيل بوجود الشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته وفق قرارات الشرعية الدولية".
&
حماس "تبارك"
&
وباركت حركتا حماس والجهاد الاسلامي الثلاثاء الهجوم على الكنيس في القدس، الذي اعتبرته الجهاد "ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال" الإسرائيلي. واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أن هذا الهجوم الاكثر دموية منذ سنوات في المدينة المقدسة هو "رد على جريمة اعدام الشهيد (يوسف) الرموني" السائق الفلسطيني الذي عثر على جثته الاثنين في حافلة في القدس الغربية.
&
ووقع الهجوم في حي لليهود المتشددين في القدس الغربية بعد يوم من العثور على جثة الرموني& مشنوقًا داخل الحافلة التي يقودها في القدس الغربية في وقت متأخر مساء الاحد، في ما وصفته الشرطة الإسرائيلية بأنه عملية انتحار، الامر الذي استبعده الطبيب الشرعي الفلسطيني.
&
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذي العملية هما عدي وغسان ابو جمل وهما ابناء عم، من حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وقال علاء ابو جمل، وهو ابن عمهما لوكالة فرانس برس: "لم نعرف بالخبر ولم يبلغنا أحد بشيء عرفنا من وسائل الاعلام والناس". واضاف: "اعتقلت الشرطة الإسرائيلية كل اخوتهما وحتى&والدتيهما وأخذوهم للتحقيق".
&
توتّر
&
ويأتي ذلك بينما تشهد القدس الشرقية المحتلة توترًا متزايدًا منذ خطف وحرق فتى فلسطيني في تموز (يوليو) الماضي، وهناك اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي. وتزايدت التوترات في الاسابيع الاخيرة بسبب خطط إسرائيل ببناء مستوطنات يهودية جديدة في القدس الشرقية ومطالبة المتطرفين اليهود بالحق في الصلاة في المسجد الاقصى.
&
وندد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتطرف بالهجوم وحمل مسؤوليته للرئيس الفلسطيني قائلاً: "اعلن محمود عباس عبر تحريضاته على العنف الحرب على إسرائيل، وعلينا الاستجابة وفقًا لذلك".
&
إدانة أميركية وأوروبية
&
ودان وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يزور لندن الهجوم واعتبره عملاً "ارهابيًا بحتًا". ودان الاتحاد الاوروبي كذلك الهجوم الذي وصفه بأنه "عمل ارهابي" ودعا الى الهدوء.
&
بدوره، ندد الاتحاد الاوروبي بشدة الثلاثاء بالهجوم ودعا "كل قادة المنطقة" الى "بذل اقصى جهودهم فوراً لتهدئة الوضع". وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي "انه عمل ارهابي ضد مصلّين خلال صلاة الفجر، وهو مدان من كل وجهات النظر". واضافت: "ادعو كل قادة المنطقة الى العمل معًا وبذل اقصى جهودهم لتهدئة الوضع فورًا ومنع تصعيد جديد".