فيما أكد ولي ولي العهد السعودي الأمير مقرن حرص بلاده على علاقات وثيقة مع العراق تحقق الأمن والإستقرار، شدد رئيس البرلمان العراقي على رغبة بلاده في إقامة أمتن العلاقات مع الرياض لمكانتها الخاصة إقليميًا ودوليًا.


لندن: اجتمع رئيس مجلس النواب العراقي في مقر إقامته في الرياض اليوم الاربعاء مع الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وبحضور رئيس مجلس الشورى السعودي وعدد من مسؤولي المملكة حيث تم بحث العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية.

وأكد الجبوري رغبة العراق الصادقة في الانفتاح على محيطه العربي وخاصة المملكة العربية السعودية لما تتمتع به من مكانة خاصة على المستوى العربي والاقليمي والدولي "ولايماننا الراسخ ان استقرار المنطقة يتطلب تعاون جميع دولها لمواجهة كل التحديات" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تلقت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه أعرب الأمير مقرن عن سعادته لزيارة الرئيس الجبوري للمملكة العربية السعودية مؤكدًا أنّ العلاقة مع العراق علاقة وثيقة ومن الضروري ان تأخذ مداها الحقيقي. وشدد على أنّ المملكة حريصة على هذه العلاقة بما يخدم أمن واستقرار وازدهار البلدين.

وفي وقت سابق ثمن الجبوري الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي يبذلها "رجل السلام" العاهل السعودي الملك عبد الله ب وحرصه على تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرخاء لكافة شعوب العالم.. وأكد ان العراق والسعودية يمثلان القوة الأهم في المنطقة لمواجهة الاٍرهاب وتحجيمه والقضاء عليه لما تمتلكان من مقدرات مادية ومعنوية وجغرافية وتاريخية تضعنا في مقدمة الركب لتحمل هذه المسؤولية الحرجة والحساسة والخطيرة.

وقد بحث رئيس مجلس النواب العراقي في الرياض أمس مع رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله ال الشيخ التعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين. وقال آل الشيخ "اننا راغبون في التعاون مع مجلس النواب العراقي وعلى جميع الصعد حيث افتقدنا في المملكة العربية مثل هذه الزيارات طويلا" معربًا عن أمله في ان تتطور مثل هذه اللقاءات بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين.

ومن جانبه اشاد الجبوري بدعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للرئيس العراقي فؤاد معصوم والتي جرى خلالها بحث تطورات الأحداث على الساحة الإقليمية ومجمل المستجدات الدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها.

وقال الجبوري في كلمة في مجلس الشورى السعودي "نثمن بكل تقدير واعتزاز الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي يبذلها رجل السلام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وحرصه الدؤوب على تحقيق السلام والأمن والاستقرار والرخاء لكافة شعوب العالم مؤكدين اهتمام الجمهورية العراقية قيادة وشعبا بدعم وتعزيز علاقاتها مع المملكة العربية السعودية بما يحقق المصلحة المشتركة بين البلدين الشقيقين".

وأشار إلى أنّه لبى دعوة مجلس الشورى السعودي لزيارة المملكة من اجل مناقشة الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول سبل توطيد العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات البرلمانية.

وشدد على أنّ "محاربة الاٍرهاب والوقوف بوجهه أولى اولوياتنا وهذا يتطلب تعاونا غير محدود وتواصلا غير مقطوع من شأنه ان يضع الساعد على الساعد والجهد على الجهد والفكرة على الفكرة لتتكامل مقدراتنا وتتضامن عزيمتنا".

وأشار إلى أنّ "مشكلة داعش قد تجاوزت الحدود بين بلداننا وكسرت الأسوار الدبلوماسية وهي تحاول جاهدة ربط اطرافها ببعضها وهذا سيكلفنا عملا مضاعفا على الصعد العسكرية واللوجستية والمعلوماتية بل وحتى الثقافية والاجتماعية".

وأضاف قائلا "تأتي هذه الزيارة في سلسلة التواصل المتصاعد الوتيرة لإذابة الجليد في العلاقات بين البلدين والتي خلفتها مرحلة الدكتاتورية وكانت تنتظر مبادرة مشتركة لتطويرها وتعزيزها بما يحقق المصلحة ويدفع بالبلدين نحو تفاهم أكثر وتكاتف أقوى".

وزيارة الجبوري إلى السعودية هذه تتم بعد ايام من زيارة مماثلة قام بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم على رأس وفد حكومي رسمي كبير الاسبوع الماضي استغرقت يومين بحث خلالها مع كبار القادة والمسؤولين السعوديين يتقدمهم العاهل السعودي الملك عبد الله تطوير العلاقات الثنائية ووضع أسس لعلاقات سياسية وأمنية لمواجهة الارهاب وتكثيف عمليات تبادل المعلومات في هذا المجال إضافة إلى التأكيد على ضرورة الاسراع بفتح السفارة السعودية في العراق وهو أمر أكده وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وقال الفيصل في تعليقه على زيارة معصوم أنها "أولى الخطوات لعودة العلاقات الطبيعية وانها ستكون فاتحة خير لتليها لقاءات بين المسؤولين تثمر عن تطوير العلاقات بين البلدين".

يذكر أنّ العلاقات السعودية العراقية شهدت توترًا خلال فترة ترؤس نوري المالكي للحكومة العراقية حيث دأب وقادة ائتلافه دولة القانون كيل الاتهامات إلى السعودية بدعم الارهاب في العراق وتسهيل دخول مسلحي التنظيمات الارهابية إلى اراضيه وهو الامر الذي نفته الرياض بشدة مؤكدة انخراطها في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.

ولذلك فقد تأخر افتتاح السفارة السعودية في العراق وتعيين سفير مقيم فيها حيث يقوم بمهامه السفير السعودي في الاردن ما اعاق تقدم وتطور العلاقات بين البلدين منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003.