يجتمع مسؤولون كبار من إيران والقوى الست الكبرى في فيينا، الجمعة، لإجراء الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية، وتزامنًا صدرت دعوات تحث زعماء إيران على عدم تفويت "فرصة العمر" للتوصل إلى اتفاق.
نصر المجالي: ذهبت معظم التقارير الدبلوماسية والإعلامية الغربية إلى توقعات بتمديد فترة المفاوضات وتحديد موعد جديد غير موعد 24 تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو الموعد المحدد لانتهاء المهلة القانونية للمفاوضات، حيث يسعى الطرفان إلى حل الخلافات السياسية حول حجم تخصيب اليورانيوم في إيران وسبل إلغاء العقوبات.
ويلتقي في العاصمة النمساوية، الجمعة، وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وإيران، غداة اجتماع ثلاثي بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف و نظيره الاميركي جون كيري ومنسقة المفاوضات النووية كاثرين آشتون.
وارتكز محور الاجتماع الثلاثي، الذي امتد نحو ساعتين، حول سبل مواصلة المفاوضات وحل الخلافات المتبقية بشأن نسبة تخصيب اليورانيوم من قبل ايران وسبل إلغاء الحظر المفروض على طهران.
فيما اعلن مصدر ايراني قريب من المفاوضات حول الملف النووي ان وزير الخارجية محمد جواد ظريف يمكن ان يغادر فيينا الجمعة ليتوجه الى طهران لاجراء مشاورات، لكن هذه الأنباء تم نفيها لاحقا.
فرصة العمر
إلى ذلك، حث تقرير صحافي نشر في لندن، الجمعة، زعماء إيران على عدم تفويت "فرصة العمر" للتوصل إلى اتفاق في المحادثات بشأن البرنامج النووي.& وقالت صحيفة (الغارديان) البريطانية في هذا الإطار، إن الرئيس الأميركي باراك اوباما، يريد تحقيق إنجاز دبلوماسي مع دخوله آخر عامين في منصبه. وأشارت إلى أن إرسال أوباما لأربع رسائل إلى المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، دليل إضافي على "الاحترام المتبادل" الذي عرضه في عام 2009.
وفي أحدث هذه الخطابات، قال اوباما إن وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" كعدو مشترك لإيران والولايات المتحدة، فإن البلدين أصبحا في موقع مختلف تمامًا. وعلى الجانب الآخر، بعث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إشارات إيجابية، لأسباب ليس أقلها أن انخفاض أسعار النفط العالمية يعني أنه من الضروري تخفيف العقوبات المفروضة على بلده، حسب الغارديان.
وفي الختام، تتساءل (الغارديان) ما إذا كان كل هذا كافيًا للخروج بنتيجة من المحادثات التي تصل إلى موعدها الأخير يوم الاثنين المقبل.
كيري يعود الى باريس
واعلن مصدر اميركي ان وزير الخارجية جون كيري الموجود في فيينا للتفاوض على اتفاق تاريخي مع ايران حول برنامجها النووي سيعود الجمعة الى باريس لاجراء مشاورات.
وقد وصل كيري الى فيينا مساء الخميس قادما من العاصمة الفرنسية فيما تدخل المفاوضات النووية مع ايران مرحلتها النهائية.
وتخوض ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا الى جانب المانيا) محادثات مكثفة منذ شباط/فبراير من اجل التوصل الى اتفاق شامل قبل مهلة 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت ايران توصلت الى اتفاق انتقالي قبل عام. وتسعى المفاوضات الجارية الى توقيع اتفاق يزيل المخاوف المستمرة منذ 12 عاما ازاء امكان تطوير ايران لسلاح نووي تحت غطاء برنامج سلمي وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية على الدوام.
&
هاموند: ايران "ستكسب الكثير" في حال التوصل الى اتفاق نووي
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الجمعة ان ايران "لديها الكثير لتكسبه" من اتفاق نووي ينهي الجدل حول برنامجها النووي.
وقال هاموند عند وصوله الى فيينا حيث تجري المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى "ما ستكسبه ايران سيكون كثيرا جدا- امكانية الوصول الى مبالغ ضخمة من الارصدة المجمدة وامكانية ممارسة التجارة بحرية مع العالم مجددا وامكانية تحسين العلاقات مع المجموعة الدولية".
فابيوس يدعو ايران الى "اقتناص الفرصة"
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ايران الى "اقتناص الفرصة" المتاحة في فيينا للتوصل الى اتفاق ينهي الجدل المتعلق ببرنامجها النووي.
وقال فابيوس عند وصوله الى العاصمة النمساوية حيث تدخل المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى مرحلتها الاخيرة "انا هنا سعيا لاتفاق جيد يكون مفيدا للامن والسلام".
واضاف "نامل في ان تقتنص ايران هذه الفرصة".
لافروف يحث على التوصل الى تسوية
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان الارادة السياسية ضرورية للتوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني في فيينا واعرب عن امله في ايجاد تسوية.
وصرح لافروف امام صحافيين في موسكو "نحن ملتزمون بتقييمنا بان كل العناصر من اجل التوصل الى اتفاق متوفرة وان مهمة الدبلوماسيين هي الان ترتيبها واظهار الارادة السياسية"، وذلك اثر تباحثه مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل.
ودعا لافروف الى التوصل الى اتفاق "يقوم على موازنة المصالح ولا يشهد محاولات في اللحظة الاخيرة لانتزاع امور غير واقعية".
واضاف "انا افترض ان المنطق والرغبة في التوصل الى تسوية حول هذه المشكلة الطويلة الامد سيسودان في النهاية".
&
التعليقات