أديس أبابا: بدأت الحكومة السودانية ومتمردو دارفور مساء الاحد في اديس ابابا محادثات جديدة للسعي الى وضع حد لحرب مستمرة منذ عقد من الزمن في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان. ودعا وسيط الاتحاد الافريقي في هذه المحادثات الرئيس الجنوب افريقي السابق ثابو مبيكي الى وقف اطلاق النار بين القوات الحكومية والمتمردين.

وقد التقى موفدو الحكومة والمتمردين مرات عدة على طاولة مفاوضات في محاولة لحل النزاع في هذه المنطقة القاحلة، الذي اسفر بحسب الامم المتحدة عن سقوط 300 الف قتيل ونزوح مليوني شخص. لكن المحادثات لم تفض مطلقا الى تقدم ملموس.

ويتولى الرئيس الجنوب افريقي مهمة وساطة في مفاوضات اخرى، لم تسفر ايضا عن نتيجة حتى الان بين الخرطوم ومتمردين ناشطين في ولايتين سودانيتين اخريين، النيل الازرق وجنوب كردفان.

وقال مبيكي من مقر الاتحاد الافريقي في اديس ابابا "لا يمكن لاحد في السودان ان يجني فائدة من هذه النزاعات"، مضيفا "من المهم بذل كل الجهود لانهاء النزاعات العنيفة في البلاد (...) بغية تسهيل الحوار الوطني". وكما هو الامر بالنسبة إلى جنوب كردفان والنيل الازرق، فان ما يغذي النزاع في دارفور هو ضغينة السكان غير العرب، الذين يقولون انهم يتعرّضون للتمييز من قبل الخرطوم.

وفي اديس ابابا، شدد الوفد الحكومي بقيادة امين حسن عمر على التزام الخرطوم "الصادق" في "انتزاع اتفاق لوقف اطلاق النار". لكن هذه الوعود تبقى موضع تشكيك لدى المتمردين. واتهم مني مناوي منسق الجبهة الثورية السودانية، وهي ائتلاف لمتمردين مسلحين في دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الازرق، الخرطوم بارتكاب "فظائع على مستوى ابادة"، وقال ان السودان "على وشك الانهيار".

ودعا محمد جبريل رئيس حركة العدل والمساواة، احدى ابرز الحركات المنضوية تحت لواء الجبهة الثورية السودانية، الحكومة الى الانخراط في "عملية سلام شرعية" بمعزل عن الخيارات العسكرية البحتة. وفي وقت سابق في تشرين الثاني/نوفمبر الجاري اجرت الخرطوم محادثات مع متمردي جنوب كردفان والنيل الازرق في اديس ابابا ايضا. وتحدث الوسطاء حينذاك عن محادثات "ايجابية" لكن بدون توقيع اي اتفاق. وقد اندلعت النزاعات في جنوب كردفان والنيل الازرق مباشرة قبل اعلان استقلال جنوب السودان في 2011.
&