يقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس بزيارة رسمية الى الصين اعتبارا من الخميس المقبل، سيُوقع خلالها اتفاقات تعاون مع الرئيس شي جينبينغ، حسبما اعلن الديوان الملكي في بيان الاثنين.


الرباط: قالت التقارير الاخبارية إنّ ملك المغرب سيجري اثناء زيارته إلى الصين، محادثات مع الرئيس شي جينبينغ وسيرئسان معًا احتفال توقيع اتفاقات ثنائية، بحسب البيان الذي اوردته وكالة الانباء الرسمية.

وبعد شباط/فبراير 2002، ستكون هذه الزيارة التي لم تتحدد مدتها، الثانية التي يقوم بها الملك محمد السادس منذ اعتلاء العرش في 1999.

وفي نهاية 2013، تحدثت السلطات المغربية عن دعوة تلقاها الملك لزيارة الصين بهدف ابرام "شراكة استراتيجية".

دفع جديد للعلاقات

أتى هذا الاعلان بمناسبة زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي التي صادفت الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لاقامة العلاقات الثنائية.

واعرب وانغ انذاك عن رغبة بكين في "اعطاء دفع جديد" لهذه العلاقات.

وفي ذاك التاريخ، بدات عشرون شركة صينية العمل في المغرب، بحسب مصدر دبلوماسي.

وبحسب الوكالة، فان المغرب هو الشريك التجاري الافريقي العاشر للصين، وبكين هي الشريك الرابع للمملكة.

وفي 2013، بلغ حجم المبادلات بين البلدين 3,69 مليارات دولار، بعيدا عن فرنسا واسبانيا، ابرز شريكين للرباط.

والاثنين، وصل رئيس وزراء كوريا الجنوبية تشانغ هونغ-وون الى المغرب في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، هي الاولى من نوعها منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين في 1962.

شراكة وتبادل

في 17 نوفمبر الجاري، تم في الرباط، التوقيع على خارطة طريق للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا بين المغرب والصين، وذلك على هامش الاجتماع الأول للجنة المشتركة للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا.

وتهم هذه الخارطة إحداث مركز مغربي صيني مشترك للبحوث في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتفعيل برنامج العلماء الشباب المتميزين، وإدارة مشاريع مشتركة للبحث في مجال حماية الموارد المائية المعدة لماء الشرب، بحسب وكالة (شينخوا).

كما تتضمن الخارطة التعاون في مجال معالجة المياه العادمة، وإحداث مركز علمي للتكنولوجيا المتطورة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة (غرب المغرب) ، بالإضافة إلى اعتماد مشاريع مشتركة مستقبلية أخرى للبحث في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وتم كذلك التوقيع على مذكرة للتفاهم في مجال تبادل الخبرات والتجارب في مجال حماية الموارد المائية المعدة لماء الشرب، ومعالجة المياه العادمة بين المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، و"بيجين نيوواط للهندسة البيئية".

ويأتي انعقاد الاجتماع الأول للجنة المشتركة المغربية الصينية للتعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا، في إطار تفعيل البرنامج الحكومي المغربي المتعلق بتعزيز علاقات الشراكة والتعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

إلى ذلك، قال "المركز المغربي لإنعاش الصادرات" في وقت سابق من هذا الشهر، إن المغرب يسعى إلى تعزيز موقعه الاستراتيجي في السوق الصينية في مجال تصدير الأسماك من خلال العمل على التعريف أكثر بالمنتجات المغربية ومؤهلات المملكة في هذا الصدد.

وتابع المركز، وهو هيئة اقتصادية رسمية في بيان، أن المغرب سيشارك من هذا المنطلق خلال الفترة ما بين الخامس والسابع من نوفمبر الجاري، في "معرض الصين لمصايد الأسماك والمأكولات البحرية"، والذي ستحتضنه مدينة تشينغداو.

وذكر المركز المغربي لإنعاش الصادرات أن هذه التظاهرة ستمكن مهنيي قطاع الصيد وتربية الأسماك بالمملكة من الاطلاع على آخر توجهات السوق وتكنولوجيات سلاسل معالجة هذه المنتجات، فضلا عن توفير فرص تجارية، حيث ينتظر إن يزور المعرض 35 ألف مهني من 100 بلد.

وبحسب البيان ستشارك في هذه التظاهرة 19 مقاولة مغربية مصدرة، والتي خصص لها رواق يمتد على مساحة 126 مترا مربعا، حتى يوفر للمهنيين "مجموعة واسعة" من المنتجات البحرية، من قبيل السمك الطري والسمك المجمد المصبر، وكذا مشتقات السمك، خاصة دقيق وزيت السمك.

وذكر البيان أن معرض "الصين لمصايد الأسماك والمأكولات البحرية" يمثل حدثا سنويا ينظم بالتناوب بين مدينتي داليان وتشينغداو، والذي يغطي فضاء العرض المخصص له مساحة تناهز 200 ألف متر مربع، ويجمع نحو 1100 عارض من مائة بلد، ويستقطب الآلاف من أهم صناع القرار في المنطقة.

وتحتل صناعة تحويل وتثمين منتجات الصيد مكانة "متميزة" في الاقتصاد المغربي، حيث تحقق نسبة 10 في المائة من الصادرات الإجمالية للمغرب، وتعالج حوالي 70 في المائة من الكميات التي يتم اصطيادها، وتصدر قرابة 85 في المائة من إنتاجها إلى حوالي مائة بلد في القارات الخمس، محققة بذلك رقم معاملات عند التصدير يفوق 1.5 مليار دولار أميركي.
&