تعقد في أنقرة، الإثنين، قمة تركية ـ روسية تتناول تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات شتى، وعلى وجه الخصوص مجال الطاقة، وذلك رغم خلافاتهما حول اوكرانيا وسوريا.

نصر المجالي : يصل إلى العاصمة التركية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة رسمية يحادث فيها أردوغان حول العديد من الملفات، وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها الرئيسان منذ تولي اردوغان منصب الرئاسة في آب (أغسطس) الماضي في خطوة سبقه اليها بوتين عام 2012 عندما تحول من رئيس للحكومة إلى رئيس جمهورية.
ويشير معلقون إلى اوجه الشبه بين اردوغان وبوتين، فكلاهما متهمان في الخارج بالتسلط، فيما يتمتعان بقدر كبير من التأييد في بلديهما. ويبدو ان روسيا وتركيا قد نجحتا لحد بعيد في حماية علاقاتهما الثنائية القوية من التأثيرات المضرة لخلافاتهما حول اوكرانيا وسوريا.

اختلافات&
فقد عارضت انقرة، وهي من اقوى مؤيدي فكرة المحافظة على سلامة الدول الاقليمية ربما بسبب صراعها مع اقليتها الكردية، قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم من اوكرانيا في الربيع الماضي.
كما تشعر تركيا بالقلق إزاء التقارير القائلة إن التتر في شبه جزيرة القرم يتعرضون للاضطهاد على ايدي السلطات الموالية لموسكو.
كما يختلف البلدان اختلافاً بائنًا في ما يخص نظرتيهما إلى الأزمة السورية، حيث يعتبر بوتين احد الحلفاء القلائل للرئيس السوري بشار الاسد فيما يسعى اردوغان إلى الاطاحة به دون ابطاء.
ولكن لا يبدو أن هذه الخلافات قد اثرت على باقي جوانب التعاون بين البلدين، إذ يزور اكثر من اربعة ملايين سائح روسي تركيا سنوياً، بينما تقوم روسيا ببناء اول مفاعل نووي تركي في صفقة تبلغ قيمتها 20 مليار دولار.

كلام بوتين&
وكان الرئيس الروسي قال&لوكالة انباء الاناضول التركية قبيل توجهه إلى انقرة "العلاقات بين تركيا وروسيا مستقرة ومتواصلة وغير خاضعة للاوضاع الراهنة"، وأضاف إنه بفضل الجهود المشتركة، تطورت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة بشكل بناء، وشفاف، وتتسم بروح حسن الجوار، والمساواة والأخذ في الإعتبار المصالح المتبادلة.
ومضى للقول "بالطبع، مواقفنا ازاء بعض القضايا قد لا تتطابق بل قد تختلف، ولكن هذا امر طبيعي بالنسبة للدول التي تختط سياسات خارجية مستقلة".
ووصف الرئيس الروسي التدابير التقييدية الأحادية الجانب التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا وبعض الدول الأخرى ضد روسيا غير شرعية، مشيرًا إلى أن مثل هذا الضغط يسبب ليس فقط أضرارًا اقتصادية، بل يهدد أيضا الاستقرار الدولي.&
وفي معرض إجابته على أسئلة الصحافيين الأتراك، قال الرئيس الروسي، إن الوضع في سوريا لا يزال يشكل مصدر قلق جدي. وأن الخطر الرئيسي لتفاقم الوضع لاحقًا في سوريا وغيرها من الدول المجاورة مرتبط بنشاط ما يسمى بتنظيم "داعش" وغيره من الجماعات الراديكالية التي كانت بعض الدول الغربية في حينها تراهن عليها وتدعمها وتشجعها ".&

شريك تجاري&
وقال تقرير لـ(صوت روسيا) إن تركيا كانت ولا تزال شريكاً تجاريًا هاماً بالنسبة لروسيا. في عام 2013، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 32.7 مليار دولار. &
وأشار التقرير إلى أن ما هو مطروح اليوم على جدول أعمال محادثات بوتين مع القادة الأتراك هو تحسين نوعية التبادل التجاري، عن طريق المنتجات التكنولوجية العالية، وتطوير التعاون الصناعي.&
ومن أحد الاتجاهات الواعدة&، التعاون في مجال استكشاف الفضاء، ففي 15 شباط (فبراير) من هذا العام، تم إطلاق ناجح لصاروخ نقل فضائي روسي وعلى متنه قمر صناعي تركي للاتصالات "تركسات- 4A ". وفي العام المقبل، يتوقع إطلاق القمر الصناعي الثاني - "تركسات".
وقال التقرير إن تركيا كانت على مدى عشرات السنين الأخيرة، واحدة من أكثر البلدان التي زارها السياح الروس، وقد ساعد على هذا، نظام الدخول بدون تأشيرة. &
وأضاف أن هذا التواصل المكثف المتعدد الجوانب& ضمان لإستمرار العلاقات الروسية التركية بغض النظر عن الوضع الآني. إنه من الطبيعي أن لا تتطابق مواقفنا بشأن بعض القضايا، أو حتى تفترق ومن الطبيعي أن تتبع الدول سياسة خارجية مستقلة وفي نفس الوقت، وهذا مهم جداً، أن يكون هناك فهم لأهمية الشراكة بين بلداننا وشعوبنا، والأهم هو أن الشركاء الأتراك لم يضحوا بمصالحهم الخاصة من أجل طموحات&سياسية للغير.
&