القاهرة: دعا مؤتمر دولي عقد تحت رعاية الازهر في ختام اعماله الخميس المسيحيين العرب الى "التجذر في اوطانهم" مطالبا& الدول الغربية بالامتناع عن تسهيل هجرتهم ومؤكدا ان الاسلام "براء" من "الارهاب" الذي يرتكب باسمه.

واكد المؤتمر، الذي شارك فيه رجال دين مسلمون من السنة والشيعة ومطارنة وبطاركة مسيحيون يمثلون مختلف طوائف الشرق، ان "تهجير المسيحيين وغيرهم من الجماعات الدينية والعرقية الاخرى جريمة مستنكرة نجمع على ادانتها".

وقال المجتمعون في بيانهم الختامي "لذلك نناشد اهلنا المسيحيين التجذر في اوطانهم حتى تزول موجة التطرف التي نعاني منها جميعا".

واضاف "كما نناشد دول العالم استبعاد تسهيل الهجرة من جدول المساعدات التي تقدمها اليهم، فالهجرة تحقق اهداف قوى التهجير العدوانية التي تستهدف ضرب دولنا الوطنية وتمزيق مجتمعاتنا الاهلية".

وادى الهجوم الذي يشنه تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران/يونيو الماضي في العراق وسوريا الى تشريد مئات الالاف من اللاجئين من بينهم عشرات الالاف من المسيحيين الذين تعرضوا لانتهاكات جسيمة.

ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق شاسعة في العراق وسوريا.

واكد البيان الختامي للمؤتمر ان "العالم العربي يواجه حالة غير مسبوقة من التوتر والاضطراب نتيجة ظهور حركات متطرفة تعتمد الارهاب اداة لتنفيذ مآربها. فقد تعرض مواطنون امنون الى الاعتداء على كرامتهم الانسانية وحقوقهم الوطنية ومقدساتهم الدينية وجرت هذه الاعتداءات باسم الدين والدين منها براء".

واعتبر البيان ان "كل الفرق والجماعات والمليشيات الطائفية التي استعملت العنف والارهاب في وجه ابناء الامة، رافعة زورا وبهتانا رايات دينية، هي جماعات آثمة فكرا وعاصية سلوكا وليست من الاسلام الصحيح في شيء".

ودعا المؤتمر الى "لقاء حواري عالمي للتعاون على صناعة السلام واشاعة العدل في اطار احترام التعدد العقيدي والمذهبي والاختلاف العنصري والعمل بجد واخلاص على اطفاء الحرائق المتعمدة بدلا من اذكائها".

وقال البيان ان "عددا من شباب الامة تعرض ولايزال يتعرض الى عملية +غسل ادمغة+ من خلال الترويج لمفاهيم مغلوطة لنصوص القران والسنة واجتهادات العلماء افضت الى الارهاب".

واشار الى ان من بين هذه المفاهيم المغلوطة "مفهوم الخلافة الراشدة في عصر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم" التي "كانت تنظيما لمصلحة الناس غايته حراسة الدين وسياسة الدنيا وتحقيق العدل والمساواة بين الناس".

واكد ان "الحكم في الاسلام يتأسس على قيم العدل والمساواة وحماية حقوق المواطنة لكل ابناء الوطن بلا تمييز بسبب اللون او الجنس او المعتقد وكل نظام يحقق هذه القيم الانسانية الرئيسية هو نظام يكتسب الشرعية من مصادر الاسلام".

وشدد البيان على انه "من المفاهيم المحرفة" ايضا من قبل التنظيمات الجهادية "مفهوم الجهاد ومعناه الصحيح في الاسلام هو انه ما كان دفاعا عن النفس وردا للعدوان واعلانه لا يكون الا من ولي الامر وليس متروكا لاي فرد او جماعة مهما كان شأنها".

وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الاربعاء دان شيخ الازهر احمد الطيب "الجرائم البربرية" التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

وقال الطيب امام المؤتمر الذي يحضره قادة دينيون من عشرين دولة، بينها السعودية وايران والمغرب وماليزيا ونيجيريا وباكستان، ان تنظيمات وفصائل مسلحة "ترتكب هذه الجرائم البربرية النكراء تدثرت بدثار هذا الدين الحنيف واطلقت على نفسها اسم +الدولة الاسلامية+ في محاولة لتصدير صورة اسلامهم الجديد المغشوش".

وكان البابا فرنسيس دعا الاحد جميع القادة المسلمين الى ادانة الارهاب الاسلامي بوضوح، بعد ان دافع في تركيا بقوة عن مسيحيي الشرق المهددين من قبل الجهاديين في العراق وسوريا.