بهية مارديني: أفاد مصدر سياسي سوري معارض "إيلاف" بأنّ الموفد الأممي ستيفان ديميستورا سيلتقي عددا من قيادات الائتلاف الوطني وبعض المعارضين السوريين وسط حديث عن تفاصيل سيقدمها لهم حول مبادرته.

وتأتي زيارة ديميستورا بالتزامن مع لقاءات مماثلة يجريها موفد الرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف مع معارضين سوريين، وستكون اللقاءات منفصلة غدا الأحد في تركيا.

واعتبر الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة السوري السابق والكاتب المعروف في تصريح خاص لـ"إيلاف" أن "حالة الجمود السياسي بحاجة إلى تحريك حتى ولو لم& تثمر اللقاءات عن نتائج حاسمة، المهم أن تبقى القضية السورية موضوع حراك دولي".

وقال: "رغم أنني لست متفائلا بمبادرة ميستورا، واعترضت على تسميتها بالتجميد، إلا أنني أجد ضرورة البحث الجاد عن حلول فالإهمال الدولي للقضية يجعلها أمرا واقعا ربما تمر سنوات عليه دون تقدم".

ووجد آغا أنه "من المناسب أن يكون الموقف الوطني إيجابياً نحو أية مبادرة تسعى لإيقاف العنف والقتل والتدمير، لا سيما إيقاف براميل الموت التي تقتل المدنيين بشكل عشوائي، كما أن المبادرات على ضعفها، وربما عدم فاعليتها العملية ستعيد الاهتمام الدولي الذي دخل في ثلاجة التجميد أيضاً، وهذه الاستعادة تحث القادة الدوليين على مراجعة مواقفهم، لا سيما أن حجم كارثة السوريين يتضاعف يوماً إثر يوم، بعد أن صارت الأرض السورية ساحة حرب مديدة بين قوى الإرهاب العالمي، وقوى التحالف الدولي، وضاعت قضية السوريين في بحر الدم الذي يغرق الجميع".

ورأى أنه "من سلبيات مبادرة ديميسورا عدم وضوح رؤية ما بعد (التجميد)، ولا بد أن الشعب السوري سيقبل أو سيرفض بناءً على الرؤية النهائية للحل، وقد تم تأكيد كون المبادرة تنطلق من مبادئ وثيقة جنيف، التي صارت مرجعية معتمدة، حتى وإنْ لم تحقق نجاحاً على صعيد عملي، فإصرار النظام على اعتبار محاربة الإرهاب أولوية لا يلغي كون الوثيقة قد حددت خريطة طريق تم التوافق الدولي حولها. وثمة خطر يكمن في التفاصيل التي يستطيع المفاوضون أن يدفنوا المبادرة في أحشائها، وهذا ما قد يهدد بفشلها في أول جولة مفاوضات حولها".

وشدد بالقول إنّ "المبادرة أقل سوية وشأناً من الجهة الراعية، وهي الأمم المتحدة التي يفترض أنها الأقدر على إيجاد حل شامل ونهائي".

وأضاف أن "المجتمع الدولي اختزل القضية السورية بسكين داعش... اذا كانت داعش تريد الموت فهناك 18 مليون سوري يريدون الحياة".

في غضون ذلك، كان بوغدانوف وصل بيروت والتقى في وقت سابق مسؤولين لبنانيين وبحث معهم الأوضاع في لبنان والمنطقة والأزمة في سوريا.

وقال بوغدانوف عقب احدى اللقاءات حول الأزمة السورية: "نحن على اتصال مع الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج ومهمتنا هي أن نرتب الاتصالات التشاورية التمهيدية لحوار جدي من دون شروط مسبقة لكي يجتمع السوريون ويبدؤوا الحديث وتقارب الأفكار حول كل الأمور المطروحة".

وشدد على أنّ "الشعب السوري المتمثل بالحكومة والمعارضة هو صاحب القرار فيما يخص تقرير مصير ومستقبل البلد لكي تبقى سوريا واحدة والشعب السوري واحدا".

واكد انه" لا يمكن إيجاد الحلول المناسبة والمضمونة للمشكلات التي تشهدها المنطقة دون تحاور جميع الأطراف المعنية".