خاركييف: تتكثف تفجيرات العبوات الناسفة اليدوية الصنع في خاركيف المدينة الصناعية الكبرى في شرق اوكرانيا القريبة من المناطق الانفصالية الموالية للروس، لكنها لا توقع ضحايا وتستهدف المنشآت العسكرية والاستراتيجية ويجري تنظيمها بحسب كييف من روسيا.
واخر انفجار وقع في الثاني من كانون الاول/ديسمبر بدون ان يسفر عن ضحايا، امام وحدة للحرس الوطني التي تضم متطوعين يقاتلون الى جانب الجنود الاوكرانيين في مناطق المتمردين المجاورة لدونيتسك ولوغانسك.
وفي اواخر تشرين الثاني/نوفمبر تعرضت وحدة اوكرانية للدفاعات الجوية ومستشفى عسكري لهجمات بالمتفجرات في خاركيف التي كانت فيما مضى عاصمة لاوكرانيا وتعد 1,4 مليون نسمة.
وهذا النوع من المتفجرات سبق واستخدم في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر في حانة بوسط المدينة كانت تجمع اموالا للجنود الاوكرانيين. واسفر الاعتداء بالقنبلة الذي وصفته السلطات ب"العمل الارهابي" عن سقوط 11 جريحا وتدمير كامل للمبنى.
ولفت رئيس الفرع المحلي لاجهزة الامن الاوكرانية اولكسندر بيفوفار الى ان هذا النوع من المتفجرات كان رائجا في الحقبة السوفياتية ويمكن ايجاده في روسيا.
ورغم ان التظاهرات المؤيدة لروسيا التي شهدتها خاركيف في الربيع لم تتبعها حركة التمرد المسلحة، خلافا لحوض دونباس المنجمي المجاور فان انصار كييف والانفصاليين الموالين لموسكو يتعايشون فيها في مناخ من التوتر الشديد.
ولفت ميكولا سونغوروفسكي مدير البرامج العسكرية في مركز رازومكوف في كييف في تصريح لوكالة فرانس برس الى ان هذه المدينة التي تضم عدة مصانع لصناعات الطيران والفضاء وكذلك مصنع الدبابات ماليشيف "تكتسي اهمية كبيرة بالنسبة للكرملين، وكذلك بالنسبة للمقاتلين الانفصاليين".
واعتبر الخبير اناتولي اوكيسيول من المركز الدولي للدراسات السياسية في كييف ان الهجمات "هدفها اشاعة الذعر وزعزعة استقرار هذه المنطقة الاستراتيجية" الناطقة بالروسية.
واضاف "في خاركيف تواجه اوكرانيا نوعا جديدا من الهجمات مع استخدام الغام في بعض الحالات، ما يدل على انها تخطط وتنفذ بشكل جيد من قبل مهنيين".
واعتبر هذا الخبير "ان خاركيف تقع في منطقة +حمراء+ رغم سيطرة اوكرانيا عليها".
واشار اوكتيسيوك الى ان انصار روسيا في خاركيف لا يشكلون اي خطر لكن يمكن ان يصبحوا كذلك اذا "بدا الحكم المركزي ضعيفا او اذا تعاونت النخب المحلية مع الانفصاليين او مع الكرملين".
ولفت المحققون الى ان الهجمات تستهدف في اغلب الاحيان اماكن رمزية وفضلا عن الالغام يستخدم منفذوها احيانا ايضا قاذفات لهب روسية الصنع.
وهكذا استخدم مجهول ليل الثالث من اب/اغسطس قاذفة نار ضد احد مباني مصنع الدبابات ماليشيف. وغداة ذلك تعرض مركز عسكري اقليمي لهجوم بسلاح من النوع نفسه.
واكد رئيس الاجهزة الامنية فالنتين ناليفايتشنكو في منتصف اب/اغسطس ان التحقيق الذي ادى الى توقيف ستة من سكان خاركيف في قضية الهجوم على مصنع ماليشيف، اثبت ان هؤلاء كانوا "يوجهون من روسيا".
واثناء توقيف المشبوهين صادرت الاجهزة الامنية ايضا الغاما مضادا للدبابات وقاذفة لهب ورشاشات كلاشنيكوف.
كذلك استهدفت هجمات بالمتفجرات اقل اهمية شبكة سكك الحديد بدون ان تسفر عن سقوط ضحايا، كما تم احراق عدة اجهزة صراف آلي تعود الى مصرف بريفابنك الذي يملكه ايغور كولومويسكي حاكم منطقة دنيبروبتروفسك والعدو اللدود للكرملين كما قالت قوات الامن المحلية.
واذا كانت غالبية الهجمات لم توقع ضحايا فان اخرى كانت عواقبها مأسوية بحسب اجهزة الامن الاوكرانية.
وقال الفرع المحلي لاجهزة الامن الاوكرانية ان مخطط اعتداء استهدف وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز اثناء زيارته الى مصنع الدبابات ماليشيف حيث اودعت بقايا ضحايا الرحلة ام اتش 17 للطائرة الماليزية التي تحطمت فوق اوكرانيا في 17 تموز/يوليو وعلى متنها 298 شخصا معظمهم من الهولنديين.
وفي شريط بثه الفرع المحلي لاجهزة لامن الاوكرانية اكدت امرأة تم توقيفها مع احد عشر مشبوها اخر انها جندت من قبل جهاز المخابرات العسكرية الروسية وانها تلقت تعليمات ب"وضع متفجرات قرب المصنع على الطريق التي يسلكها الوفد الهولندي والعمل بشكل ان تنفجر في تلك اللحظة بالذات".
التعليقات