تصاعد الجدل في الأوساط الأميركية وعبر العالم حول الأساليب والممارسات "الوحشية" التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) لاستخلاص المعلومات من المشتبه بهم في الارتباط بالإرهاب في أعقاب هجمات ايلول (سبتمبر) 2001 .&

نصر المجالي : أصدر البيت الأبيض بيان حقائق ضمنه موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه ما ورد في التقرير، حيث أعرب عن اعتقاده بأن هذه الأساليب كانت بمثابة "تعذيب".
وفي وقت سابق، نشرت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ملخصًا للتقرير جاء في 480 صفحة من أصل التقرير الكامل الواقع في أكثر من 6000 صفحة، والذي يحتوي على عدد ضخم من الأدلة ومازال مصنفًا باعتباره سريًا وطي الكتمان.
وجاء في تقرير لجنة الاستخبارات أن (سي اي ايه) ضللت الأميركيين بشأن مدى فعالية "الاستجواب المعدّل". كما ذكر التقرير أن إدارة عمليات الاستجواب اتسمت بالسوء، وأن المعلومات التي تم الحصول عليها جراء هذه العمليات كانت غير جديرة بالثقة.
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة شددت الإجراءات الأمنية في سفاراتها ومنشآتها حول العالم قبيل نشر التقرير. وأضاف أن السفارات الأميركية وغيرها من المصالح اتخذت إجراءات احترازية بعد ورود "بعض المؤشرات" إلى احتمال تعرضها لـ"مخاطر".
&
نص بيان أوباما&
وتنشر (إيلاف) في الآتي نص بيان الرئيس الأميركي بشأن تقرير لجنة الاستخبارات:&
على مدى تاريخنا، فعلت الولايات المتحدة الأميركية أكثر مما فعلت أي دولة أخرى للدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والكرامة المتأصلة لبني البشر في جميع أنحاء العالم. وبصفتنا أميركيين، فإننا مدينون عميق الامتنان لمواطنينا الذين يعملون للحفاظ على سلامتنا وأمننا، ومن بينهم الرجال والنساء المخلصون العاملون في أجهزة الاستخبارات لدينا، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية. ومنذ وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر المروعة، عمل هؤلاء الموظفون بلا كلل لتدمير أسس تنظيم القاعدة وتحقيق العدالة بمقتل أسامة بن لادن، ومنع وقوع عمليات إرهابية وإحباط هجمات إرهابية. إن تلك النجوم المصفوفة بإجلال على الحائط التذكاري في وكالة الاستخبارات المركزية إنما تكرّم وتحتفي بأولئك الذين قدموا حياتهم فداءً من أجل حماية بلدنا. إن خبراء الاستخبارات لدينا أناس وطنيون، ونحن أكثر شعورًا بالأمن والأمان بسبب خدماتهم وتضحياتهم البطولية.
&
مخاوف مشروعة&
في السنوات التي أعقبت الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، ومع المخاوف المشروعة من حدوث مزيد من الهجمات، ومع تحمل المسؤولية عن منع كارثة جديدة بفقدان المزيد من الأرواح، واجهت الحكومة السابقة خيارات مؤلمة حول كيفية ملاحقة تنظيم القاعدة ومنع وقوع هجمات إرهابية أخرى ضد بلدنا. وكما قلتُ من قبل، فإن أمتنا فعلت أشياء كثيرة بشكل سليم في تلك السنوات الصعبة. ولكن في الوقت نفسه، فإن بعض الإجراءات التي تم اتخاذها كانت مخالفة لقيمنا. وهذا هو السبب في أنني، وبشكل واضح لا لبس فيه، حظرتُ التعذيب عندما توليتُ منصبي، لأن إحدى أدواتنا الأكثر فعالية في مكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن الأميركيين هي أن نظل أوفياء لمُثُلنا ومبادئنا في الداخل والخارج.
إن تقرير اليوم الصادر عن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ يذكر بالتفصيل عنصرًا واحدًا من عناصر استجابة أمتنا إلى أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) وهو برنامج وكالة الاستخبارات المركزية للاعتقال والاستجواب، والذي قمتُ بإنهائه رسميًا في واحد من أول أيامي في منصب الرئيس.
&
اضرار جسيمة&
يوثق التقرير أحد البرامج المثيرة للقلق التي تتضمن أساليب معززة في استجواب المشتبه بتورطهم في الارهاب في مرافق سرية خارج الولايات المتحدة، كما أنه يعزز وجهة نظري التي لطالما أؤمن بها منذ فترة طويلة عن أن هذه الأساليب القاسية لا تتعارض مع قيمنا كأمة فحسب، ولكنها أيضًا لا تخدم جهودنا الأوسع نطاقًا في مكافحة الإرهاب أو مصالح أمننا القومي. وعلاوة على ذلك، فقد ألحقت هذه الأساليب أضراراً جسيمة بمكانة الولايات المتحدة وسمعتها في العالم، وجعلت من الصعب علينا السعي في سبيل تحقيق مصالحنا مع الحلفاء والشركاء. وهذا هو السبب في أنني سوف أواصل استخدام صلاحيتي كرئيس للتأكد من أننا لن نلجأ أبدًا إلى مثل هذه الأساليب مرة ثانية.
&
مواصلة الحرب ضد الإرهاب&
وبصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، فليست هناك مسؤولية عليّ أعظم من السهر على سلامة وأمن أبناء الشعب الأميركي. ولذلك فإننا سنواصل الحرب بلا هوادة ضد القاعدة والعناصر التابعة لها وغيرهم من المتطرفين الذين يمارسون العنف. وسوف نعتمد على جميع عناصر قوتنا الوطنية، بما في ذلك استخدام القوة، والنموذج الذي تمثله مبادئنا الأساسية. وهذا هو السبب في أنني دعمت باستمرار رفع السرية عن تقرير اليوم. لا توجد هناك دولة تتصف بالكمال. ولكن إحدى نقاط القوة التي تجعل من أميركا دولة استثنائية هو استعدادنا لمواجهة ماضينا علنًا، ومواجهة أوجه القصور لدينا، وإجراء التغييرات والقيام بذلك على نحو أفضل.&
بدلاً من البحث عن سبب آخر لمعاودة المعركة بحجج قديمة، يحدوني الأمل في أن تقرير اليوم يمكن أن يساعدنا على التخلي عن هذه الأساليب ووضعها في المكان اللائق بها – أن تصبح من الماضي. كما يُعتبر هذا اليوم أيضا تذكيرًا لنا بأن التمسك بالقيم التي نؤمن بها لا يجعلنا أضعف، بل يجعلنا أقوى وسوف تظل الولايات المتحدة الأميركية أعظم قوة عرفها العالم تدافع عن حرية وكرامة الإنسان. (انتهى بيان أوباما)&
&
ابرز 20 نقطة&
وإلى ذلك،&سلّط موقع (بي بي سي) الالكتروني الضوء على أبرز 20 نقطة في تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، وهي كالآتي:&
1- إن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.إيه) لـ "تقنيات الاستجواب المتطورة" لم تكن فعّالة في الحصول على معلومات استخباراتية أو تعاون من قبل المعتقلين.
2- تعد التبريرات التي قدمتها الـ (سي .آي .إيه) حول استخدام "تقنيات الاستجواب المتطورة" غير دقيقة.
3- تعتبر طرق استجواب الـ (سي .آي.إيه) للمعتقلين وحشية وأسوأ بكثير& مما أعلنت عنه لصناع القرار في البلاد والمشرعين.
4-إن ظروف احتجاز المعتقلين من قبل (سي .آي.إيه) أقسى مما أقرت به الوكالة للمشرعين.
5- عمدت (سي.آي إيه) إلى تزويد وزارة العدل بمعلومات غير دقيقة بشكل مكرر، مما أعاق إجراء تحليل قانوني مناسب حول برنامج الوكالة المتعلق بتوقيف المعتقلين واستجوابهم.
6-تجنبت الـ (سي.آي.إيه) أو أعاقت إطلاع مجلس الشيوخ على برنامج الوكالة لاستجواب المعتقلين لديها.
7- أعاقت الـ (سي .آي.إيه) بفاعلية إشراف البيت الأبيض وصناع القرار على هذا البرنامج.
8- أدى تطبيق (سي آي إيه) لبرنامج استجواب المعتقلين وادارته الى تعقيد، وفي بعض الاحيان تهديد مهمات تتعلق بالامن القومي تقوم بها وكالات أخرى.
9- عرقلت الوكالة مراقبة مكتب المفتش العام فيها لأعمالها.
10- نسقت (سي آي إيه) تسريب معلومات معينة لوسائل الاعلام من بينها معلومات غير دقيقة تتعلق بفعالية استخدام التقنيات المشددة خلال استجواب المعتقلين.
11- لم تكن (سي آي إيه) مستعدة عند تطبيقها برنامج الاعتقال والاستجواب بعد أكثر من 6&أشهر من السماح لها باحتجاز اشخاص.
12- طبقت (سي آي إيه) برنامج الاعتقال والاستجواب بشكل سيئ خلال عام 2002 ومطلع عام 2003.
13- قام خبيران نفسيان بوضع تقنيات الاستجواب المشددة للوكالة ولعبا دورًا محوريًا في تطبيقها وادارة البرنامج.
14- خضع المعتقلون لدى (سي آي ايه) لتقنيات استجواب قهرية لم توافق عليها وزارة العدل أو مدراء الوكالة.
15- لم تستطع (سي آي إيه) تحديد عدد المحتجزين لديها، كما أنها سجنت اشخاصًا لا تنطبق عليهم المعايير، إضافة الى أن تأكيدات الوكالة بخصوص اعداد المعتقلين واولئك الذين خضعوا لتقنيات الاستجواب المشددة كانت غير دقيقة.
16- فشلت (سي آي إيه) في اجراء تقييم لفاعلية تقنيات الاستجواب المشددة.
17- لم تحاسب (سي آي إيه) موظفيها المسؤولين عن انتهاكات خطيرة والقيام بأنشطة غير مناسبة خلال تطبيق برنامج تقنيات الاستجواب المشددة إلا بشكل نادر.
18- تجاهلت (سي آي إيه) انتقادات عدة داخلية واعتراضات بخصوص تطبيق وادارة برنامجها للاعتقال والاستجواب.
19- يعد برنامج الـ (سي آي إيه) للاستجواب غير قابل للاستمرار، كما انتهى فعليًا عام 2006 بعد تقارير صحفية وانخفاض وتيرة التعاون من قبل بعض البلدان.
20- أضر برنامج (سي آي إيه) بسمعة الولايات المتحدة في العالم أجمع، كما أسفر عن تكاليف إضافية مالية وغيرها.
&