باماكو: صرح مصدر امني مالي ومنظمات غير حكومية ان الرهينة الفرنسي سيرج لازاريفيتش الذي اعيد الى بلده اليوم الاربعاء افرج عنه مقابل اطلاق سراح عدد من الجهاديين المسجونين في مالي بما في ذلك مدبر عملية خطفه.

ووصل لازاريفيتش صباح الاربعاء الى فرنسا غداة الاعلان عن اطلاق سراحه بعدما قضى اكثر من ثلاث سنوات في الاسر لدى تنظيم القاعدة في الساحل الافريقي. وقال الرهينة السابق الذي اعيد في طائرة حطت بعيد الساعة 7:45 من اليوم الاربعاء في مطار فيلاكوبلاي العسكري في جنوب باريس ان "استعادة حريتي امر جميل".

وقال المسؤول الامني المالي لوكالة فرانس برس ان احد مساعدي اياد اغ غالي الزعيم المالي من الطوارق لجماعة انصار الدين الجهادية، التي دعت أخيرًا الى "محاربة فرنسا" كان في صلب المفاوضات التي ادت الى اطلاق سراح الرهينة الفرنسي في شمال مالي قبل تسليمه الى النيجر الثلاثاء.

وانتقدت منظمات غير حكومية في بيان "قيام سلطات مالي بالافراج عن محمد علي اغ ودحسين وهيبة اغ الشريف، اللذين يشتبه في انهما ارهابيان، واسامة بن غزي وحبيب ولد محولود المتهمين بانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان في مالي مقابل الرهينة الفرنسي". واضافت "مع ترحيبنا بالافراج عن سيرج لازاريفيتش، الا ان منظماتنا تشعر بالاهانة"، مشيرة الى ان "اغ ودحسين المدبر الرئيس لعملية الخطف".

بين الموقعين الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان والجمعية المالية لحقوق الانسان وفرع مالي في منظمة العفو الدولية. واضاف المسؤول الامني رافضا الكشف عن اسمه لفرانس برس "مع فرنسا ومالي والنيجر تمكنا من التوصل الى الافراج عن الرهينة الفرنسي ضمن اطار تبادل للاسرى". وتابع "استطيع القول ان اشخاصا يصنفهم البعض ارهابيين ولكنهم بالنسبة إلينا سجناء، افرج عنهم مقابل اطلاق الرهينة الفرنسي"، مؤكدًا ان "ودحسين بين الذين اطلق سراحهم". وشدد على ان مالي قامت بهذه المبادرة "بناء على طلب باريس".

من جهته، قال مسؤول افريقيا في الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان فلوران جيل لفرانس برس ان السلطات في مالي "افرجت عن المعتقلين بموجب ضغوط مارستها فرنسا".
واضاف في اتصال هاتفي "انها مفارقة رؤية اشخاص يفرج عنهم ضمن اطار اطلاق سراح رهائن ساهموا في خطفهم".

وافاد بيان المنظمات غير الحكومية ان السلطات افرجت عن دحسين في "مطلع الاسبوع"، في حين قررت محكمة استئناف الافراج عن الثلاثة الاخرين في الرابع من الشهر الحالي. وحسب تقاطع معلومات جمعتها وكالة فرانس برس، اجرى المفاوضات القومندان ابراهيم ايناويلات الفار من الجيش المالي والقريب من اياد اغ غالي.

وقال لفرانس برس مصدر قريب من محمد اكوتاي الوسيط النيجري الذي تسلم الرهينة الفرنسي في النيجر "نعم هذا صحيح، هو الذي قام بالرحلات المكوكية بيننا وبين قادة الخاطفين". وفي النيجر ايضا دانت منظمات للمجتمع المدني ظروف الافراج عن الرهينة الفرنسي. وقال كاني عبد الله رئيس اتحاد منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والديموقراطية الذي يضم حوالى اربعين منظمة غير حكومية نيجرية لفرانس برس "نحن ندين اصلا دفع الفديات، فكيف اذا كان الامر الافراج عن عناصر من القوى الظلامية مقابل الرهائن". واضاف ان "هذا يشجع بشكل ما عمليات احتجاز الرهائن".

من جهته، قال محمد واغايا رئيس المنظمة غير الحكومية لجنة توجيه الدفاع وانقاذ المكتسبات الديموقراطية المتمركز في اغاديز في شمال النيجر "انها طريقة ليتاح لخاطفي الرهائن والاشخاص الذين ارتكبوا عددا كبيرا من الجرائم والقتل العودة بقوة". وكان الرئيس فرنسوا هولاند ووالدة الرهينة السابق وشقيقته في استقبال لازاريفيتش لدى نزوله من الطائرة الحكومية الفرنسية في باريس اليوم.

وقال هولاند "اريد ان اوجّه رسالة بسيطة وواضحة الى كل مواطنينا الذين يمكن ان يتواجدوا في مناطق خطيرة: تجنبوا التوجه الى مكان يمكن ان تخطفوا فيه (...) نحن في عالم خطير". وعبّر الرئيس الفرنسي عن ارتياحه لانه لم يعد هناك "اي رهينة فرنسي" في العالم. وكان بانتظار لازاريفيتش ايضا نجل فيليب فيردون الذي خطف معه وقتل وعدد كبير من الصحافيين.

واكد لازاريفيتش (51 عاما) الذي قام بالرحلة مع ابنته ديان التي حضرت مساء الثلاثاء الى النيجر لاصطحابه "نشعر بالضياع، وعندما نكون على شفير الموت لا نفكر بالحياة". ومن المقرر نقله بعيد وصوله الى مستشفى عسكري لاجراء فحوص طبية له قبل ان يجتمع بعائلته بعيدا عن الاعلام، على ما افادت خلية الازمة. واضاف المصدر ان "الطبيب اجرى له فحصا عاما في الطائرة، وهو بخير".

وسيرج لازاريفيتش، الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية والصربية، خطف على يد مجموعة من المسلحين في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2001 في الفندق الذي كان ينزل فيه في هومبوري في مالي مع فيليب فيردون، الذي كان يرافقه في رحلة عمل. وعثر على فيليب فيردون مقتولا برصاصة في الرأس في تموز/يوليو 2013. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعلن مسؤوليته عن اختطافهما، ووصف الرهينتين بانهما من عناصر الاستخبارات الفرنسية.

واعلن هولاند لصحافيين في باريس امس ان لازاريفيتش "آخر رهينة لنا حر الآن"، معبّرًا عن ارتياحه لان "فرنسا لم يعد لها اي مواطن رهينة في اي بلد من العالم". واكد "اننا في لحظة مهمة، لان فرنسا لم يعد لها رهائن". ولم تتضمن رسالة الرئاسة الفرنسية اي اشارة الى احتمال دفع فدية او ان يكون احتمال تبادل سجناء ساعد على الافراج عن الرهينة الفرنسي-الصربي.

وما زال ثلاثة اجانب - سويدي وهولندي وجنوب افريقي يحمل الجنسية البريطانية ايضا - محتجزين رهائن في منطقة الساحل الافريقي لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وخطفوا في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في تمبكتو بشمال مالي. وقتل رهينة رابع -الماني- عند محاولته مقاومة خاطفيه.